١٠‏/٠٣‏/٢٠٠٤، ٨:٠٥ م

تحليل وكالة مهر عن المؤامرة الامريكية في فيينا

الشعب الايراني لن يقبل بالتزام احادي في السياسة الخارجية

الشعب الايراني لن يقبل بالتزام احادي في السياسة الخارجية

واخيرا فقد استسلمت بريطانيا وفرنسا والمانيا للضغوط الامريكية واعدت مسودة قرار ضد ايران لتقديمه الى مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ان مسودة القرار هذه لا تتطابق فقط مع الوثيقة الامريكية المقترحة فحسب بل ان الدول  الثلاث الاعضاء بالاتحاد الاوروبي استخدمت فيها عبارات حادة بشان ايران خلافا لتعهداتها في بيان طهران.
ان مسودة القرار المقترح من قبل امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا يفتقد للقيمة القانونية لان الدول الاربعة اعدتها خلف الابواب المغلقة ولم تعرضها على الاعضاء 14 لمجموعة حركة عدم الانحياز. 
ومن جهة اخرى فان تقرير محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يبين انه قد تم التنسيق مع نص مسودة القرار الامريكي  قبل بدء اجتماع مجلس الحكام لان العبارات التي جاءت في تقرير البرادعي مستمدة من نص مسودة القرار الامريكي.
ومن المؤسف ان يضع تقرير المدير العام للوكالة ايران الى جانب ليبيا في حين ان ليبيا اعترفت رسميا بانها استخدمت اجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم لاغراض عسكرية , بينما ايران وقعت على البروتوكول الاضافي واوقفت جميع نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم وابدت تعاونا تاما مع مفتشي الوكالة.
ومع ان ايران لم تكن مرغمة على قبول طلب المفتشين لتفقد مواقعها العسكرية لكنها سمحت للمفتشين لتفقد مثل هذه المراكز لاثبات حسن نيتها وتعاونها مع الوكالة.
ويبدو ان الاجتماع الاخير لمجلس الحكام في فيينا انعقد من اجل اعداد قرار مجحف ضد ايران لان قبول مسودة القرارالامريكي من قبل بريطانيا وفرنسا والمانيا دليل بارز على مسايرة الدول الثلاث الاعضاء بالاتحاد الاوروبي لامريكا.
ان من القضايا التي تثير الاستغراب على هامش اجتماع مجلس الحكام في فيينا تصريحات موشي يعلون رئيس اركان الجيش الصهيوني الذي اعترف صراحة بوجود قنبلة نووية في الترسانة العسكرية للكيان الصهيوني.
الجنرال يعلون اعلن ان اسرائيل تصنع القنبلة النووية لارغام العرب على قبول السلام مع اسرائيل في حين ان هذا الكيان يمتلك حاليا اكثر من 250 رأسا نوويا ويهدد العالم الاسلامي برمته.
وعلى كل حال فان اجتماع مجلس الحكام مع الاسف وكما كان متوقعا خضع لتاثير الضجة التي اثارتها امريكا واللوبي الصهيوني , ومن المؤسف جدا ان تنكث بريطانيا وفرنسا والمانيا بوعودها التي قطعتها على انفسها في طهران وتقبل بمسودة القرار الذي اقترحته امريكا للمصادقة عليه في مجلس الحكام.
ان هذا الامر يدل على ان الدول الاوروبية لا تحترم المعايير الاخلاقية والمبادئ الديبلوماسية المتعارف عليها في التعاملات الدولية وانها تتبع امريكا في سياساتها الخارجية والاقليمية.
ومن جهة اخرى اذا كانت امريكا والدول الاوروبية يتصورون ان بامكانهم اجراء نفس الخطط التي نفذت في العراق سابقا مرة اخرى في ايران فانهم مخطئون تماما, لان ايران عضو مؤثر وفعال في المجتمع الدولي ولم يبدر منها اي انتهاك للقوانين الدولية.
وبغض النظر عن هذا الامر فان الشعب الايراني يريد من ساسته ان لا يقبل بالمطالب اللامحدودة وغير المتعارف عليها للدول الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية وان لا يتبعوا الوكالة. 
ان الشعب الايراني لن يعدل مطلقا عن استراتيجيته الوطنية لاستخدام التقنية النووية لاغراض سلمية وان على المسؤولين كذلك الامتثال لهذه الارادة الوطنية, 
 وفي حالة استمرار الاجراءات غير المنطقية للوكالة وامريكا وانتهاج الغرب للسياسات الامريكية التوسعية ان يعلنوا ان تعهداتهم تعتبر ملغية تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ان الشعب الايراني سيبقى الى يوم الجمعة منتظرا لقرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية , ومن المؤكد ان هذا القرار سيواجه برد فعل الشعب الايراني الذي سيقول كلمته النهائية./انتهى/

  

رمز الخبر 64935

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha