٠٧‏/٠٧‏/٢٠٠٤، ٨:٥٥ م

تحليل سياسي لوكالة مهر للانباء

اسرائيل واللعب بالنار

ادعت صحيفة واشنطن تايمز الامريكية في عددها الاخير بان الكيان الصهيوني وبدعم من الادارة الامريكية اعد خطة لضرب المنشآت النووية الايرانية في غارة جوية لاتتجاوز مدتها اكثر من 80 ثانية!.

وحسب الصحيفة فقد طرح وزير خارجية الكيان الصهيوني خلال زيارته لواشنطن هذه الخطة على مسؤولي البيت الابيض.
وحقيقة الامر فان نشر هذه الخطة من قبل صحيفة واشنطن تايمز والذي نشرته ايضا صحيفة هاآرتس الصهيونية لا يعدو كونه سوى / بلطجة عسكرية / تصلح فقط للاستهلاك المحلي وللدعاية الانتخابية قد يستغلها جورج بوش للفوز بولاية رئاسية ثانية.
فليس من المعقول من الناحية العسكرية ان تنشر صحيفة اسرائيلية اسرار الدولة التي ترتبط بالامن القومي , ومن هذا المنطلق قد يكون الموضوع حربا نفسية يشنها الكيان الصهيوني بين حين وآخر ضد الجمهورية الاسلامية.
ومن المعروف ان امريكا واسرائيل يعلمان جيدا بان النشاط النووي الايراني ياتي ضمن سياق قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي وقعت عليها ايران وهي ملتزمة بكل هذه الاتفاقيات ولم تسع ابدا الى امتلاك الاسلحة النووية ولا يندرج ضمن استراتجيتها القوميه بتاتا .
وكل الخبراء العسكريين يدركون بان الاسلحة الفتاكة لا تجلب الامن والاستقرار لمالكيها , والنموذج الامثل هو الحرب التي شنتها امريكا ضد العراق العام الماضي واحتلته في اقل من عشرين يوما.
وكان نظام صدام يمتلك شتى صنوف الاسلحة المتطورة والتي قدمتها امريكا والغرب ابان الحرب التي شنها العراق ضد الجمهورية الاسلامية , ولكن هذه الاسلحة لم تنقذ النظام البعثي من الانهيار.
وبعد سقوط بغداد لم تستطع امريكا وبريطانيا من احلال الامن في العراق رغم امتلاكهما اسلحة قتالية متطورة جدا , والدليل هو مقتل اكثر من 700 جندي امريكي خلال عام واحد من احتلال العراق.
ونظرا للتجربة والخبرة الواسعتين اللتين امتلكهما مسؤولي الجمهورية الاسلامية طيلة الحرب , فانهم يدركون تماما ان الاسلحة لا تحصن اي بلد.
وكما هو معلوم للجميع فان اسرائيل تمتلك 250 راسا نوويا ولكنها انهزمت امام المقاومة الاسلامية وفرت من جنوب لبنان كما انها لم تستطع الصمود امام ابطال الحجارة في الاراضي المحتلة.
واما فيما يتعلق بالتقنية النووية السلمية التي هي اصلا استراتيجية قومية بالنسبة لايران فان من الواضح بان العالم مقبل على تطوير هذه التقنية لاستخدامها في مجالات الطب والزراعة وعلوم الوراثة وتحلية المياه ولا احد يستطيع منع اي شعب من حق استخدام التقنية النووية بشكل سلمي.
والعالم كما يدعي الغربيون والامريكان قد اصبح قرية صغيره والعلوم والتقنيات تنتقل بسرعة وتخترق كل الحدود بسرعه هاةله.
وبالتالي فان التهديدات التي تطلقها اسرائيل باتت موضع السخرية لدى الشارع الايراني اذ ان امريكا واسرائيل يدركان بان الجبهة الخلفية الايرانيه تتسع من مشرق الارض ومغربها وهي جبهة عقائدية جنودها المسلمون من شتى جنبات العالم الاسلامي.
وهذا البعد العقائدي للجمهورية الاسلامية مداه اكثر من مدى صواريخ الكيان الصهيوني عشرات آلاف الكيلومترات , ولذا لا يبدو ان حماقة قادة الكيان الصهيوني تصل الى هذه الدرجة بحيث يغامرون بعملية ستجلب لهم الويلات والندم وهم ادري بذلك اكثر من الاخرين ./انتهى/
                    حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
 
رمز الخبر 93351

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha