٠٧‏/٠٥‏/٢٠٠٥، ٣:٠٩ م

تحليل سياسي

الاعلام العربي وتشجيع الارهاب

بات الاعلام العربي متلاصقا مع الارهاب وكأن كلمة العرب تعني الزرقاوي وبن لادن وايمن الظواهري ومحمد عطا وكلهم من قادة الارهابيين.

فمنذ الاطاحة بحكم قائد الامة العربية ! صدام واعتقاله في جحر الجرذان خطط الاعلام العربي وبمباشرة بمن ما تبقى من بعض هؤلاء القادة لزعزعة الاستقرار في العراق وذلك من خلال دس بعض العرب الارهابيين الى العراق عبر حدود الدول العربية.
ولقد اصبح من الواضح ان التخطيط الميداني والدعم اللوجستي يقدم الى الارهابيين من قبل الدوائر الاستخباراتية في بعض البلدان العربية فيما كان الدعم الاعلامي ياتي ايضا بمباركة وزراء الاعلام في هذه الدول ولا احد يستطيع انكار هذه الحقيقة بان الارهاب ضد الشعب العراقي بات من صنع بعض الحكومات العربية التي تخشى ان يصبح العراق دولة ذات سيادة يحكمها رجال بعقلية غير طائفيةلم يعرفها تاريخ هذا البلد العريق حتى قبل سقوط الطاغية صدام.
وفي تخطيط خبيث وقذر قامت بعض الفضائيات العربية بدور الناطق باسم الزمر الارهابية في العراق وتعمل على تحسين صورتهم وكأنهم ابطال يحاربون المحتلين فيما تغض هذه الفضائيات الخبيثة الطرف عن المجازر التي يرتكبها هؤلاء الارهابيون ضد الناس الفقراء في مدن الصويرة والحلة وبغداد وكركوك واربيل وباقي مدن العراق.
كما حرضت هذه  الفضائيات القذرة الارهابيين العرب على اثارة الفتن الطائفية وقامت ببث الشائعات التي يطلقها عملاء حزب البعث البائد وافساح المجال لهم لضرب الاغلبية الذين شكلوا حكما ديموقراطيا على اسس التعددية وتسلموا الحكم من خلال انتخابات ابهرت كل الشرفاء في العالم ما عدا اولئك الذين لا يرومون دخول كلمة الديموقراطية الى قاموسهم السياسي حتى في القرن الواحد والعشرين.
ولا شك ان العراق اصبح اليوم يواجه حملة ارهابية شديدة ومدروسة مدعومة من قبل اجهزة الاستخبارات في بعض الدول العربية وحملة اعلامية دنيئة ومسمومة من جانب القنوات الفضائية العربية التي باعت مهنتها الاعلامية الشريفة بحفنة من الدولارات.
ان الهدف من وراء هذا الحملات الاعلامية المسومة ضد الشعب العراقي هو عرقلة مسيرة الديموقراطية واللعب على وتر الطائفية المقيتة عسى ولعل عقارب الساعة الى الوراء وارجاع العراق الى ما كان قبل الاطاحه بحكم البعث الصدامي.
كما حشدت بعض الانظمة العربية ومعها اركان حزب البعث المهزومين اقلام بعض الكتاب المرتزقة واصحاب العقلية "الاموية" للتشكيك بنزاهة الحكومة "الجعفرية",
ومن المعروف ان الفضائيات العربية المعروفة بنفاقها تعمل جهارا نهارا للايحاء بان الارهاب موجه اساسا ضد المحتلين وهذا غير وارد لان ما حدث بالامس في مدينة الصويرة ذات الاغلبية الشيعية من ابشع المجازر التي ارتكبت ضد الشيعة الفقراء.
ومع ان هذه المجزرة البشعة تركت صدمة لدى كل ابناء العراق الا ان هذه القنوات لم تتطرق اليها رغم فداحة حجم المجزرة وكأن الضحايا ليسوا بشرا.
والمحاولة الاخرى التي تتبعها القنوات المذكورة هي اثارة الفتن من خلال الايحاء بان الاقلية اصبحوا مهمشين وحقوقهم مسلوبة ولكنها تناست تهميش الاغلبية في العراق على مدى ثمانية عقود ولا حول لهم ولا قوة.
والآن عندما فازت الاغلبية بمقاعد في الجمعية الوطنية وتم تشكيل حكومة وطنية اقام اصحاب الاقلام المأجورة الدنيا ولم يقعدوها حيث  تكاثرت الصيحات والنحيب على حقوق الاقلية الذين قاطعوا الانتخابات بمحض ارادتهم ولا يحق لهم المشاركة في الحكم وفق القواعد الديموقراطية الا ان حكومة الجعفري التي جاءت بانتخاب الشعب العراقي اصرت على مشاركتهم نكرانا للذات لكي تسلب الذريعة من الذين يذرفون دموع التماسيح على فقدان الديمقراطية.
ان النهج الاعلامي الذي تحاول بعض الدول العربية المجاورة للعراق تطبيقها من خلال قنواتها الخبيثة هي الايحاء بان الحكومة الجعفرية غير قادرة على ادارة شؤون البلاد ولابد من تشكيل حكومة على غرار حكومات العراق السابقة قلما كان يدخل فيها اي وزير من الاغلبية.
واخيرا وليس آخرا فان على حكومة الجعفري تشكيل وزارة اعلام جديدة واناطتها الى احد الاعلاميين العراقيين الشرفاء من ذوي الكفاءة الاعلامية لمواجهة الارهاب الاعلامي العربي الذي هو اخطر من الارهاب الميداني.
فقد بات الاعلام في عالمنا المعاصر احدى القوى المؤثرة تستطيع ان تترك اثرا سلبا او ايجابا على الراي العام العالمي ومن المؤسف فان الاعلام العربي اختار الجانب السلبي لاثارة الفتن والنعرات الطائفية وتشويه صورة كل العرب الشرفاء خدمة للصهاينة الذين اصلا هم وراء هذا الاعلام القذر.
وبالتالي ليس خافيا فان الديموقراطية السائدة في العراق حاليا لا يمكن ان تستمر دون اعداد اسس معينة لمتابعة المدسوسين في الصحف المحلية والاقليمية ومنع القنوات العربية التي غايتها من فتح مكاتب في العراق اثارة الفتن و البلبلة في العراق.
ومن هذا المنطلق فان الامر يتطلب ايجاد اجهزة ومؤسسات على مستوى وزارة لاسكات اصوات النواعق المشؤومة التي وجدت في العراق ساحة فسيحة لتسميم الاجواء في هذا البلد مستغلة اجواء الديموقراطية السائدة فيه./انتهى/
حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء

 

رمز الخبر 180368

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha