وكالة مهر للأنباء، القسم العربي: يُعتبَر الشعر من اهم المواريث الثقافية لدى الشعوب الحيّة، اذ يعتبر تعبيراً عن ثقافتها ويعكس الحالة الإجتماعية التي تتمتع بها، ولما للشعر من أهمية في حياة البشر أفرد لها رب العباد سورة كاملة في كتابه الحكيم تسمى بسورة "الشعراء" وأوضح لنا الله فيها ماهية الشعر الذي علينا استخدامه وأيضاً حذرنا مما علينا الإبتعاد عنه.
ولما للشعر من أهمية فإن إيران تحتفل في السابع عشر من شهر ايلول/ سبتمبر من كل عام باليوم الوطني للشعر والأدب الفارسي والذي يصادف الذكرى السنوية لوفاة الشاعر الإيراني الكبير محمد حسين شهريار حيث تم إعلان هذا اليوم تكريماً وتخليداً له،
وهو شاعر إيراني شهير ابن مدينة تبريزي المعروف بـ (شهريار)، من مواليد قرية (خوشكناب) التابعة لناحية قرة جمن (بمحافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران) في 18 ايلول / سبتمبر عام 1906 م (1325 هـ.ق)
وعليه فقد أجرت وكالة مهر للانباء لقاء صحفي مع الشاعر الشاب و الثوري مرتضي حيدري آل کثیر من محافظة خوزستان بمناسبة يوم الشعر الفارسي والذي نظم الشعر بالفارسیه و العربیة أيضاً.
إليكم نص المقابلة:
بنظركم لماذا يعتبر يوم رحيل الشاعر الإيراني المعروف "شهريار" ذكرى ليوم الشعر والأدب الفارسي؟
يعود السبب إلى أن المعنيين في هذا المجال في البلاد أرادوا تخليد أسامي الشعراء الإيرانيين المعروفين عالمياً كأمثال حافظ، مولانا، سعدي وإلخ، فعندما بحثوا في الامر وجدو ان هنالك مناسبات في أسماء أؤلئك الشعراء؛ كيوم سعدي ويوم حافظ ويوم عطار وغيرهم من الشعراء ولكن عندما أرادوا وضع يوم للشعر المعاصر وتخليده تاريخياً اختاروا ان يسموه باسم أحد أهم الشعراء الإيرانيين المعاصرين، واعتبرت ذكرى رحيل الشاعر المعروف "شهريار" بيوم الشعر والأدب الفارسي .
ما هي مكانة الشعر الفارسي على مستوى العالم، أين موضعها من الشعر العالمي
تعتبر إيران والشعب الإيراني من أهم البلاد والشعوب التي صدرت الشعر والشعراء للعالم أجمع، فلإيران باع طويل في هذا الصدد وهنالك شعراء إيرانيوون معروفون عالمياً كاشاعر
" فردوسي، سعدي، حافظ، مولوي، عطار، وخيام" فليس هنالك شك بعالمية هؤلاء الشعراء وهذ الأمر مُسلم بالنسبة للعالم أجمع والكل يقر بعظمتهم وفضلهم، لقد تمت ترجمة أشعارهم إلى لغات عالمية، وهنالك شعراء أوروبيوون يستشهدون بأبيات شعرية لهؤلاء الشعراء الإيرانيين، وكل واحد منهم بمثابة مدرسة شعرية قُدمت للعالم أجمع. وعليه فإن مكانة الشعر الفارسي مكانة مرموقة على مستوى العالم أجمع.
حدثنا عن العلاقة بين الشعر الفارسي والعربي ومدى تأثر كل واحد منهم بالآخر
ينقل لنا تاريخ الأدب أن قافية الشعر الفارسي وبحور الشعر الفارسي مقتبسة من الشعر العربي، نعم هنالك أوزان من إختراع الشعراء الفارسيين، ولكن تاريخ الأدب ينقل لنا أن الشعر الفارسي جاء بعد الشعر العربي، فليس لدينا شعر فارسي قبل الجاهلية العربية، وأوائل الشعر الفارسي التي حصلنا عليها أكثرها أشعار كتبت بعد الإسلام، كأمثال أشعار الشاعر "حنظله بادغیسی" وغيره من الشعراء، وعن مدى تأثيرهم ببعض نقول، أن هنالك العديد من الشعراء الإيرانيين الكبار استخدموا كلمات عربية بأشعارهم وأيضاً آيات قرآنية وموضوعات قرآنية وكثير من الأشياء المرتبطة باللغة العربية، الأمر الذي ساعد في رواج أشعارهم وزادها قوة وجمالاً إلى جمالها.
وأيضاً عندما نتباحث مع شعراء عرب معاصرين حول علاقة الشعر الفارسي نجمع على أنه: يكاد أن يُحصَر الشعر القوي في الشعر العربي والفارسي، ولا يجب علينا أن ننسى جانب الجمالية في الشعر وتزيين الشعر التي أضافها الشعراء العرب إلى أشعارهم وكانت نتيجة تأثرهم بالإيرانيين فثلاً في الجاهلية كان الشاعر العربي يحوّل ما يشاهده امام عينه إلى شعر ينقل الصورة بشكل شعري بدون تزين وتجميل، إلا أن الإيرانييين اهتموا بهذا المجال فقد زينو أشعارهم ونقلوا الصورة مزينة ومجملة، هذه الخاصية خاصية "تزين الشعر" نجدها في أشعار المتنبي الذي عاش في زمن "البرامكة" الإيرانيين والذين أثروا عليه في هذه القضية، وهذا الامر موجود في تاريخ العرب أنفسهم.
بنظركم ما مقدار محبة الشعب الإيراني للشعر وما درجة اهميته في حياتهم
للشعر أهمية كبيرفي ثقافة وحياة الإيرانيين، فمثلاً عندما تقوم الامهات بملاعبة ابنائهم قبل النوم وعندما تقوم الامهات بتنييم الأبناء، تستخدم نوع خاص من الغناء أو اللحن الذي لا يخلوا من الشعر، فيولد الإيراني ووزن الشعر في مخيلته، وأيضاً عندما يكبر الإيراني يحفظ ابيات لشعراء معروفين، يستخدمها في الفعاليات الثقافية والإجتماعية، وحتى السياسيين يبدأون خطبهم بأبيات من الشعر وذلك لاهمية وعمق الشعر في ثقافتنا وحتى على شواهد المقابر نجد أنه تم نقش أبيات شعرية، في خلفيات السيارات والناقلات وغيرها ايضاً نجد أبيات شعرية وهذا يوضح أن الإيرانيين يعيشون مع الشعر في مختلف مجالات حياتهم.
حدثنا عن مكانة الشعر لدى قائد الثورة الإسلامية في إيران
السيد القائد، يولي إهتماماً بالغاً بالشعر و الأدب، وهنالك مجالس تقام بحضور حضرته وخصوصاً في النصف من رمضان وفي ليلة ولادة الإمام الحسن المجتبى، ودائماً ما كان يدعوا في الجلسات أنه: الحمد الله نلاحظ تطور ملحوظ في الشعر المعاصر من حيث جهت الشعر ومن حيث تطوره وحداثته، ولقد وفقني الله وألقيت قصيدة في حضرتهم ونالت إعجابهم.
تعليقك