وكالة مهر للأنباء، نجاح محمد علي: سيطرت قضية القدس الشريف وفلسطين وجرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة، على أذهان جميع دعاة الحرية في العالم، وخاصة المسلمين والمحبين للحرية في العالم الإسلامي، منذ أن استوطن الكيان الصهيوني، القدس وباقي المدن الفلسطينية، واحتلها الأرض بالقوة والتنمر، وطرد الناس من ديارهم، وغزا وغزو أراضيهم وأراضي دول الجوار.
وفقًا للمبادئ الإسلامية، من الضروري أن لا يتجاهل المسلمون هذه القضية، ولا يلتزموا الصمت حيال أي عمل يتم عن طريق الإكراه ضد المسلمين وحتى ضد البشرية.
وعليه ، فقد انبرى الإمام الخميني الراحل، وأطلق على آخر جمعة من شهر رمضان المبارك اسم يوم القدس، وهو اليوم الذي ينظم فيه أبناء الجمهورية الاسلامية ودول إسلامية أخرى و أحرار العالم مسيرات ومظاهرات في هذا اليوم للدفاع عن حقوق الإنسان الفلسطيني.
أقيم الاحتفال بيوم القدس لأول مرة في الجمهورية العام 1979، وبعد ذلك سمع العالم صرخات التأييد للقدس، وفي أنحاء أخرى من العالم يتم تنفيذ البرامج في هذا اليوم كل عام.
نعم، في كل عام، يتم الاحتفال باليوم العالمي للقدس بشكل عفوي وشعبي في مختلف أنحاء العالم، وفي ايران بشكلٍ خاص، من خلال الاحتفال باليوم العالمي للقدس، يواجه الايرانيون ضغوطاً من الدول الراعية للكيان الصهيوني، وتم فرض عقوبات دولية واوروبية وأمريكية عليها لم تفرض على أي بلد في التأريخ لحملها على التراجع عن موقفها من القدس ومن فلسطين.
العالم لم يلتزم الصمت فقط بل الكثير من دوله طبعت مع الكيات الصهيوني وأقامت معه علاقات ديبلوماسية على حساب الشعب الفلسطيني، لكن مسيرات يوم القدس أوصلت الى هذا الشعب المظلوم رسالة قوية من ايران ودول نافذة في المنطقة والعالم، أن شعوبها لن تنساه بأي حال من الأحوال وستدعمه ولن تقصر حتى تصل إلى النتيجة النهائية، وهي التحرير ولو بلغ مابلغ.
الاحتفال بيوم القدس العالمي هو إعلان عام عن اشمئزاز الشعوب الحرة من الكيان الصهيوني وقمعه، ويكرس كل عام ودعمها العلني لشعب فلسطين المظلوم حتى يسمع العالم أجمع هذا الصراخ ويعلم أن الاضطهاد قد وقع في هذه الزاوية المنفرجة في فلسطين من العالم وعليهم محاربته.
على الرغم من القمع المستمر في الغرب لمؤيدي القضية الفلسطينية و حظر المسيرات في دول عدة بعد عملية طوفان الأقصى فإن هذا لا يعني أنه يجب وقف اطلاق البراءة من الكيان الصهيوني ومن يقف معه، و التلكؤ في دعم الشعب الفلسطيني المظلوم، بل يجب البحث عن خيارات أخرى ، من خلالها، يمكن توجيه رسالة يوم القدس، حتى بعد الجمعة الأخيرة من شهر رمضان إلى العالم.
إحدى هذه المنصات هي وسائل الإعلام والفضاء السيبراني واختراق الأجهزة الامنية للكيان الصهيوني ، وبهذه الطريقة، إذا روج كل شخص لحملة أو وسم( هاشتاق) وأبدى اشمئزازه ونشره واستنسخ صرخته في الفضاء الإلكتروني، فسيحقق يوم القدس غايته.
هذا العام، وبحسب المعلومات الواردة، توقع الكيان الصهيوني نفسه أن ناشطين في الفضاء السيبراني من جميع أنحاء العالم سيشنون في يوم القدس العالمي هذا العام، هجومًا إلكترونيًا منسقًا ضد الكيان الصهيوني، وهذا الهجوم مصدره إيران، وفقًا لصحف عبرية .
وذكرت الصحف نقلاً عن وكالة متخصصة بالحرب السيبيرية أن الهدف من هذه الهجمات ليس مواقع الإنترنت فقط وإنما أيضًا محاولات لتدمير نظم المعلومات لأجهزة الأمن {الاسرائيلية}.
نعم، يمكن أيضًا استخدام الفضاء الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي لتوصيل رسالة يوم القدس إلى العالم، إذ يمتلك الفضاء الإلكتروني جمهورًا كبيرًا ، وبدون تصفية هذه الصرخة يمكن أن يسمعها العالم.
في الواقع، إن الاحتفال بيوم القدس العالمي واجب ويجب القيام به.
ولطالما سعت الولايات المتحدة و كيان الاحتلال إلى إيجاد فرص لنشر عدوانهما، ولم ييأسوا، أحيانًا باقتراح السلام والتسوية، وأحيانًا بالتهديد والإكراه، لكن يجب أن يعلم هذا المحور الأمريكي الصهيوني أن مقاومة الناس ووجودهم في ساحة والتعبير عن اشمئزازهم يمكن أن يحبط خطة الولايات المتحدة و الكيان اللقيط التي سميت في السابق صفقة القرن، ويسمونها منذ ما قبل عملية طوفان الأقصى، الشرق الأوسط الجديد .
يجب تقوية مقاومة الشعوب وتعزيزها، ويجب أن يكون الناس أكثر حضوراً في ساحة المواجهة، وبالتأكيد فإن وجود محبي الحرية في العالم ومقاومة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة يمكن أن يفاقم خطتهم، لمنع الغطرسة العالمية من تحقيق انتصار.
إن يوم القدس ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو نداء مستمر لإحياء الضمير العالمي، ورسالة واضحة بأن فلسطين ليست وحدها، وأن المقاومة ليست خيارًا، بل قدر أمة تأبى الخضوع. لقد أثبت الشعب الفلسطيني، رغم القتل والحصار والتآمر، أنه عصيّ على الانكسار، وأنه لا ينتظر قرارات دولية ولا تعاطفًا مزيفًا، بل يراهن على دماء أبنائه وصبر أجياله حتى يتحقق وعد التحرير.
/انتهى/
تعليقك