وافادت وكالة مهر للأنباء ان بيان سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية في الكويت أكد على وحدة الأمة الاسلامية لتحرير بيت المقدس في يوم القدس العالمي.
وإلىکم نص البيان كاملا:
بسم الله الرحمن الرحيم
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله)
من جديد تحل علينا الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك لتذكرنا بيوم القدس العالمي ذلك اليوم الذي أعلنه الامام الخميني الراحل مُنطلقاً لتحرير أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وإستئصال الغدة السرطانية التي زرعها الاستكبار العالمي في قلب الامة الاسلامية.
ننتهز فرصة هذه الذكرى لنؤكد هذه النقطة وهي ان القضية الفلسطينية كانت ولاتزال القضية الاساسية للعالم الاسلامي وان يوم القدس هو يوم الأمة الاسلامية جمعاء والهدف منه هو تجديد العهد على وحدة الدول والشعوب الاسلامية للوقوف بوجه غاصبي بيت المقدس. ولا يخفى على أحد بان شعوب المنطقة وكل أحرار العالم متفقون على نقاط ثلاث وهي:
1- أهمية ومكانة فلسطين وبيت المقدس ولاسيما المسجد الأقصى لدى اتباع الدين الاسلامي باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
2- ان وجود الكيان الصهيوني قائم كنظام عنصري توسعي وقاتل للاطفال هدفه الاساس والاول هو إبادة فلسطين وشعبها.
3- تكريس وتنفيذ المشروع الاقليمي الهادف لزرع الفرقة والشتات بين الامة الاسلامية وتضعيف الدول العربية والاسلامية لتبقى هذه الدول تحت سلطة القوى الكبرى محتاجة لها وتشطب اعادة الاراضي الفلسطينية المحتلة من جدول اعمالها.
واليوم حيث نجد الامة الاسلامية من أقصى شرقها الى أقصى غربها تتقاسم الرأي حول المحاور المذكورة، ألم يحن الوقت لنفكر جميعاً بالوحدة والتماسك ورص الصفوف لتحرير هذه الأرض السليبة وتطهيرها من دنس المحتلين ؟.
ان ذكرى يوم القدس هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية تواجه احداثاً وافرازات جديدة تُضاعف من أهميتها ومن المسئولية الملقاة على عاتق محبي القبلة الاولى.
أول هذه الاحداث هي صفقة القرن والتعامل الأحادي للولايات المتحدة. ان وصول ترامب الى سدة الحكم ومُسايرته التامة لرؤساء الكيان المحتل يعتبر نقطة عطف في مسار القضية الفلسطينية وهو التهديد الأكبر لمستقبل الاراضي الفلسطينية .
ان الرئيس الأمريكي انتهك كافة الالتزامات الدولية حول القضية الفلسطينية وباشر بمجموعة إجراءات منها الاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارته الى بيت المقدس ورفض مشروع الدولتين وقطع المساعدات لمنظمة اغاثة اللاجئين الفلسطينيين(اونروا) وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والاعتراف بضم مرتفعات الجولان السورية الى اسرائيل والأهم من هذا وذاك (صفقة القرن) وهي جميعها تهديدات اساسية وجادة للنيل من مستقبل فلسطين وشعبها المظلوم .
ان (السلام من اجل الازدهار) أو ما يسمى بصفقة القرن والذي يرعاه ترامب لايتنافى مع المبادئ الاساسية للحقوق الدولية والقرارات الأممية ومنها 242 و338 و2334 فحسب بل ويعتبر كذلك من ناحية الفحوى والمضمون كاهانة وتحقير ونقض الحد الادنى من حقوق الشعب الفلسطيني.
ان اجراءات الرئيس الامريكي فضلاً عن استخدام الفيتو ضد كل القرارات الداعمة للشعب الفلسطيني في منظمة الامم المتحدة ودعمه للمساعدات العسكرية السنوية للكيان الصهيوني والتي تقدر 3.8 مليار دولار أدت لأن تُشكك معظم الدول وشعوب العالم بحسن نية الامريكان لأي حل عادل ومُنصف للقضية الفلسطينية .
ومن هذا المنطلق فان الكيان الصهيوني إستغل هذه الفرصة لممارسة المزيد من البطش والتشريد والتهجير والتهويد ضد السكان العرب في المناطق المحتلة ومحاولة ضم المزيد من الاراضي لبناء المستوطنات الجديدة. وفي خضم هذه الظروف لايفوتنا ان نشيد بالمواقف المبدئية لدولة الكويت اميراً وحكومةً ومجلساً ووقوفهم وتعاطفهم مع الشعب الفلسطيني ورعايتهم له وتحمّل همه والدفاع عن قضاياه العادلة بكل شجاعة وايمان الأمر الذي يتطلب من الدول الاسلامية المزيد من الوعي والتلاحم والتكاتف للوقوف بوجه اجراءات الرئيس الامريكي.و من دواعي الاسف ان نشهد محطة أخرى هي التطبيع الخفي والمشكوك مع النظام الاسرائيلي من قبل بعض الدول. وفي حين ان فلسطينيي الضفة والقطاع والسلطة الفلسطينية أو فصائل المقاومة صامدون بقوة بوجه أساليب القمع والارهاب والاجراءات الاحادية الأمريكية نجد ان الطابور الخامس يبدو ناشطاً في صفوف بعض قادة المنطقة.
ان الشعب الفلسطيني وعلى الرغم من حجم المصائب والمحن التي يعاني منها مصمم على الصمود حتى نيل حقوقه كاملة وان يوم القدس والاحتفال به ولو في ظروف هذه الجائحة من فيروس كورونا يعني ديمومة صحوة ونهضة الامة الاسلامية وتجديد العهد مع الشعب الفلسطيني المظلوم.
تعالوا لنوفي ديننا ونؤكد على وحدة الأمة الاسلامية لتحرير بيت المقدس في يوم القدس العالمي.
تعليقك