إختتم مهرجان الغدير الدولي للإعلام فعالياته التي استهلت بدءا من يوم الخميس وإستمرت على مدى ثلاثة إيام، حيث شارك فيه العديد من الشخصات البارزة في مجال الفن والإعلام والثقافة من داخل وخارج العراق وايضا شاركت فيه بعض الشخصيات العسكرية العراقية. في هذا الإطار أجرى موفد وكالة مهر للأنباء حوارا مع آمر اللواء الثاني في الحشد الشعبي والأمين العام لتشكيلات فرقة الإمام علي (ع) القتالية "كريم الخاقاني". في مايلي نص الحوار التالي:
س: ممكن أن تحدثنا عن آخر إنجازات وإنتصارات الحشد الشعبي في الساحات القتالية ومحاربة الإرهاب؟
ج: لايخفى على أحد إنجازات الحشد الشعبي بعد إن كاد العراق أن يسقط بيد شرذمة إرهابية، لكن ببركة فتوى السيد السيستاني وإستجابة الشعب العراقي لهذه الفتوى والدعم والمساعدة الذي قدمها العراقيون، إستطاعت القوات العراقية من ضمنها الحشد الشعبي أن تلحق الهزيمة بإرهابيي داعش. بعد الإنتصار الكبير الذي حققته القوات العراقية في الموصل وتلعفر، لم تبق سوى القليل من الأراضي التي لم تتحرر بعد عدها لايتجاوز أصابع اليد.
قواتنا تتأهب لمعركتين في آن واحد (الإختلاف بعدد من الأيام). غدا ستنطلق معركة القائم وراوة وعانة في المنطقة الغربية ولاحقا ستنطلق معركة الحويجة بعد أيام قليلة. بعد الإنتهاء من هذه العمليات لن تبقى الا قرى صغيرة جدا يوطنها داعش، لكن لم تنته المعركة بانتهاء المعارك الميدانية بل سوف نكون أمام معركة كبيرة على الصعيد الفكري والأمني.
والنصر الذي حققه العراق ضد الإرهاب رهين بوقفة أبناء الشعب العراقي اولا و من ثم حلفائنا الذين ساندونا في هذه المعارك. يجب أن لا ننسى وقفة إخواننا الإيرانيين وعلى رأسهم الجنرال "قاسم سليماني"، الذين كان لهم دور مشرف في تحقيق الإنتصارات ضد الدواعش في حين تخلى العالم عنا. الدور الإيراني لايقتصر فقط على تدريب القوات والتخطيط والإرشاد العسكري بل أنهم ساعدونا ايضا بإرسالهم الأسلحة والعتاد الحربية، والجانب الآخر الذي علينا شكره هم الإخوة في حزب الله الذين ايضا وقفوا معنا في معركتنا ضد الإرهاب.
واليوم اصبح الجسد الشيعي جسدا واحدا لا يحدَّه منطقة ولا حدود بل تجمعه عقيدة واحدة وهي الإنتماء لمذهب الإمام علي ابن ابي طالب (ع).
س: كيف ترى مستقبل الحشد الشعبي بعد الإنتهاء من معركة داعش؟ وماتعليقكم على تقوله بعض الجهات العراقية بأن دور الحشد الشعبي ينتهي بعد القضاء على داعش؟
ج: الحشد الشعبي أصبح مؤسسة أمنية عسكرية شعبية أوجدتها الضرورة كغيرها من المؤسسات العسكرية التي أنشأت عن ضرورة وليست إعتباطا بعدما كادت تنهار المؤسسة العسكرية في العراق إثر الإحتلال الأمريكي وسقوط النظام البعثي البائد.
فقد أصبح اليوم وجود الحشد الشعبي حاجة ملحة من أجل الحفاظ على أمن البلاد. بعد الإقرار به قانونيا ضمن الدستور العراقي فأصبح الحشد الشعبي مؤسسة رابعة الى جانب المؤسسات العسكرية الثلاث الأخري في العراق وهي الجيش والشرطة الإتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب.
ومهمة الحشد الشعبي لاتقتصر فقط في العمليات العسكرية في الميدان بل إنه يمارس عمله في القضايا الفكرية والعقائدية وملاحقة من يريد الحاق الدمار والضرر بالعراق.
الحشد الشعبي رسالة لكل من يريد أن ينال من امن العراق ووحدة العراق.
س: ممكن أن تحدثنا عن الحشد الفكري الذي تحدث عنه الحاج هادي العامري خلال كلمة القاها؟
ج: الجسد الشيعي بشكل عام والحشد الشعبي بشكل خاص إستنبط قدرته من المرجعية والتمسك بهذه العقيدة التي تربطه بالإمام المهدي(عج)، واليوم الأعداء يحاولون ضرب هذا المنهج من خلال مختلف الحركات التي تظهر بين حين وآخر، كاليماني على سبيل المثال، على غرار ما صنعوه لمحاربة الإسلام إمتدادا بالقرون ومن خلال الدولة الأموية والعباسية والفكر السلفي والقاعدة وصولا الى داعش.
لذلك على ابناء التشيُع إجملا وليس الشيعة في العراق فقط، أن يعوا الى هذه المحاربة التي تستهدف المرجعية وفصل الحلقة التي تُربطنا بالإمام المهدي (عج).
س: ما هي وجهة نظرك عن دور إيران في مساندة المقاومة والحركات الشعبية في المنطقة؟
ج: بغض النظر عن المصالح السياسية والحزبية، إيران تلعب دورا هاما جدا في المنطقة من خلال وقوفها الى جانب الشيعة والى جانب المستضعفين في العالم بشكل عام. موقف إيران هو موقف مساند للشيعة ولحركات المقاومة قاطبتا، وتبلور هذا الموقف بشكل خاص في وقفتها مع الحشد الشعبي والشعب العراقي عسكريا وماديا وايضا من خلال قواتها في الميدان./ انتهى/.
أجرى الحوار: محمد مظهري
تعليقك