وافادت وكالة مهر للانباء ان قائد الثورة الاسلامية المعظم اكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية والشعب الايراني واستنادا الى المنطق الاسلامي فانها لم ولن تسعى الى صنع قنبلة نووية, ولكنها تعتبر الاستفادة من العلوم والتقنية النووية حقها المشروع , وان علماء ايران المقتدرين وبدعم من الحكومة والشعب سيسعون الى تحقيق هذا الهدف بصفته واجبا وطنيا.
وشرح سماحة آية الله العظمى الخامنئي حاجة الشعب الايراني الى الاستفادة من التقنيات العلمية الحديثة للتعجيل بمسيرة التطور والتنمية , مشيرا الى محاولات القوى السلطوية العالمية للحيلولة دون استقلال البلدان علميا , واضاف : ان القوى السلطوية العالمية تعتبر هيمنتها الاقتصادية والثقافية والعلمية على الشعوب , هو الوسيلة الرئيسية لاستمرار مصالحها اللا مشروعة وتحاول تنفيذ استراتيجية منع سائر البلدان من الحصول على استقلالها العلمي بوسائل واساليب متنوعة.
واكد سماحته ضرورة الادارة المنظمة والمتابعة الجادة للحكومة والجامعات ومراكز البحث العلمي للاسراع بالحركة العلمية للبلاد التي تبعث على الامل , موضحا : ان السبب الرئيسي للضجة الاخيرة التي افتعلتها امريكا حول النشاطات النووية الايرانية هو ان اعداء الشعب الايراني والنظام الاسلامي يخشون من تحول التقنية النووية في ايران الى صناعة وطنية وهم قلقون من المساعي التي يبذلها العلماء الايرانيون لتوفير الوقود الذي تحتاجه محطة بوشهر النووية.
واشار قائد الثورة الاسلامية الى ان امريكا اصبحت تعرف بالكذب والخداع لدى الراي العام العالمي , مضيفا : ان اعداء الشعب الايراني وفي مقدمتهم الامريكيون المفضوحون الذين باتوا عارا على المجتمع البشري بعد ان ارتكابهم جرائم وحشية في شتى انحاء العالم بما فيها ابو غريب وبقية سجون العراق والممارسات المنحطة , اخذوا يتهمون الجمهورية الاسلامية والشعب الايراني بخداع العالم , من اجل تفريغ حقدهم الناجم عن انتصار الثورة وطرد الامريكان من ايران , واخذوا يتخرصون ويثرون الضجيج ضد النظام الاسلامي ولكن اساليبهم ستبوء بالفشل مثلما هي في السابق.
واشار آية الله العظمى الخامنئي الى الحملات الدعائية المعادية بشان اقتراب ايران من تصنيع قنبلة نووية مضيفا : انهم بموازاة هذه الدعايات يحاولون الايحاء بانه لا جدوى من مساعي ايران للاستفادة من التقنية النووية , وللاسف فان بعض الاقلام الحقيرة الماجورة في الداخل وفي نفس الوقت المتبجحة تكرر هذه المزاعم وتعتقد انه لا بد من تقبيل ايدي امريكا من اجل الاستفادة من الطاقة النووية.
واعتبر سماحته ان الفصل بين التقنية النووية والاسلحة النووية امر ضروري مضيفا : ان ايران الاسلامية لم ولن تسعى لصنع اسلحة نووية لان الانتصار على الاعداء ليس بحاجة الى هذه الاسلحة , وكما حدث في الخمسة والعشرين عاما الماضية فان اعداء ايران وبضمنهم امريكا سيهزمون بالاتكال على عزيمة وايمان ووعي واتحاد الشعب الايراني.
وتطرق قائد الثورة الاسلامية المعظم الى انهيار الاتحاد السوفيتي السابق بالرغم من امتلاكه للاسلحة النووية , وقال : ان الكيان الصهيوني اصبح عاجزا امام الفلسطينيين المؤمنين والمسلحين بالحجارة بالرغم من امتلاكه مئات الرؤوس النووية, لان السلاح الذري لايجلب النصر في الميادين الكبيرة والرئيسية.
