وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: ان الجمهورية الإسلامية ومنذ بداية انتصارها، بدأت عهدا جديدا في العالم، وأثارت ردة فعل القوى العظمى في الشرق والغرب مما جعلها تمارس المزيد من الضغوط على هذا البلد، لكن هذه المشاكل لن توقف الثورة الإسلامية والتطور، حيث باتت إيران اليوم دولة قوية ومستقلة منتجة مكتفية ذاتياً.
اليوم الشعب الإيراني يشهد غدر امريكا وبريطانيا وتهديداتهما منذ سنوات طويلة، وتمكن هذا الشعب ان يقرر مصيره بعد ان تسلح بالقوة التي اخذها من الإمام الخميني الراحل.
وفي هذا الصدد اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، حوارا صحفياً مع رئيس ملتقى التصوف الإسلامي الیمني السيد "عدنان الجنيد"، وتم توضيح عدة نقاط خلال هذا الحوار، كان اهمها:
** مدی تأثیر الثورة الإسلامية على التطورات الإقليمية
كانت للثورة الإسلامية تأثير كبير على التطورات الاقليمية لأنها أسقطت أحد أكبر الأنظمة العميلة لأمريكا، لذلك كان للثورة أثر كبير بأن أحيت سلوك الرفض للهيمنة الأمريكية
كانت للثورة الإسلامية في إيران تأثير كبير على التطورات الاقليمية لأنها أسقطت أحد أكبر الأنظمة العميلة لأمريكا والذي كان يُعدّ الذراع الأقوى الموالي لأمريكا في الاقليم وهو نظام "الشاه"، لذلك كان للثورة أثر كبير بأن أحيت سلوك الرفض للهيمنة الأمريكية، وأحيت - أيضاً- مبدأ المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال الصهيوني، فأحيت بذلك قضية القدس في الشعوب الإسلامية، وتمثل ذلك في جعل الإمام الخميني قدس الله سره آخر جمعة من رمضان "يوم القدس العالمي"، وأيضاً جعلت عملاء أمريكا من الحكام في المنطقة يعيدون حساباتهم في تصرفاتهم خوفاً من ثورات الشعوب عليهم، فاصبحوا لا يستطيعون أن يجاهروا بولائهم لأمريكا وللكيان الصهيوني.
كانت الثورة الاسلامية الايرانية ملهمة للشعوب الحرة في المنطقة والعالم، كذلك عملت الثورة على خلق توازن للقوى في المنطقة وهو ما أثّر كثيراً في تحجيم توسّع الهيمنة الأمريكية، كما أنها عملت على وقف زحف الاحتلال الصهيوني في احتلال البلدان العربية، إذ ان لولا الثورة الإسلامية لكان الكيان الصهيوني اليوم قد استحوذت على معظم سوريا ومعظم لبنان وعلى كامل أرض فلسطين، فكانت الثورة الإسلامية عامل ردع للأطماع الصهيونية في المنطقة.
** دور خطاب الثورة الإسلامية في تكوين و تنيمة الحركات الجهادية والإسلامية والشعبية
الشعوب التي تعرضت للاحتلال كانت بحاجة إلى خطاب ثوري إسلامي يتولى التوجيه والإرشاد لها، فجاء خطاب الثورة الإسلامية بما حمل من المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية ليتولى هذه المهمة، فكان له الدور الكلي في تكوين وتنمية الحركات الجهادية الإسلامية والقومية ضد الكيان المحتل والإمبريالية، خاصة أنه خطاب حمل الحماس الثوري اللازم لأي ثورة طموحة، فأتى هذا الخطاب ليُعلم الجميع بأنه لا يمكن لليهود وهم أخبث خلق الله أن يُتركوا ليحدثوا في البلدان الإسلامية ما يحلو لهم، وكذلك لا يمكن للإمبريالية أن تعبث بتوجهات وأهداف الشعوب، فكان لهذا الخطاب أثره الإيجابي في نفوس كثير من شباب الشعوب المحتلة من قبل الصهاينة، فهبّوا حاملين سلاحهم بيد ومبادئ الثورة الإسلامية باليد الأخرى، وبهذين السلاحين تمكنوا من كبح جماح الصهاينة في المنطقة.
** اعتماد على النموذج الإيراني
تكون معسكر جديد في المنطقة اعتماد على النموذج الإيراني الأكثر نجاحاً وفاعلية، ويُعد معسكر حزب الله اللبناني في جنوب لبنان والحشد الشعبي في العراق، وحركة المقاومة الاسلامية حماس وحركة المقاومة الجهاد الإسلامي في فلسطين معسكر المقاومة للأطماع الأمريكية والصهيونية في المنطقة، وهذا المعسكر قد نجح نجاحاً مذهلاً في التصدي لكل التحديات لأنه تكون وفقاً للنموذج الإيراني القائم على اعتماد التوجيه الإسلامي في القرآن الكريم أساساً لتكوين هذا المعسكر الهادف إلى نصرة الإسلام والشعوب الإسلامية في المنطقة ضد ما يحيط بها من التهديدات المتربّصة بها سواء من قبل الأمريكان أو الصهاينة أو الجماعات الإرهابية والمنفذة لأجندة اليهود والنصارى في الأمة مثل داعش والقاعدة وأخواتهما.
** مخاوف الغرب من الثورة الإسلامية الايرانية
يتخوف الغرب كثيراً من الثورة الإسلامية لأنها قائمة على مبادئ الإسلام العظيم، وهذا الشيئ الأكبر الذي خلق الخوف في نفوس الغرب لأن الإسلام حمل ودعا إلى المبادئ والقيم التي تحرم امتهان الإنسان بشكل عام وخاصة المسلم، ولأن الثورة حملة مبدأ الحرية الذي يتخوف منه النظام المستبد في الغرب وأن هذه الثورة جعلت تحرير الإنسان من قبضة الطاغوت سياسياً ودينياً وإقتصادياً وعسكرياً هدفاً لابد من تحقيقه مهما كانت التضحيات.
** الفرق بين الثورة الإيرانية والثورات الأخرى
الثورة الإسلامية الإيرانية تميّزت بأنها لم تكون عشوائية، وإنما ثورة راقية جداً حملت الأهداف والمبادئ والقيم التي ينشدها كل إنسان فساهمت بإحداث نقلة نوعية للشعب الإيراني خاصة باعتمادها على الأساليب الإسلامية العظيمة في إخراج الشعوب والأمم من ظلمات الباطل إلى نور الحق، وجعلت الهدف الأساسي تحقيق النهوض في كل المجالات، والحرية لكل الشعوب.
** منجزات الثورة الإسلامية على الصعيد الداخلي والإقليمي والعالمي
على الصعيد العالمي فقد أصبحت إيران لها ثقل سياسي وإقتصادي وعسكري أكسب الأمة الإسلامية قوة تضاهي القوة الغربية
كانت للثورة الإسلامية منجزات على الصعيد الداخلي، وذلك أنها حرّرت القرار السياسي والسيادي للدولة، وجعلته في يد الشعب الإيراني، فنهضت بالشعب في كافة المجالات وعلى كل المستويات حتى أصبح الشعب الإيراني من أفضل الشعوب في جميع المجالات على مستوى المنطقة وعلى مستوى العالم، بل جعلت من إيران نموذجاً يُحتذى به.
وأما على الصعيد الاقليمي فقد ساعدت الثورة الإسلامية الشعوب المقاومة للإحتلال الصهيوني سواء في فلسطين أو لبنان، والتصدي للجماعات الإرهابية العميلة للغرب كما في العراق في الدفاع عن نفسها ودينها وأرضها، وساعدت بعض شعوب الاقليم على التحرر من الوصايا الغربية عليها كـ"سوريا" و"العراق".
وأما على الصعيد العالمي فقد أصبحت إيران لها ثقل سياسي وإقتصادي وعسكري أكسب الأمة الإسلامية قوة تضاهي القوة الغربية، وأصبحت قوة في كل المجالات يحسب لها ألف حساب، وتمتلك دوراً في صياغة القرارات المصيرية في المنطقة.
** شخصية الإمام الخميني (ره)
الإمام الخميني - قدس الله سره - بما يحمله من الفكر الديني العظيم ولَّد لديه رؤية متكاملة لقيام حكومة نموذجية في كل مجالات الحياة إضافة إلى ما كان يحمل من همة سماوية عالية في تحرير شعب إيران من التبعية للغرب، وكذلك كل شعوب المنطقة، ولذلك كان له كل التأثير في انتصار الثورة الإسلامية بما قام به من الدور العظيم في توجيه وإرشاد وقيادة الثورة الإسلامية في إيران، فقد كان قائداً يحمل كل مواصفات القيادة، وهو ما انعكس على الثورة التي قادها في إيران، فهي أعظم ثورة يمكن أن يحتذى بها على مستوى العالم.
** دور المرأة الإيرانية في إزدهار الثورة الإسلامية وإنتصارها
بلا شك ان المرأة الإيرانية كان لها دور كبير في إزدهار الثورة الإسلامية وانتصارها لأن المراة الإيرانية تميزت بالصفات العظيمة التي جعلت منها نموذج للمرأة التي تصنع الدور المشرّف في إزدهار ونهوض المجتمع من خلال ما تقدمه، وما تحمله من ثقافة مثلت الإسلام.
/انتهى/
تعليقك