وكالة مهر للأنباء: القى رئيس أكاديمية العلوم الفيلسوف المعاصر رضا داوري اردكاني كلمة في مؤتمر "الفلسفة والدين والعلم في الحياة الاسلامية" تحت عنوان: "الفلسفة الاسلامية وعلاقة ايران واوروبا" مبيناً أهمية العلاقة المتبادلة من التأثير والتأثر بين الفلسفة الاسلامية واليونانية.
ورأى الفيلسوف الايراني المعاصر رضا داوري اردكاني أن الفلسفة اقترنت منذ البداية بالزمان والتاريخ والثقافة، فاعمال الفلسلفة اليونانية اتجهت لتحسين الحياة نحو أفضل بشكل مدني، واذا كان ارسطوا صنع العلوم النظرية كأفضل العلوم فذلك لانه يعتقد هذه العلوم أقل فائدة ، الا انه لم يرغب بالقول أن الالهيات أو العلوم النظرية ليس لها علاقة بحياة البشر، بل أراد القول أن كمال الانسان ليس في العلوم التجريبية بل في تجاوز هذه العلوم، فالعلم من وجهة الفلسفة ليست أجزاء منفصلة عن بعضها البعض، وهذه الوحدة موجودة من أعلى لأقل المراتب.
الفلسفة الاسلامية هي فلسفة متداخلة الثقافات
وأوضح رئيس أكاديمية العلوم أن الفلاسفة في ايران اهتموا بالفلسفة اليونانية واعتنوا بها، وهذا الاهتمام بحد ذاته يحظى بأهمية خاصة، فلقد حفظ الايرانيون جوهر الفلسفة اليونانية وقاموا بتفسيرها على اساس مبادئهم والمسائل التي كانت تواجهم في زمنهم، والفلسفة الاسلامية هي تلاقي بين روحين وثقافتين لبعض الفلاسفة والكتاب. واقتربت الروحين أكثر في الفلسفة الاسلامية، لتصبح فلسفة متداخلة الثقافات لكن في الزمن الذي يصاب به الفكر بالكآبة والجمود ويفقد قوته في تداخل الثقافات.
وأردف الفيلسوف المعاصر رضا داروي اردكاني أن العصر الحالي يفتقر لمثل هذه القوة، إلا أن الأمل لازال موجوداً، متمنياً أن يتمكن أهل الفلسفة من التحاور حول المواضيع الروحية ولفكرية التي تخص الدول النامية وربطها بالعالم الغربي المتطور، ولاسيما فيما يخص المضي قدماً نحو التطور والتخلص من التخلف، و"عدم التطور" ليس مختصا لمنطقة جغرافية محددة هنا أو هناك بل أنها مسألة يتوقف عليها مصير العالم، والتنمية ليس اجتماعيا واقتصاديا فقط بل هي مسألة ثقافية ومتداخلة الثقافات، وتحتاج إلى فكر يمهد للبشرية الخروج من هذا الوضع، الأمر الذي يعكس مدى حاجة العالم إلى الفلسفة.
الميتافيزيقا اليونانية خارج اوروبا لقيت اهتماما كبيرا من قبل الايرانيين
كما هو معروف أن الميتافيزيقا اليونانية خارج اوروبا لقيت أهمية بالغة لدى الايرانيين ، حيث نتج عن هذه الاهتمام فلسفة قائمة أسست على أساس تعاليم المؤسسين اليونانيين، والفلاسفة المسلمون يدركون بشكل جيد قضايا ومبادئ فلسفتهم لكنهم لا يهتمون بمنبع أصولها وأي مسئلة فيها، حيث اعتبر بعض المستشرقين أن الفلسفة الاسلامية أخذت أسسها من الفلسفة اليونانية وحذت حذوها ضمن مراعاة الأصول والعقائد الاسلامية.
طبعاً لا يمكن نكران أن الفلسفة الاسلامية أخذت أسسها من الفلسفة اليونانية، ولم تكتف بالتعلم في مرحلة واحدة بل استمرت بذلك فيما، متخذةً من الحوزات الدينية في العالم الاسلامي مركزاً لانطلاقها.
الفلسفة، فكر تاريخي
الفلسفة الاسلامية ليست تطبيق الفلسفة على الاعتقادات الاسلامية، بل هي مستقلة بحد ذاتها ولها فكرة الممنهج، ومن يعتقد أن الفلسفة الاسلامية هي لعبة فكرية وزاوية ضيقة من الفلسفة لم يدرك حقيقة الفلسفة الاسلامية، ولا من يعتقد انها مستقلة منفصلة عن بقية الفكر الفلسفي في العالم.
الفلاسفة المسلمون فسروا القضايا الفلسفة اليونانية استناداً على مبادئ جديدة، ضمن رؤية نابعة من الاسلام ولكن دون قيود كما يعتقد البعض، فكانوا مدافعين عن الفلسفة في محكمة الشريعة. /انتهى/.
تعليقك