واعتبر احتذاء الشعوب بمقاومة ايران في مواجهة امريكا بانها من علائم انتصار الشعب الايراني مضيفا : ان الشعوب المسلمة في الوقت الحاضر تقتدي بالشعب الايراني في سيادته الشعبية الدينية وعزته واستقلاله , وان الجمهورية الاسلامية لم تحقق هذا الانجاز العظيم من خلال الاسلحة النووية.
واشار سماحة آية الله العظمى الخامنئي الى مقتل الافراد الابرياء في القصف النووي موضحا : اننا فضلا عن المسائل الآنفة الذكر فاننا نعارض من هذا المنظار انتاج واستخدام الاسلحة النووية.
واكد قائد الثورة الاسلامية المعظم بعد استعراضه ادلة ايران المحكمة في معارضتها انتاج الاسلحة النووية ان القضية التي تتابعها ايران بجدية هي الاستفادة من التقنية النووية للاغراض المدنية المتنوعة بما فيها توفير الوقود لمحطة بوشهر النووية وهو ما قبلنا بها وفقا للقوانين الدولية ومعاهدة حظر الانتشار "ان بي تي" , ولا توجد اية اشكالية وهو حق طبيعي لجميع البلدان.
واشار آية الله العظمى الخامنئي الى قلق امريكا من انتاج ايران للوقود النووي مضيفا : ان هذا العمل يعد ضرورة اساسية لانه اذا لم يتمكن الشعب الايراني من توفير هذه الحاجة الاساسية في داخل البلاد , فيجب ان يرتبط بالدول الاخرى , وكلما امتنعت هذه البلدان عن تحويل الوقود النووي لاي سبب كان بما فيها قضايا سياسية او اقتصادية , فان ايران ستحرم عمليا من الاستفادة من امكانيات محطتها.
واوضح ان السبب الثاني للضجة الاخيرة التي افتعلتها امريكا واعداء الجمهورية الاسلامية هو خوفهم من تحول التقنية النووية في ايران الى صناعة وطنية , مضيفا : ان الامريكيين يعرفون انه في حال بلغت ايران الاسلامية والشعب الايراني القمة الرفيعة للتقنية النووية فان دعوتها للاستقلال والعزة والسمو ستنفذ بعمق اكبر في اوساط الراي العام العالمي وخاصة بين المسلمين مما يثير حفيظتهم وقلقهم.
واشار قائد الثورة الاسلامية المعظم الى المواقف الصائبة التي اتخذها رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية وباقي المسؤولين في مواجهة الاطماع الاخيرة لمراكز الهيمنة مضيفا : اذا كان الاوروبيون قلقين في الحقيقة من حصول ايران على اسلحة نووية فاننا نطمئنهم ولنفس الدلائل اننا لا نسعى الى الحصول على مثل هذه الاسلحة , ولكن اذا كانوا منزعجين من امتلاك ايران للتقنية النووية المتطورة وتحولها الى صناعة وطنية ويريدون ايقاف هذه المسيرة فانا اؤكد لهم ان الشعب الايراني يرفض منطق القوة.
ووصف سماحة آية الله العظمى الخامنئي مساعي الحكومة الايرانية والعلماء الايرانيين في مجال النشاطات النووية بانها انجاز ضخم لصيانة الاستقلال الوطني وقطع التبعية , مضيفا : ان الشعب الايراني ايضا وعلى غرار البلدان الاخرى بصدد توفير الوقود الذي يحتاجه للمحطة النووية لانه في غير هذه الحالة سيتأخر ايضا عن المسيرة العلمية , ومن هذا المنطلق فان الجهد لامتلاك تقنية نووية وباقي التقنيات التي توصل ايران الى اعلى المراتب العلمية هو امر واجب ومهمة وطنية, وان الشعب والحكومة الايرانية وبعكس ما يرمي اليه الخونة لتنفيذ مآرب امريكا سيسعون الى تحقيق هذا الهدف الرئيسي من خلال تصديهم لضغوط قوى الهيمنة العالمية.
