وکالة مهر للأنباء-محمد مظهري: ظهرت الاحتجاجات والمظاهرات في بعض مناطق العراق منذ أول الشهر الماضي ما ادى الى مقتل مئات الاشخاص و 15 الاف المصابين حتي اليوم.
وفي هذا الصدد اشار المحلل السياسي العراقي "نزار حيدر" في حديث مع مراسلة لوكالة مهر للأنباء إلى ان جذر المشكلة هو انعدام الحس الوطني عند الطبقة السياسية الممسكة بزمام الامور منذ التغيير عام ٢٠٠٣ ولحد الان.
وأضاف يتجلى ذلك على صعيدين؛ أ/ التخندقات الدينية والقومية والمذهبية والمناطقية والعشائرية التي طغت على التخندق الوطني، ولذلك نلاحظ ان كل حركة وسكنة في البلاد وكل موقف ازاء اي امر سياسي كان او اقتصادي او امني او غير ذلك يستند على تلك التخندقات الضيقة التي قسمت البلاد ليس جغرافياً وانما في العقلية والمشاعر والعواطف وهو اخطر انواع التقسيم. ب/ في الولاءات، فلكل كتلة بشرية ولاء خارج الحدود، وهو الامر الذي ينعكس بشكل واضح على مواقفها تجاه مختلف القضايا الداخلية والخارجية.
ونوه الى ان قانون الانتخابات من ضمن المشاكل التي طرأت بغياب مفهوم المواطنة. بمعنى اخر انها ادوات الطبقة السياسية لشرعنة تخندقاتهم الضيقة تلك. والديمقراطية ليست منتوج اميركي ابداً وانما هي من نتاج التجربة الانسانية على مدى قرون سبقت تاريخ نشاة الولايات المتحدة.
وأردف قائلا: لقد مارس العراقيون الديمقراطية بشكل من الاشكال ابان تاسيس الدولة العراقية الحديثة عام ١٩٢١ ولغاية انقلاب ١٤ تموز عام ١٩٥٨ ولقد كادت الديمقراطية ان تستقر في البلاد وتلقي بجرانها لولا ذلك الانقلاب المشؤوم الذي الغاها وقضى على التجربة ليشرعن ثقافة القتل والسحل والميليشيات ولعبة السرقات المسلحة [الانقلابات العسكرية.
ولفت الى بيانات المرجع الاعلى الاخيرة خلال استقباله لمبعوثة الامم المتحدة في العراق عندما قال؛ [تحذيره المكرر منذ عدة سنوات من مخاطر تفاقم الفساد المالي والاداري وسوء الخدمات العامة وغياب العدالة الاجتماعية، الا انه لم يجد آذاناً صاغية لدى المسؤولين لمعالجة ذلك، وقد وصلت الامور الى ما نشهده اليوم من اوضاع بالغة الخطورة].
واعتبر ان الاحتجاجات سببها تراكم الاخفاقات والفساد والفشل، وهي نتيجة طبيعية لمثل هذه الحالات، فالشعب قد يصبر ويتحمل لبعض الوقت ولكنه لا يصبر ويتحمل كل الوقت، وهو يرى طبقة سياسية مستفيدة كل شيء من الدولة فيما لم يستفد هو اي شيء منها ومن خيراتها العظيمة التي حباها بها الله تعالى. مشيرا الى الاحتجاجات لا تنتهي اذا لم يلمس الشارع اصلاحاً حقيقياً يتجلى بادئ ذي بدئ برحيل الحكومة الحالية التي تلطخت يدها بدماء الشعب وشرعنت سلاح ميليشيات احزاب السلطة التي شاركت في قمع المنتفضين.
ورأى المحلل ان الشعب العراقي يقيِّم دور الجارة الشرقية ايران على مستويين؛ الاول. هو موقفها الفريد الى جانبه وهو يقاتل الارهاب التكفيري الذي اجتاح البلاد عندما كانت الطبقة السياسية مشغولة بالصراع على السلطة والنفوذ وعندما كان القائد العام للقوات المسلحة وقتها مشغول بالصراع على [الولاية الثالثة] تحت شعار [بعد ما ننطيها].
واوضح : لولا فتوى الجهاد الكفائي التي اصدرها المرجع الاعلى لتعبئة الشارع عن بكرة ابيه، لكانت البلاد والمنطقة اليوم تحت سلطة [دولة الخرافة] بقيادة احدى اسوأ الجماعات الارهابية في العالم واقصد بها [داعش].
وعلى المستوى الثاني الثاني انتقد "نزار حيدر" موقف ايران في دعمها واسنادها واحتوائها واحتضانها لبعض الزعامات السياسية التي تسببت بالمشاكل للبلد.
وقال في الختام اعرب عن تمنياته ان تتفهم جيران العراق حقائق الامور في البلد وتساعد الشعب العراقي من اجل حماية المصالح الاستراتيجية المشتركة مع العراق./انتهى/
تعليقك