تجدر الاشارة الى ان "موردخاي فانونو" الذي كان يعمل سابقا في مفاعل "ديمونا" النووي كان قد خطف من قبل عناصر جهاز الموساد الاسرائيلي اثناء زيارته لايطاليا ونقل الى فلسطين المحتلة بعد اجرائه مقابلة مع صحيفة "صاندي تلغراف" البريطانية والتي كشف فيها اسرار مفاعل "ديمونا" الاسرائيلي.
وقضى "فانونو" 18 عاما في المعتقلات الاسرائيلية منها 11 عاما في الحبس الانفرادي محروما من ابسط امكانيات الحياة.
وبعد خروجه من سجن "شكيما" بجنوب فلسطين اعلن انه ليس نادما لكشف اسرار الكيان الصهيوني النووية بل انه يفتخر بهذا العمل.
ومنع "فانونو" من مغادرة الاراضي المحتلة لمدة عام واحد وسيبقى خلال هذه الفترة تحت مراقبة اجهزة الامن , ومن ان اقدام "فانونو" على كشف اسرار مفاعل "ديمونا" النووي يعد خدمة لبشرية من قبل علماء الغرب لكن الكيان الصهيوني حبسه لمدة 18 عاما دون الاخذ بنظر الاعتبار الرأي العام.
ومع اطلاق سراح العالم النووي الاسرائيلي فان هذا السؤال يطرح نفسه حاليا هل كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستحاول اجراء تحقيق حول الاسلحة النووية في ديمونا ام انها ستظل تلتزم الصمت.
ان عمليات بناء هذه المنشآت التي تقع في صحراء النقب المحاذية لحدود فلسطين مع مصر بدأت عام 1963 في عهد رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك "ديفيد بن غورويون" من قبل علماء فرنسيين وبمساعدة مالية امريكية.
وكان بن غوريون قد اعد مشروع بناء المنشآت النووية في ديمونا بعد ستة اعوام فقط من اعلان تاسيس الكيان الصهيوني , طالبا العون في هذا المجال من العلماء النووين الامريكيين من اصول يهودية.
في عام 2002 حذر ثلاثة من الاعضاء العرب في الكنيست الاسرائيلي وهم "عصام مخول" و"محمد بركه" و"احمد الطيبي" من خلال تحقيق واسع من المخاطر التي يسببها مفاعل "ديمونا النووي" على البيئة الاقليمية.
فقد لاحظ النواب الثلاثة تسرب مواد نووية مسببة للسرطان من منشآت "ديمونا" النووية واعلنوا في تقريرهم الى الكنيست الاسرائيلي ان عدم مراعة المعايير الدولية في هذه المنشآت ستؤدي بشكل حتمي الى وقوع كارثة بشرية في منطقة الشرق الاوسط.
ومع ذلك فان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجاهلت تحذير اعضاء الكنيست الاسرائيلي وامتنعت عن القيام بتفتيش هذه المنشآت.
واستنادا الى الدراسات التي اجراها خبراء مؤسسة "ايكونوس" الدولية التي تنشط في مجال مراقبة المنشآت النووية في العالم , فان الكيان الصهيوني اقدم لحد الآن على تخصيب اكثر من 1440 طن من اليورانيم في منشآت "ديمونا" النووية وانتج مابين 200 الى 250 رأس نووي بامكانها تدمير نصف المعمورة.
وبات من الواضح ان افشاء "موردخاي فانونو" قد كشف ان منشآت "ديمونا" النووية اصبحت اكثر خطورة على سلامة حياة سكان منطقة الشرق الاوسط.
وفي هذا المجال يتعين على الوكالة الدولية للطاقة الذرية اتخاذ اساليب وتدابير ضرورية اكثر من ذي قبل لتفادي وقوع كارثة انسانية.
من جهة اخرى فانه طبقا للدراسات التي قام بها خبراء عسكريون في العالم فان الكيان الصهيوني صنع على مدى العقدين الماضيين انواع الاسلحة الجرثومية والبيولوجية في منشآت "ديمونا" النووية , وان وجود هذه الاسلحة في منطقة محصورة في صحراء النقب تهدد بشكل جاد حياة سكان دول المنطقة.
ومن هذا المنطلق وبما ان اسلحة الدمار الشامل للكيان الصهيوني تشكل حاليا تهديدا لدول المنطقة , لذا يجب على المنظمات الدولية وخاصة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاهتمام بهذه القضية , واذا لم تتخذ التدابير اللازمة لاحتواء اسرائيل فان المنطقة وللاسف ستشهدا في المستقبل سباقا تسليحيا جديدا ستؤثر تداعياته على السلام العالمي./انتهى/
حسن هاني زاده خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
مع اطلاق سراح العالم النووي الاسرائيلي "موردخاي فانونو "من المعتقل فقد دخلت الازمة النووية للكيان الصهيوني مرحلة جديدة.
رمز الخبر 72905
تعليقك