وأفادت وكالة مهر للأنباء أن أسر وشهادة الشهيد الذبيح محسن حججي على يد جماعة داعش الإرهابية قد خلفت وراءها صدى واسعا وسط الشعب الإيراني وتاثيرا كبيرا على المجتمع بأسره اذ قدم العديد من اللاعبين ميدالياتهم الى هذا الشهيد وحتى الفنانون والممثلون قد أهدوا جوائزهم لهذا الشهيد خلال المهرجانات السينمائية كما ان رجال السياسة لم يتخلفوا عن هذا الركب الشعبي والمجتمعي وبعيدا عن التحزبات والتكتلات السياسية المعهودة فقد أدوا بالغ احترامهم وتقديرهم لهذا الشهيد في رسالات تعزية على روحه الشريفة.
على اعتاب تشييع جثمان الشهيد الذبيح حججي أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع الاستاذ في كلية علم الاجتماع بجامعة طهران الدولية "غلامرضا جمشيديها" وجاء الحوار كما التالي:
س: الحادث الذي وقع للشهيد الأسير " حججي " والصور التي نشرت في هذا الحدث أسفرت عن ردود فعل واسعة النطاق على الشعب وأثر بشدة على المجتمع ، ما هو تحليلك كعالم اجتماع بظهور ظاهرة الشهيد حججي؟
في علم الاجتماع هناك نظرية تسمى نظرية الأجيال وتنص هذه النظرية على أنه عندما تحدث ثورة ويتسلم البعض السلطة، يقوم هؤلاء الافراد باستغلال القوة والسلطة التي يمتلكونها ويتعاطون على اثرها مظاهر الترف وابداء القوة والهيمنة والراحة.
وعنون ابن خلدون أسماء هذه الأجيال بالترتيب الجيل الأول، باعتباره مؤسس الثورة، والجيل الثاني، المباشر في الثورة ، والجيل الثالث محاكٍ ومقلد وفي نهاية المطاف الجيل الرابع المخرب وتصحيح هذه النظرية هو أن جميع الأجيال المذكورة قد تكون موجودة على مدى فترة من الزمن.
يعتبر الشهيد حججي ونظراؤه من الشهداء الجيل الاول من الثورة الاسلامية ، اتفق انه لا يتواءم مع الجيل الأول سنا ، ولكن لديه فكرة ترتبط بالجيل الأول من الثورة، وتمت هذه الفكرة في سياق التعليم الذي تلقاه من والديه والتي أدت الى نمذجة أفكاره على نمط الجيل الاول لذلك، أن ظاهرة الشهيد حججي وفقا للصيغ والاطروحات التي يقدمها معظم المنظرين - تعد ظاهرة غير مالوفة لأن الأجيال التي تكون هي أصحاب السلطة سوف تنسى المثل العليا بعد فترة من الزمن وتصبح ثوابتها نسيا منسيا ويعدمون الاتصال بماضيهم ولكن وفقا للصيغة التي قمنا بإصلاحها وتصحيحها، فإن الشهيد حججي هو شخص من الجيل الأول من الثورة، ويعتبر أمرا طبيعيا، اذا كان من نتاج مظهر من مظاهر أفكار الجيل الأول من الثورة في الأجيال اللاحقة. ووفقا لهذا النموذج، نجحت مؤسسات مثل المساجد والجماعات الدينية التي عملت على تدريب نماذج الثورة في زراعة الجيل الأول من الثورة في الاجيال اللاحقة.
ولكن بالنسبة للبعض، فمن الغريب أن يعرف كيف يمكن للمرء في هذا الظرف من الزمن يحارب من أجل دينه ووطنه على مسافة أكثر من الالاف من الكيلومترات ويظهر مثل هذه التضحية بالنفس وبطبيعة الحال، وفقا للصيغ والاطروحات الغربية، حتى أكبر علماء الاجتماع لديهم(الغرب) فانهم غير قادرين على فهم هذه الظاهرة لأنها لا يمكن أن تستوعب هذا الامر حسب ادواتهم العقلانية./انتهى/
تعليقك