وكالة مهر للأنباء - إن ليوم القدس أثرا في النفوس ورغبة في القلوب أن يُری هذا المكان محررا من الصهاينة المغتصبين ، ما يتطلب توجّه كل النفوس إليه وكل المقاومات في أي بلد من بلاد المسلمين إذا كانت تواجه طاغية أو ظالما فإن نظرتها الأولى يجب أن تكون تجاه ذلك الظالم الأكبر ويجب أن تكون نظرتها الثانية أو العين الأخرى إلى ذالك المكان لأن كل المؤامرات التي تحصل في العالم الاسلامي من نزاعات وخلافات وشقاقات إنما مردها ومرساها أن تبعد المسلمين والمجاهدين عن تجهيز كل ما يستطيعون لتحرير هذة الأرض وتلك البقاع الطاهرة .
فإن يوم القدس واحياءه تذكير للمسلمين وتحفيز للمجاهدين والمقاومين بألا ينسوا هذا المكان وألا يحيدو عن هذا الخط لأنه خط الإيمان الصحيح وخط الإسلام الصحيح و خط المقاومة الصحيحة التي يجب أن تنصب الجهود كلها وأن يتفرغ المسلمين والاحرار جميعا في مشارق الأرض ومغاربها لإستعادة هذة الأرض والبقعة المباركة لأنه إذا اجتث هذا الكيان الغاصب وهذه الغدة الخبيثة عند ذالك تستريح الأمة وتعود إلى والاطمئنان والاستقرار، فما يجري من نزاعات إنما هو في أصله نابع من هذة الغدة التي زرعت في قلب العالم الاسلامي ، فهذا الذي تعيشه الأمة من ضعف مرده لإراحة هذا الكيان ولإشعاره بأنه بمأمن.
وفي هذا السياق اجرى مراسل وكالة مهر للأنباء حوارا عضو المجلس المركزي في تجمع علماء المسلمين في لبنان وامام وخطيب بلدة سعد نايل في البقاع الشيخ ابراهيم الشحيمي حيث أكد ان قضية القدس أولوية إسلامية بعد أن تكون عربية وإن كانت الأرض تنتسب إلى بقعة جغرافية عربية ، لكنها قضية إسلامية بل هي قضية إنسانية على مستوى العالم كله وعلى مستوى الدنيا كلها.
ورأى ان اليهود ما غرسوا هذا الكيان إلا وبعد أن زوّروا هذا العقل الإنساني على مستوى الكرة الأرضية وأقنعوا هذه الشعوب كلها بأن لهم حقا في هذه الأرض، فلا بد من إعادة برمجة عقل الإنسان في كل الدنيا بأن هذة الأرض هي أرض اليهود وأن هذا الحق هو حقهم وأن اليهود مزورون.
وأضاف: فإذا هي تتعدى هذ الإطار العربي إلى إطار إسلامي جامع تتوجه له كل القوى وتتوجه كل الطاقات إلى إحياء هذه القضية ولإعلائها ولإبرازها على أنها قضية إيمانية ، قضية عقيدية ، قضية دينية مرتبطة بالإيمان بالله تعالى وبنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
وفي اشارة الى قرار ترامب في تنفيذ صفقة القرن اوضح: قد يتمكن ترامب من خلال هذه الصفقة من تغيير بعض المعادلات لمصلحه إسرائيل ، ولكن لن يغير القاعدة الكلية وهي أن الأرض لأهلها ، وأن أصحابها أصيلين متجذرون ، أصحاب عقيدة وإيمان راسخ .
وتابع: أما من أوتي بهم وجهز كل الواقع لهم من خلال أنظمة مستبدة ومن خلال ثقافة وفكر ممزوجين بالخبث والدهاء والمكر ، إن هذا لا ينطلي إلا على الصغار والضعاف المتبعين اللاهثين خلف هذا الإنسان المتهور ، الذي كأنه يوزع المناصب وكأنه بيده مقاليد كل شيء .
ورأى الشيخ بلال شعبان ان هذا الأمر سينتهي ويتلاشى وسيعود الحق إلى أصحابه، أما الذين راهنو عليه فسيسقطون بسقوطه لأن هذا الأمر سينهار أمام صمود المؤمنين والمجاهدين بإذن الله عز وجل.
وفي اشارة الى التطبيع الذي تسارع فيه بعض الأنظمة العربية قال: إن المسارعة في عملية التطبيع مع إسرائيل إنما هي أداء فروض الطاعة للأمريكي والإسرائيلي للبقاء على الكراسي أو لنقل الكراسي إليهم ، وهذا نوع من تزييف العقول العربية وبعض العقول الإسلامية للرضا بهذا الكيان وللبحث عن لقيمات وفتات يعطيها و يمنحها وإياهم هذا المحتل في مناطقهم و في بلدانهم و غير ذلك .
وشدد على ان هذه المصارعه لا تعطيهم حقا ، الذي يعطي الحق لصاحبه هي الأدلة ، وهي الإثباتات ، وهي القرائن ، وهي الوقائع ، وهي التاريخ، وهي الجغرافيا ، وهي اللغة ، وهي الإيمان ، وهي الدين وهذا أمر لا يتوفر عند هؤلاء ، ما توفر لهم إلا القوة الباطشة، الظالمة، المزيفة وهم ومن وراءهم بمن يدينون لهم بالولاء والطاعة فهؤلاء سيخسرون جميعا ولن يغروا في قناعة الشعوب أو إيمان الشعوب بأن هذه الأرض أرضهم ، وبأن هذا التاريخ تاريخهم، وبأن هذه القضية قضيتهم ولو طال الزمن ومهما قوي عتوهم فإن إيمان المؤمنين سيتغلب عليهم وأن مقاومة المؤمنين ستهزمهم بإذن الله تعالى.
وتقديرا لخطوة الامام الخميني في تسمية يوم القدس قال الشيخ بلال هاشم: لا يسعنا في هذا الزمن إلا أن نترحم ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعوض الأمة عن الإمام الخميني وفي خلفه لا شك قدوة صالحة وأسوة حسنة في إحياء هذا اليوم.
وارتأى ان الأمر ليس مجرد تسمية الأمر بل هو إشعار للمسلمين وهو إعلام للمسلمين نحو هذه القضية ، إحياء واجب ، إحياء فريضة . معتبراً أن هذه القبله يجب أن لا تستمر في هذا الإحتلال ، وإحياء يوم القدس وتسمية هذا اليوم هو تذكير للمسلمين بهذا الواجب الإيماني، والإعتقادي.
واعتبر الأمين العام لحركة "التوحيد الإسلامي" ان القضية ليست قضية مسيرات أو تسجيل بالنقاط إنه واجب. إن الإنسان يعمل من خلال ما يتاح له من فرص ومن خلال ما يهيؤ من موازين ومعادلات بالقوى ، ولكن الذي يظهر وبحمدالله تعالى أن موازين القوى تميل لمصلحه المقاومة والمجاهدين ، هذا واضح لا لبس فيه في فلسطين وفي لبنان و في أكثر من موقع يعاد فيه المقاومون فإننا نرى بحمد الله تعالى أن كفة القوة تميل في مصلحتم و أن المعادلة كذلك تتجه إلى الزيادة في رصيدهم وهذا مؤذن وبحمد الله تعالى بأن الإمام كان مصيبا وجزاه الله تعالى كل خير على إحياء وتخصيص هذا اليوم في الجمعه الأخيرة من رمضان تحفيزا للمسلمين وتشجيعا لهم أن يهتمو بهذا الأمر و أن يبادرو في المسارعة في إنقاذ وإسترداد هذه الأرض الطيبة المباركة.
ولفت الى ان أهداف الكيان الصهيوني كأهداف إبليس في الجنة ، طمع إبليس الجنة كطمع اليهود في فلسطين. يحاولون أن يبحثو ليثبتو حقهم في هذه الأرض ، وهذا أنه في كل التواريخ والمأثورات تثبت أن لا حق لهم بذالك ، ولا إرث لهم في ذاك ، ولا مكان لهم في هذه الأرض ، بل هم يعرفون أنه يوما ما سيخرجون، وأنه يوما ما سيطردون، وسيعودون من حيث أتو ، من استطاع منهم الفرار سيفر ومن لم يستطع سيقتل وهم مقتنعون بذلك ولكن هذا قدرهم على المعاندة لله عز وجل ولرسول الله ولأنبياء الله تعالى يفعلون الأفاعيل كما قضى الله تعالى عليهم بأن يقتل بعضهم بعضا توبة من الله عليهم " فكذالك سيقتلون " لكن ليس من باب التوبة إنما من باب النكاية وكثرة فضائعهم لكثرة تزويرهم للتاريخ ، فهؤلاء أهدافهم من هذا الأمر لن تصل إلى نتيجة فصاحب الحق معروف وصاحب التاريخ معروف وصاحب الأرض معروف ولا زال متجذرا وصامدا وصابرا ومقاوما ومجاهدا في احقاق حقه واسترجاع أرضه من هؤلاء المغتصبين.
وتطرق الى مكانة القدس في السياسات الخارجية العربية معتبرا انه تكاد تكون معدومة ، وما هذه المؤسسات والجامعات والمنتديات إلا خدعه تخدع بها شعوبنا ويخدع بها جمهورنا، وهي جزء من المسرحية التي تملى وتطلى على عقولنا وعلى شبابنا وعلى أمتنا هذه لا قيمة لها إلا تزييف الحقائق والتغاضي عن الحقائق وصرف الأموال والتكسب من القائمين عليهم .
