٠٣‏/٠٤‏/٢٠٠٤، ٦:٠٧ م

تحليل سياسي بقلم حسن هاني زاده

اهداف امريكا من توسيع الناتو

خلال الاسبوع الماضي انضمت سبع دول جديدة كانت تعرف في العقود الاخيرة بانها جزء من حلف وارشو والمعسكر الشرقي الى حلف شمال الاطلسي (الناتو).

فقد انضمت رسميا كل من بلغاريا واستونيا وليتوانيا ولاتفيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا الى حلف شمال الاطلسي (الناتو) في حفل اقيم بمقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وكانت بولندا والمجر وجمهورية التشيك قد انضمت الى حلف الناتو في المرحلة الاولى لتوسيع الحلف ومن المقرر ان تنضم كل من البانيا وكرواتيا ومقدونيا الى عضوية حلف الناتو في المرحلة الثالثة.
ويبدو ان امريكا تسعى في المراحل القادمة ضم الكيان الصهيوني وافغانستان والعراق والاردن ومصر وباكستان والهند الى حلف الناتو لتتمكن من توطيد هيمنتها الكاملة على مناطق شبه الجزيرة الهندية وشرق آسيا وشمال افريقيا والشرق الاوسط.
ومع ان حلف الناتو تاسس بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بهدف مواجهة القوتين الشرقيتين الاتحاد السوفيتي والصين الا ان التوسع غير الاعتيادي لهذا الحلف بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وانتهاء الحرب الباردة , يطرح هذا السؤال وهو ما هي الاهداف التي تبغي امريكا تحقيقها من وراء توسيع الرقعة الجغرافية للناتو؟ 
وللاجابة على هذا السؤال يجب الاشارة الى الظروف الناجمة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ومشروع النظام العالمي الجديد واحادية الاقطاب.
فامريكا اعدت في بداية التسعينيات مشروع العسكرتارية او عسكرة العالم من اجل مواجهة بعض الدول التي تنتهج سياسة مستقلة.
ووفقا لهذا المشروع فان امريكا تحاول ايجاد احلاف عسكرية لها مع بعض الدول السابقة في المعسكر الشرقي والتي تعاني من فقر اقتصادي واجتماعي من اجل توسيع نفوذها العسكري في شرق اوروبا اضافة الى السيطرة على هذه الدول.
وتهدف هذه الخطة الى جعل جانبي المحيط الاطلسي تحت تصرف امريكا بشكل تام ووضع قواعدها العسكرية في حالة استعداد دائم لاحتواء روسيا والصين.
ومع ان روسيا والصين وفي المرحلة الثالثة كوريا الشمالية يسعون الى تحديث اقتصادهم والتقليل من النفقات العسكرية الا ان امريكا ما زالت تنظر بقلق الى السياسات المستقبلية للدول الثلاث.
والهدف الآخر لامريكا هو فرض طوق عسكري على المنطقة لتتمكن من خلاله احتواء بعض الدول الاسلامية المستقلة في المنطقة والتي تعارض السياسات التوسعية الامريكية.
وبعد احداث 11 سبتمبر 2001 واجهت امريكا ظاهرة جديدة عرفت بالارهاب العالمي وباتت هذه الظاهرة ذريعة بيد امريكا لاستخدام القواعد العسكرية وتوسيع الرقعة الجغرافية للناتو لمهاجمة افغانستان والعراق.
وبالرغم من ان امريكا سخرت جميع امكاناتها لمواجهة هذه الظاهرة المشؤومة الا انها لم تنل اي نجاح يذكر في هذا المجال فحسب بل وساعدت بشكل لاارادي على الانتشار السريع للارهاب في العالم.
فوقوع التفجيرات المروعة في اسبانيا والعراق والمغرب وافغانستان وزيادة حدة العنف في الاراضي الفلسطينية المحتلة تبين ان على امريكا اعادة النظر بشكل اساسي في نظريتها العسكرية لانه من الطبيعي ان العنف تحت اي وازع كان سيولد عنفا متبادلا.
ان توسيع الرقعة الجغرافية للناتو لن يحل مشكلات المنطقة والعالم وفقط بل سيصعد من موجة العنف مع مرور الوقت ويضيف بعدا جديدا للارهاب العالمي.
ان على امريكا والغرب اذا كان حريصان فعلا على احتواء الارهاب , السعي الى ايجاد حل جذري للاسباب التي تؤدي الى هذا النوع من المشكلات , وتجنب اللجوء الى القوة العسكرية والتي تكلفهم خسائر مادية وبشرية فادحة.
ان ايجاد حل جذري للقضية الفلسطينية وضرورة رحيل قوات التحالف من العراق وافغانستان واقامة حوار سلمي مع بعض الدول التي تنتهج سياسة مستقلة واجتثاث الفقر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول العالم وتجنب اطلاق تهديدات للدول الاخرى وتعزيز دور الامم المتحدة في تسوية الازمات الدولية سيساعد امريكا والغرب للتوصل الى اسلوب حل معقول ومنطقي للخروج من المأزق الحالي.
وعلى كل حال فان تشجيع بعض دول العالم الفقيرة على الانضمام الى حلف الناتو سيجبر بعض دول المنطقة والعالم
على السعي لاقامة حلف عسكري جديد لمواجهة الاطماع التوسعية الامريكية وهو ما سيدفع مرة اخرى بالعالم باتجاه تشكيل تكتلات سياسية وعسكرية جديدة./انتهى/
رمز الخبر 67962

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha