١٠‏/٠١‏/٢٠٠٨، ٣:٣٠ م

تحليل سياسي

بوش والرقص على اشلاء العرب

بوش والرقص على اشلاء العرب

بدأ الرئيس الاميركي في العام الاخير من ولايته بزيارة مكوكية للشرق الاوسط وهي آخر نزهة يقوم بها الرئيس جورج بوش الى هذه المنطقة.

وبما ان الرئيس الاميركي لا يحمل معه حلا سحريا لازمة الشرق الاوسط ولكن هذه الزيارة تعتبر زيارة دعائية الهدف منها كسب دعم اللوبي الصهيوني لصالح مرشحي الحزب الجمهوري لخوض معركة الانتخابات الرئاسية التي  بدأت بالفعل.
وكانت الاراضي الفلسطينية المحتلة المحطة الاولى لزيارة بوش والهدف منها الايحاء للوبي الصهيوني بان ضمان امن الكيان الاسرائيلي يأتي فوق كل الاعتبارات الاميركية اذ ان الرئيس الاميركي يدرك تماما ان اللوبي الصهيوني هو الذي يقرر من يجب ان يفوز في الانتخابات الاميركية ومن هو الذي يجب يخسر معركة الانتخابات.
وسبق زيارة الرئيس الاميركي حادث مفبرك لفقه البنتاغون بمساعدة الهوليوود الا وهو حادث ما سمي تحرش الزوارق البحرية الايرانية بالبوارج الاميركية في مضيق هرمز.
وادعت البحرية الاميركية من خلال نشر افلام مفبركة بان قوارب تابعة للقوة البحرية الايرانية اقتربت من البوارج الاميركية المتواجدة في مضيق هرمز الايراني  وووجهت لها تهديدات باطلاق النار.
وقامت كل الاجهزة الاعلامية الاميركية ومعها بعض وسائل الاعلام العربية ببث اخبار ودعايات  كاذبة عن هذا الحادث العابر والبسيط للايحاء للدول العربية في المنطقة بان الخطر الايراني لا ينحسر في النشاطات النووية بل هو موجود في البر والبحر والجو! وعلى الدول العربية ان تحتمي من هذا الخطر بالاسلحة الاميركية!
ولم يسأل الاعلام العربي ماهو دخل البحرية الاميركية في مياه الخليج الفارسي التي تبعد آلاف الاميال عن اميركا وماذا يفعل اصلا الاسطول البحري الاميركي في المياه الاقليمية التابعة للدول الاخرى.
ومضيق هرمز يربط الخليج الفارسي ببحر عمان وهنالك اتفاقية مشتركة بين ايران وسلطنة عمان للمحافظة على سلامة السفن التجارية والنفطية التي تمر عبر هذا المضيق الذي يقع في المياه الاقليمية الايرانية.
اذن حينما تخترق البوارج البحرية الاميركية المياه الاقليمية الايرانية خلافا لكل قوانين الملاحة الدولية وتقوم بالتجسس على البحرية الايرانية الا يحق لايران ان توجه انذارا الى هذه البوارج؟.
وما الخطر الذي دفع الادارة الاميركية الحالية لحشد اسطولها البحري الخامس والسادس في مياه الخليج الفارسي للسيطرة على هذا الممر البحري؟
أليس من حق الدول المتشاطئة ان تحافظ على امن وسلامة الملاحة البحرية في الخليج الفارسي دون تدخل قوى اجنبية اخرى مثل اميركا وغيرها؟
اذن تحرش السفن الحربية الاميركية بالزوارق الايرانية يحمل رسالة للدول العربية قبل اي دولة اخرى وهي ان "المارد الايراني" مازال متواجدا وعلى الدول العربية ان تحتمي باميركا لمواجهة هذا المارد.
فاذا كان الهدف من زيارة بوش للشرق الاوسط تخويف الدول العربية من الخطر الايراني المزعوم فلا داعي لكل هذه الضجة الاعلامية لان الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي هي مرعوبة نفسيا من الاساس وكانت ومازالت تستنجد باميركا من خطر موهوم لا وجود له اصلا.
فاما اذا كان الهدف المعلن لهذه الزيارة هو عزل ايران واحتوائها فيجب القول ان زيارة الرئيس الاميركي فاشلة سلفا لان اميركا جربت ومازالت تجرب مقولة احتواء ايران منذ اكثر من ربع قرن ولم تفلح لان ايران لها امتداد سياسي واقتصادي وثقافي يبدأ من الشرق الاوسط ويمتد حتى غرب افريقيا وشرق آسيا واميركا اللاتينية وبالتالي لا يمكن عزل مثل هكذا دولة.
وبالتالي فان زيارة بوش لم تأت من منطلق تعزيز امن المنطقة بل جاءت لتوتير المنطقة من جديد واثارة الشكوك بين دول المنطقة وفي النهاية التفرج والرقص على اشلاء جثث الاطفال التي مزقت وما زالت تمزق جثثهم الطائرات الاسرائيلية في الاراضي المحتلة.
             حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
رمز الخبر 619001

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha