وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: بينما نعيش هذه الأيام ذكرى يوم النصر العظيم الذي حققه الشهيدان قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، على أكبر مؤامرة وجودية كادت تطيح بالمنطقة وتنهيها، تقترب عقارب الساعة من الذكرى السنوية الاولى لفاجعة العصر الاليمة، وتخفق القلوب حزناً، وتضطرب العقول ذهولاً، وتجري المدامع دموعاً، إنها ذكرى الارتقاء الى السماء لسيد شهداء محور المقاومة الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفيق دربه وحبيب عمره مهندس الانتصارت الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس رضوان الله تعالى عليهما.
وفي هذا الصدد اجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع العميد الركن اليمني "عبدالسلام سفيان"، حول شخصية وثقافة الحاج قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس وما يمثلانه للعالم وللدول العربية الاسلامية، واتى نص الحوار على الشكل التالي:
* برأيك ما هي الثقافة التي اورثها الحاج قاسم سليماني؟
الثقافة التي تركها لنا الحاج قاسم سليماني هي ثقافة حسينية كربلائية عاشورائيه، استلهمها من روح الله الموسوي الخميني، حسين هذا العصر، فقد كان الشهيد قاسم سليماني تجسيدٌ واقعي لثقافة الايمان والإخلاص والحب والتضحية والفداء والشهادة
اولا يطيب لي أن أتقدم بالشكر لوكالة مهر الدوليه التي تميّزت على طول السنوات بمواقفها المبدئية والثابتة تجاه قضايا أمتنا، وسعيها في مواجهة كافة أشكال التضليل الإعلامي التي تطال رموز الأمة وشهدائها العظام، حتى غدت رافعه من روافع الإعلام المقاوم.
الثقافة التي تركها لنا الحاج قاسم سليماني هي ثقافة حسينية كربلائية عاشورائيه، استلهمها من روح الله الموسوي الخميني، حسين هذا العصر، ومسترشداً بتوجيهات سماحة السيد القائد علي الخامنئي دام ظله الشريف وهي ثقافة بنتها يد النبوءات، ودم الائمّة الزاكي، وأنفاسهم الطاهره، ولقد تجذّرت في ملامح شخصيته منذ بدايات العمل الجهادي لما يزيد عن اربعين عاماً في معارك الدفاع المقدس وصولاً إلى بدايات تأسيس وبناء فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وقيام وتشكيل محور المقاومة.
هذا المسار العملي بمستوياته التكتيكة والاستراتيجية كان نتاجاً لهذه الثقافة التي تحرّك سليماني بها، ومن خلالها رفضًٌ للظلم ومناهضته، كائناً من كان الظالم، فقد كان الشهيد قاسم سليماني تجسيدٌ واقعي لثقافة الايمان والإخلاص والحب والتضحية والفداء والشهادة، إنها ثقافة عاشوراء التي كانت حيةً وحاضرةً معه في ميادين المواجهة ضد قِوى الاستكبار وطغاة العصر، فكانت الملهمة لكل مجاهدِي المقاومه في الثبات والصبر والتضحية في كل ارض وفي كل زمان وتحت شعار الامام الخميني "كل ارضٍ كربلاء وكل يومً عاشوراء".
الشهيد سليماني الذي كان يذوب عشقاً في الحسين (ع) فقد كان دائم البكاء على مظلوميتهِ واهل بيته استحضاراً لكل المظلوميات التي يعيشها الناس من حوله.
* ما هو دور الحاج قاسم سليماني في تثبيت وإقامة السلام في المنطقة وخاصةً في سوريا والعراق؟
الحقيقه هو لم يكن تثبيت وإنما إستعادة السلام المفقود، فما عاشته بعض شعوب المنطقة وبالأخص سوريا والعراق كان مهولاً ومفجعاً وكارثياً، كان تهديداً حقيقاً لحاضر هذه الدول ومستقبلها، وانا اتساءل عن الواقع المفترض لهذه الدول وشعوبها لو لم يكن هناك تحرّك بقيادة الحاج قاسم سليماني للقضاء على المشروع التكفيري الداعشي؟، لكان من المؤكد أن شواهد المأساة ماثلةٌ على امتداد جغرافيةِ هذه الدول، ولكن الشهيد سليماني بثقافته الحسينية الكربلائيه العاشورائيه قدم نموذجاً انسانياً فريداً مدافعاً عن المظلومين، ايّن كانت لغتهم ودياناتهم في مواجهة الظالمين ايّن كانوا، ولهذا سيظل الشهيد سليماني ضمير هذه الأمة وعنوان عزتها وكرامتها في مرحلة فارقة من التاريخ، وما أحوج الإنسانية في واقعها المعاصر لتقوم بعملٍ تتفاخر به اجيالها المتعاقبة، إن هي ارادت سموها وبلوغ كمالاتها.
* الى ماذا يشير إستشهاد الفريق سليماني على أرض العراق برأيك؟
لعب سليماني دوراً حاسماً في تشكيل وبناء وتدريب وتسليح الحشد الشعبي وبقية فصائل المقاومة ليكونوا قوة فاعلة يمتلكون كلاً من عناصر القوة والقدرة ما يؤهلهم للقضاء على المشروع الصهيوامريكي
هو شاهدٌ على عظمة دوره وفاعليته في إفشال كل مخططات امريكا في العراق، فمن فرض الخروج المذل للقوات الأمريكية من العراق نتيجة لتنامي الدور المقاوم للإحتلال، وعدم قدرة الأمريكي على تحمل تبعات هذا البقاء، فلجأ الأمريكي إلى اختراع داعش بهدف تبرير العودة الى العراق وابقاء القوات الامريكية في العراق لوقت اطول.
ولعب سليماني دوراً حاسماً في تشكيل وبناء وتدريب وتسليح الحشد الشعبي وبقية فصائل المقاومة ليكونوا قوة فاعلة يمتلكون كلاً من عناصر القوة والقدرة ما يؤهلهم للقضاء على المشروع التكفيري مستفيدين من خبرة الشهيد سليماني في تنظيم القوى الميدانية، وقدرته في التخطيط للعمليات العسكريه وتطوراتها المتسارعة والحروب الغير نظامية وذلك لتحقيق اكبر الانتصارات بأقل التكاليف، ثم إن تواجده الميداني ومشاركته للمجاهدين في مختلف الجبهات والمحاور وفي الخطوط الأولى رغم حجم المخاطر، كان له بالغ الأثر في رفع معنويات المجاهدين مثلما كان له دوراً هاماً في إدارة المعركه بتطوراتها المتسارعه لاتخاذ القرارات المناسبه في اللحظات الحرجة.
* ما الخطر الذي كان يشكّله الحاج قاسم على قوى امريكا والكيان الصهيوني؟
الشهيد سليماني استطاع أن يُسقط كل مشاريع أمريكا في المنطقه إبتداءً من العراق ومشروع الشرق الاوسط الجديد ثم هزيمة المشروع وانتصار المقاومة في حرب تموز، والتحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة كنتيجة طبيعية لهذا الإنتصار
لقد جاء اغتيال الفريق قاسم سليماني نتيجة للفشل الأمريكي في المنطقة على جميع المحاور والجبهات، ولأنه استطاع أن يُسقط كل مشاريع أمريكا في المنطقه إبتداءً من العراق ومشروع الشرق الاوسط الجديد ثم هزيمة المشروع وانتصار المقاومة في حرب تموز، والتحولات الكبرى التي شهدتها المنطقة كنتيجة طبيعية لهذا الإنتصار، ثم جاء الإنتصار الاستراتيجي لحماس وبقية الفصائل في جميع حروب غزه.
ثم التحولات المتسارعة في سوريا ومراكمة الإنجازات وقلب المعادلات بعد أن كانت الجماعات الإرهابية المدعومه أمريكياً والمدعومة من الكيان الصهيوني ومن أنظمة العماله العربيه قد حققت العديد من المكاسب، في حينها أدرك العدو ان الحاج قاسم سليماني يمثّل خطراً حقيقاً على وجوده وعلى مشاريعه في المنطقة بإعتباره اهم روافع المقاومة في الميدان والعقل المبدع والخلاق بشخصيته الفريدة الاستثنائية وقدرته على التحليل السليم للأحداث الذي مكّنته من استشراف المستقبل وقراءة تحدياته وإمكانية التوقع بما يمكن أن يحدث قبل حدوثه، والتي كانت تتجلى في سلوكه الفردي وتعامله الأخلاقي ما انعكس في استجابة قطاعات واسعة من المجتمع في كل من سوريا والعراق وسائر دول محور المقاومة إلى ساحات العمل الجهادي لمواجهة مشاريع أمريكا والكيان الصهيوني وأدواتهما من التكفيريين.
* ماهي ابرز نقطة في شخصية الحاج قاسم؟
مما لا شك فيه أن شعوب أمتنا كانت تحتاج لأجل خلاصها وتحقيق أهدافها إلى التضحيه والفداء، ولقد كتب الشهيدين بدمهما الطاهر دروساً في التضحية والفداء فارتقيا شهيدين عظيمين ليصبحا في سجل الخالدين، ولا أدري إذا ماجاز لنا ان نتساءل لو ان أحدهما سئُل عن الاخر لقال "هو مني وانا منه"، او هو انا وانا هو لأنهما روح واحده وجسد واحد فهما يهدفان لغايه واحده ويسعون لمصير واحد مشترك.
جاء إستشهادهما تتويج لتاريخ حافل من النضال والجهاد المقدس حتى تحقق حلمٌ وتأجل اخر، تحقق الحلم الذي كان يراود كل منهم وهو ان ينال الشهادة وتأجل حلم التحرير "فتح فلسطين واستعادة القدس".
* ما هي رسالتك لدول محور المقاومه ولاحرار ولشرفاء العالم؟
رسالتي هي ان يستكملوا المسار الذي خطه الشهيد ورفاقه بحيث لاينعم الاعداء وعلى رأسهم كيان الاحتلال بالأمن والامان، وكما كان الشهيد مصدر خوفٍ وفزعٍ لهم، يجب ان نجعل من دمائهم الزكيه الطاهره براكين تجرفهم إلى قاع سحيق. وإننا نأكد على ضرورة القصاص العادل وفق رؤية سيد المقاومه سماحه السيد حسن نصر الله وهو إخراج القوات الأمريكية من المنطقه وخصوصا من سوريا والعراق باعتبار ذلك هدفٌ كان يسعى الشهيد سليماني لتحقيقه، وأن يعلنون جاهزيتهم لبدء معركة تحرير فلسطين واستعادة القدس الشريف، حلمُ شهيدنا العظيم وحلم كل الشهداء والمجاهدين.
سلام الله على شهيدنا الخالد ورفاق دربه الابرار، الله اكبر، والموت لأمريكا، والموت للصهاينة، واللعنة على اليهود، والنصر للإسلام.
/انتهى/
تعليقك