وکالة مهر للأنباء _ فاطمة صالحي: صرح عضو كتلة التنمية و التحرير في البرلمان اللبناني وعضو المكتب السياسي في حركة أمل محمد نصرالله بأن الثورة الإسلامية في إيران أنشأت محورا جديدا ليس في المنطقة فحسب بل في كل العالم هدفه إجتماع قوى الخير في العالم لمنع فرض هيمنة كيان أو اكثر عليهم.
وفي حواره الخاص مع وکالة مهر للأنباء بمناسبة الذکری الـ42 لإنتصار الثورة الإسلامية في ايران وتأثيره علی التطورات الإقلیمية الحالية أکد محمد نصرالله بأن اثنان واربعون ربيعاً لولادة الثورة التي عبقت رائحة عطرها في المنطقة كلها وبالعالم أجمع، فاعطت نموذجا غير مألوف في عالم كان منقسما بين شرق وغرب فرفضت التبعية لأحدهما وقررت سلوك الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم، وهو الصراط الأصعب والمحفوف بالمخاطر الكبرى ولكنه الطريق الوحيد للاستقلال الحقيقي ولرفض التبعية لغير الله الواحد الجبار.
وتابع بأنه اليوم وبعد هذا العمر من الصمود في وجه قوى الشر في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميريكية، وبعد أن تمكنت الجمهورية الاسلامية في إيران من تحقيق التطور الهائل في معظم جوانب الحياة وأصبحت من الدول العشرة الاولى في العالم في مجالات علمية كالوصول إلى الفضاء الخارجي وتزيين السماء بأقمارها الإصطناعية وإعتماد التكنولوجيا الدقيقة وغيرها الكثير، كل ذلك رغم الحصار المفروض عليها منذ ولادتها ناهيك عن شتى أنواع الحروب التي شُنت عليها، فها هي اليوم تتحول إلى الدولة التي تقدم نموذجا بات المفكرون يدعون لتقليده، وكلنا نأمل بأن وتيرة التقدم في الجمهورية الإسلامية ستنمو شيئا فشيئا وبسرعات متعاظمة مع الأيام، وكلنا نأمل بأن الأثر الثوري الذي نفخت فيه روحها في واقع المنطقة سيؤتي ثماره بالقريب العاجل إن شاء الله.
من الطبيعي أن يكون للثورة الإسلامية علاقة عميقة مع حركات التحرر والمقاومة في المنطقة والعالم، لأن ذلك ينسجم مع الدعوات الأولى التي أطلقها الإمام الخميني(قدس) بأن هذة الثورة هي إسلامية العقيدة، فكيف تكون إسلامية ولا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم وكيف تكون إسلامية ولا تقف الى جانب الشعوب التي تضطهدها السياسة الأميركية لنهب ثرواتها.
وعن تأثير مبادئ الثورة الإسلامية في إنشاء ودعم المقاومة في المنطقة لمواجهة العدو الصهيوني قال نصرالله بأنه من الطبيعي أن يكون للثورة الإسلامية علاقة عميقة مع حركات التحرر والمقاومة في المنطقة والعالم، لأن ذلك ينسجم مع الدعوات الأولى التي أطلقها الإمام الخميني(قدس) بأن هذة الثورة هي إسلامية العقيدة، فكيف تكون إسلامية ولا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم وكيف تكون إسلامية ولا تقف الى جانب الشعوب التي تضطهدها السياسة الأميركية لنهب ثرواتها، وهكذا تكون الثورة صادقة فيما طرحت من مبادئ لا أن تكون استعمارا بديلا لاستعمار، بل تكون كما هي الآن تدعم الحركات المقاومة في سبيل الله.
وأضاف بأنه هذه الرؤية هي التي جعلت الأمام موسى الصدر من الوجوه البارزة في الثورة الإسلامية فعمل على التنظير للثورة قبل انتصارها مبشرا بقرب ولادتها لاسيما في المقالة الشهيرة التي نشرتها جريدة اللوموند الفرنسية بعد أيام قليلة من اخفائه وكان عنوانها "نداء الأنبياء" كما سعى إلى إدخال مفردات الثورة على حياة اللبنانيين والعرب عند إحيا المناسبات التي تتعلق بالثورة الإسلامية كذكرى اربعين الشهيد مصطفى الخميني وذكرى اسبوع الشهيد د. علي شريعتي وغيرها وغيرها.
وعن تقييم عملية إنشاء معسكر ومحور جديد في المنطقة بناءً على مبادئ الثورة الاسلامية أکد النائب اللبناني بأن ولادة محور جديد ليس في المنطقة فحسب بل في كل العالم، محور هدفه إجتماع قوى الخير في العالم لمنع فرض هيمنة كيان أو اكثر عليهم. وهذه كانت أمنية الامام موسى الصدر ، لا بل بامكاني اعتبارها نبوءة له وهو ولادة تجمع دولي لديه الاستعداد لذلك . إذن المنطلق العقائدي الواحد لدى الامام الخميني(قدس) وتلميذه الامام الصدر يصب في نفس البرنامج الذي يسعى لتحرير الانسان على مساحة العالم.
وعن مخاوف الدول الغربية من إنتصار الثورة الإسلامية في ايران و حياكة المؤامرات و فرض الحصار و العقوبات ضدها شدد نصرالله بأنه إعتادت الدول الإستعمارية أن تقسم الدول الضعيفة وشعوبها فتستحل ثرواتهم ودماءهم وتعمل فيهم تنكيلا حتى وصلنا بعد الحرب العالمية الثانية إلى اقتسام العالم بين كيانين مهيمنين على ثروات الشعوب، هما الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الاميريكية.
وأضاف بأنه جاءت الثورة الاسلامية في إيران لترفع شعار لاشرقية لاغربية، وكانت ايران قبل الثورة مثلها مثل سائر دول مستعمرة أمريكية منهوبة الثروات، فانتصرت واستقلت ومنعت أمريكا من الاستمرار في نهب شعبها وثرواته، خشي هؤلاء من انتقال العدوى فشنوا عليها كل مايستطيعون من مظالم تجسدت بالحصار المستمر من انطلاقتها والحروب العسكرية والأمنية والاقتصادية وفي كل المجالات، ولكن الثورة بحكمة قيادتها وصمود شعبها واستعداده لتقديم التضحيات الجسام من الشهيد الدکتور مصطفى شمران الى الشهيد قاسم سليماني ومابينهما، لكن ذلك لم ولن يثني الجمهورية عن المضي قدما باتجاه تحقيق الأهداف الانسانية والاخلاقية التي تحملها.
/انتهی/
تعليقك