وتابع ان هذه أضاعت على المسلمين زمنا عزيزا وغاليا بالأخص على من يتلهفون لتحرير أرضهم ، فهذه وبكل أسف لا قيمة لها رغم أنه تعلن بالصوت الكبير أن هذه الأرض أرضنا وإن كنا غير قادرين على إستعادتها فهي حقنا و لا يسقط حقنا عنها ولو كنت ضعافا ، فسنسترجعها في أي وقت من الأوقات وهذا مبدأ في القرأن الكريم معروف ، فعندما كان يتخلف الاخرون عن الشهادة للنبي أو للأنبياء بالإسلام كانو يقولون لهم "اشهدوا بأنا مسلمون" ونحن نقول لهم اذا كنا الساعة لا نستطيع استرجاعها لكن اشهدوا أن هذه الأرض أرضنا وأن هذا الحق حقنا أنا لن نتنازل عنه ولو ضعفنا . ضعفنا وعدم قدرتنا على استرجاعها لا يعطيهم أحقية لهم.
أما بالنسبة للشهيد القائد الحاج قاسم سليماني قال الشيخ بلال هشام ، لا شك أن دوره قد ظهر وبان بعد إستشهادة لأنه كان كثيرا ما كان يعمل بعمل ولا يرجو من ورائه إلا الله عز وجل "فنقول مما ظهر بأنه أدى المهمة وأبرأ الذمة وقد وضع الحجة على الأمة فرحمه الله تعالى ، لا شك أنه قام بدور عظيم من خلال هذا الجهد والتواصل والمواصلة بعد أن تخلى عنها الجيران والأقارب والإخوة وجزء كبير من الأمة ، وفلسطين يحاصرها العرب قبل أن يحاصرها اليهود ويحتلوها.
واكد ان القضية ليست أن اليهود أقوياء في إحتلال أرضنا فلسطين بقدر ما هم يعتمدون على حماية من كيانات العرب ومن أنظمة العرب ومن جيوش العرب ومن ملوك العرب ومن مال العرب ومن نفط العرب ومن خذلان العرب ، فالشهيد قد فتح الباب وقد أضاء على هذه القضية بأنها قضية سهلة المنال وبأننا قادرون على إسترجاع أرضنا.
ولفت الى انه إذا كان الإمام الخميني رحمه الله وضع الأسس فإن الشهيد سليماني قد إختط الطريق وفتح جزءا كبيرا منه و ما على المجاهدين الباقين إلا أن يكملوا المسير ، و إنها بإذن الله تعالى لنصر قريب.
واضاف: "يجب أن تبقى القدس البوصلة الحقيقية والمركز الأساسي للأمة الإسلامية وأن تبقى عيون الجاهدين شاخصة عليها لكي يبقى اليهود في رعب وخوف، هم ومن يدعمهم ومن يعينهم ومن يحرصون على كراسيهم من أمراء خائنين مزورين ضعفاء مرتزقه لأمريكا ولإسرائيل ، هذه القضية يجب ألا تغيب عن وجداننا وقناعاتنا ، والنصر قريب بإذن الله تعالى وما حقق حتى الساعة يعتبر معجزة من الله عز وجل على أيدي فئة مؤمنة مقاومة تجهز وتحضر الطريق في أكثر من قطر لنستعيد الأرض فاليهود وضعوا الكثير من العوائق الثقافية و المادية و المعنوية والعسكرية و غير ذلك تثبيطا وتأخيرا للمجاهدين من الوصول إلى فلسطين ولكن وبحمدالله تعالى استطاعوا أن يزيلو العوائق في أكثر من مكان وهاهم اليهود يعيشون الرعب من خلال المقاومة في فلسطين ومن خلال المقاومة في لبنان ومن خلال المقاومة التي تتطور بحمدالله تعالى في أكناف فلسطين وبيت المقدس كما وعد الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم بأنهم ماضون بأمر الله ، فاللذي يبشر أن إخوتنا في بيت المقدس صامدون مع كل المعاناة والمشقه ومع كل الإغراءات ومع كل الإهمال فسيطرد المحتل من أرض فلسطين بإذن الله تعالى وستبقى طاهرة مطهرة وستكون موحدة للأمة بعد توحيد الله عز وجل .نسأل الله أن لا يكون يوم التحرير بعيدا وإنشالله سنراه بأعيننا، والنصر صبر ساعة وإن الله لمع الصابرين. ونسأل الله أن يعيد رمضان علينا وعليكم بأحسن حال".
تعليقك