صرح الباحث والمحاضر في العلاقات الدولية في روسيا، المحلل السياسي المصري، والمحاضر في جامعة نيجني نوفجورود الحكومية الروسية "عمرو الديب" في حديث لوكالة مهر للأنباء حول الانتخابات الفرنسية الاخيرة أنّه لا يمكن لأحد التنبؤ بسياسة دولة كبيرة مثل فرنسا مع وصول رئيس شاب، موضحاً أن الجميع يتذكّر التنبؤات حول سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن التجربة أثبتت أنه يعمل ضد هذه الوعود التي أطلقها في فترة حملته الانتخابية وضد كل التكهنات التي صاحبت هذه الوعود.
ورأى الباحث عمرو الديب أنّ شكل السياسة الخارجية لفرنسا في الشرق الأوسط، لا تستطيع حتى الآن العمل منفردة بعيدا عن الاتحاد الأوروبي، وبعيدا عن حلف شمال الأطلسي، لافتاً إلى متابعة الحملة الانتخابية لماكرون نجد أنّه مرشح الاتحاد الأوروبي، ومرشح حلف شمال الأطلسي، وسيكون ترس في ماكينة الاتحاد والحلف، مشيراً إلى أنّ الأمر الوحيد الذي يمكن التعويل عليه في سياسته الشرق أوسطية هو رغبة فرنسا في حل القضية الفلسطينية، وهي قادرة على ذلك خصوصا وأنّ لدونالد ترامب على ما يبدو مشروعا خاصا بالقضية الفلسطينية ومن الممكن أن يأتي الحل من خلاله.
وأوضح الدكتور الديب تعليقاً على سؤال حول العلاقات المصرية السعودية أنّ العلاقات المصرية السعودية دائما تمر بفترات فتور وازدهار وهذا التذبذب رأيناه كثيراً في فترات متقطعة على مر الفترة الممتدة التي بدأت بوصول جمال عبد الناصر للحكم في مصر وحتى الآن، مبيّناً أنّه من المؤسف أنّ المملكة السعودية تريد بناء علاقتها مع مصر (الدولة الأكبر في الشرق الأوسط) على أساس مساعداتها الاقتصادية لمصر، وتناست المملكة السعودية المساعدات التي قدمتها مصر لدول الخليج ( الفارسي )ككل عندما اجتاح صدام حسين دولة الكويت في بداية تسعينيات القرن الماضي.
وأردف المحاضر في جامعة نيجني الروسية الديب أنّه وبالنظر للعلاقات المصرية السعودية في آخر ثلاث سنوات سنرى أنّ المملكة السعودية وقفت مع ثورة ٣٠ يونيو وبدأت العلاقات في التدهور مع إعلان المملكة السعودية عن إقامة الحلف السني في نهاية ٢٠١٥ ورفض مصر الدخول في هذا الحلف، لأنه كان بالأساس يتم التحضير له لدخول قوات برية الى الأراضي السورية.
وأكمل المحلل السياسي المصري أنّه ومع وصول الملك سلمان الى سدة الحكم رأينا اتفاقية ترسيم الحدود والتي على أثرها تم التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، إلا إن القضاء المصري أبطل سريان هذه الاتفاقية نظرا للحق التاريخي المصري في بسط السيادة على هاتين الجزيرتين، ووصولا للرفض المصري للدخول في الحرب اليمنية الحالية تم وقف إمداد مصر بالمنتجات البترولية السعودية الأمر الذي أدى إلى تجميد العلاقات المشتركة لفترة ليست قصيرة.
وأكمل الدكتور الديب أنّه وبوصول دونالد ترامب للبيت الأبيض تم العمل على إعادة الحياة للعلاقات المصرية السعودية برعاية أمريكية خالصة وذلك بعد زيارة كل من وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان لواشنطن ومن بعد زيارة الرئيس المصري لواشنطن ووصولا لزيارة وزير الدفاع الأميركي لكل من القاهرة والرياض، الأمر الذي أدى إلى عودة شحنات النفط السعودية لمصر وزيارة الرئيس السيسي للرياض ومن ثم لعدد من دول الخليج الفارسي، لكن العلاقة المصرية السعودية مرشحة دائما للتدهور نظرا لاختلاف المصالح المصرية والسعودية، فإيران ليست عدوا مباشرا لمصر ولكن العلاقات بين طهران والقارو لم تهد تطورا وذلك يرجع إلى ضغوط دول الخليج الفارسي على مصر.
وحول تكرار العمليات الإرهابية في مصر بيّن الباحث السياسي الديب أنّ تعرض مصر لعمليات إرهابية يرجع أولا لعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي التابع لجماعة الإخوان الإرهابية، ويرجع أيضا إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يعد قوامه تغيير حدود جغرافية وأمنية للدول العربية المهمة فنجد العراق للأسف، اليمن، سوريا، ليبيا تم تغيير حدودها وتركيبة سكانها وتم القضاء على الجيش العراقي واليمني ومحاولة القضاء على الجيش السوري.
وأكمل عمرو الديب أنّ بالنسبة لمصر والجزء المهم فيها هو شبه جزيرة سيناء التي تدخل في هذه الخطة أو في هذا المشروع الشيطاني لذلك بدأت العمليات الإرهابية هناك منذ العام ٢٠٠٤ وتم العمل على دعم الجماعات الإرهابية في سيناء وجبالها حتى خرج الوحش من الكهوف السيناوية في العام ٢٠١١ وتعاني مصر وحتى الآن من هذا الإرهاب الأسود، مؤكّداً أنّه ستستمر في المعاناة ما دام هناك دولاً في المنطقة تدعم الجماعات الإرهابية. /انتهى/
اجرت الحوار: سمر رضوان
تعليقك