واشار سماحته الى الدعايات التي تبثها المراكز الاعلامية والسياسية في الغرب بشأن ضرورة استفادة ايران من النفط باعتباره مصدرا لتوفير الطاقة , مضيفا : ان النفط ثروة آيلة الى النضوب وتسبب الاستفادة منها مشكلات بيئية مع وجود امكانية تحويله الى منتجات قيمة جدا وعلى هذا الاساس فباي منطق يستمر الشعب الايراني بالاستفادة اللا محدودة من النفط ويتخلى عن الطاقة النووية؟
وتابع سماحته قائلا : ان اعداء الشعب الايراني في الحقيقة ينتظرون ان ينضب نفط ايران لكي يحتاج الشعب الايراني اليهم ولكن ايران ترفض هذه القضية وستمضي قدما الى الامام بالاتكال على الحركة العلمية القيمة لشبابها.
واشاد قائد الثورة الاسلامية المعظم في هذا اللقاء بالنشاطات العلمية والثقافية للجهاد الجامعي واعتبر الجهاد الجامعي مظهرا للعلم الجهادي والجهاد العلمي مضيفا : ان الجهاد الجامعي ليس مؤسسة فقط بل هو ثقافة وتوجه يجب نشرها في المجتمع ودفع البلاد باتجاه المجد والعزة والاستقلال.
ولفت قائد الثورة الاسلامية المعظم الى النتائج المثيرة للاعجاب التي حققتها نشاطات الجهاد الجامعي في شتى المجالات موضحا : ان القوى السلطوية العالمية بذلت محاولات عديدة لتعريف العلم على انه موضوع علماني في ذاته ولكن هذه مغالطة وخداع كبير , فالعلم بامكانه من خلال الادارة الصحيحة ان يكون في خدمة المبادئ الى جانب القيم المعنوية ويحرك البشرية باتجاه التطور والرقي.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية المعظم ايران بلاد النشاط العلمي مضيفا : يجب الحفاظ على الروح الجهادية اي التوكل على الله والاعتماد على الايمان والنزعة الاستقلالية لبلوغ المستويات العلمية المتقدمة.
واكد سماحته ان الجهاد الجامعي يجب ان يبقى مؤسسة ثورية وان يشق طريقه نحو البناء والشموخ والنمو من خلال انضباطه الثوري مصحوبا بالامل والنشاط.
وكان رئيس الجهاد الجامعي قد قدم في مستهل هذا اللقاء تقريرا عن المسيرة العلمية والثقافية لهذه المؤسسة وقال : انه اضافة الى مراكز الجهاد الجامعي في مختلف جامعات البلاد فان 15 مؤسسة للتحقيقات و84 مجموعة بحثية و64 مركزا للخدمات التخصصية تابعة للجهاد الجامعي مشغولة باجراء ابحاث قيمة في شتى المجالات.
واعلن منتظري ان الحصول على تقنية توليد واستنساخ وتجميد الخلايا الجنينية الاساسية وتقنية انتاج مصادر الكهرباء المستمرة المستخدمة في الصناعات الاستراتيجية , وصنع اول طائرة بدون طيار , وتصنيع المرسلات الاذاعية الفائقة القوة ذات الامواج المتوسطة هي من ضمن المنجزات التي حققها الباحثون في الجهاد الجامعي , وقال : ان هذه المؤسسة على استعداد مع الحفاظ على الروح الثورية في اطاعة قائد الثورة الاسلامية المعظم , وبالاعتماد على الافراد المتخصصين والمقتدرين ان تؤدي دورا اكبر في مسيرة تقدم وتنمية البلاد ومن بينها مسيرة تحويل التقنية النووية الى صناعة وطنية./انتهى/
قائد الثورة الاسلامية خلال استقباله مسؤولي الجهاد الجامعي
حصول ايران على التقنية النووية تجسيد للارادة الوطنية
استقبل قائد الثورة الاسلامية المعظم صباح اليوم المحققين والمتخصصين والمسؤولين في الجهاد الجامعي , وندد بشدة بالضجة الاخيرة التي افتعلتها امريكا وعدد من الدول الاوروبية بشان مساعي ايران للاستفادة من التقنية النووية.
رمز الخبر 88829
تعليقك