وکالة مهر للأنباء _ علی اعتاب الذکری الواحد و الاربعین من استشهاد السید محمد باقر الصدر العالم الفذ الذي قتل جورا علی ید النظام البائد الصدامي نعید المقابلة التي اجریت مع الدکتور احمد محمد علي رئيس البنك الاسلامي للتنمية حول رؤیة الشهید الاقتصادیة التي لو تم تنفیذها لکان ثورة في اقتصاد البلدان الاسلامیة.
سؤال: كيف رأيتم ثورة الشهيد الصدر (رض) الاقتصادية، وأُريد أن أُسميها ثورة في العالم الاسلامي؟
في الحقيقة ان مآثر المرحوم الشهيد الصدر (رض) هي مآثر جديدة في شتى المجالات، التي يتعلق منها بالبنك الاسلامي للتنمية الذي أشرف بالعمل به هو جانب الاقتصاد الاسلامي وجانب الصيرفة الاسلامية، وهما من كتابات الشهيد محمد باقر الصدر، سواء كان ذلك في كتبه المشهورة او في رسالاته، الحقيقة كان له الأثر الكبير والسند للعمل المصرفي الاسلامي طوال ربع القرن الماضي. البنك الاسلامي للتنمية منذ نشأته كان قد قام باتصالات مع العلاّمة المرحوم، في احدى المناسبات كنت قد وجهت له دعوة للمشاركة في ندوة في أواخر السبعينات، حيث كنّا نبحث في كثير من الامور التي كانت تهم البنك الاسلامي للتنمية في ذلك الوقت، فكنت قد وجهت الدعوة لسماحته لزيارة البنك في هذا الوقت ولم يتمكن من زيارة البنك، فأناب عنه سماحة السيد محمود الهاشمي، وقد حضر نيابة عنه وشارك في تلك الاجتماعات، فالبنك الاسلامي استفاد من افكار وكتابات العلاّمة الشهيد الصدر رحمه الله.
سؤال: هل وقف كتاب اقتصادنا للشهيد (رض) أمام الاقتصاد الغربي، سواء كان الرأسمالي أو الاشتراكي؟
الحقيقة وكما يعلم الجميع وكل دارس لكتب ورسائل السيد الصدر ان الشهيد الصدر تصدى في كتاباته – كما هو معروف – لكلا النظريتين، سواء كانت النظرية الماركسية المادية او الرأسمالية وفنّد ما في هذه النظريتين من مثالب، وبيّن ميزة المنهج الاسلامي وما دار في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من مبادئ اقتصادية للمجتمع المسلم مبنية على التكافل وعلى الاخلاق، وكان هذا هو المنهج الذي يبيّن ويبرز مزاياه، ولا سيما في تلك الحقبة التي كان يهيمن فيها الاتجاه الماركسي والاتجاه الرأسمالي المادي، لقد كان له دور كبير جداً في تلك الحقبة من تاريخ أُمتنا العربية والاسلامية.
سؤال: باعتقادكم هل الشهيد الصدر (رض) أرسى قواعد هذه النظرية الاقتصادية بين نظريات اسلامية مماثلة لعلماء آخرين، وهل تميز الشهيد الصدر عن هؤلاء العلماء، وهل الحالة الميدانية حققت نسبة معينة من خلال مشروعكم؟
تميز العلاّمة الشهيد الصدر (رض) في طريقة العرض وأُسلوب المجادلة الموضوعية العلمية، حيث كانت لآرائه الجريئة تأثير في نشر كتاباته واهتمام المسلمين فيها.
استفاد العمل المصرفي الاسلامي استفادة كبيرة جداً، وكتاب اقتصادنا أَصبح هو مرجع الاقتصاد الاسلامي في جميع الجامعات تقريباً، سواء في العالم العربي أو الاسلامي أو خارج العالم الاسلامي، فتأثير هذا واضح للعيان ولا يحتاج الانسان ان يجادل فيه.
سؤال: لو سلمنا جدلاً ان النظرية الماركسية او النظرية الرأسمالية تلاشت بعد عقود قادمة، أين سيكون موقع النظرية الاسلامية وأين سيكون رأي الشهيد الصدر (رض) في هذه النظرية؟
الحقيقة نحن نتوقع مما شاهدناه خلال ربع القرن الماضي التطور الذي حدث بالنسبة للاقتصاد الاسلامي، والعمل المصرفي الاسلامي – إن شاء الله – خلال ربع القرن القادم نأمل أن يكون هناك انتشار اكثر لنظريات الاقتصاد الاسلامي وللعمل المصرفي الاسلامي، ولا شك ان كتابات العلاّمة الشهيد الصدر قامت بدور كبير جداً وستظل هذه الريادة كما سمعنا في مداخلات العلماء الاجلاّء أنّ الامام نفسه أوصى بأن ما تركه من مناهجه انها في البداية ولابدّ من الاستمرار بالعمل بذلك، وكما ذكرت اننا من اجل الحقيقة يجب ان نحافظ ونحيي ذكرى المرحوم الشهيد (رض) لابد ان نواصل العمل، ولذلك انا ادعو جميع التلاميذ والرواد ومحبي الامام ان يواصلوا ما بدأه ويكملوا هذا العمل حتى نستطيع ان نستكمل ما نحتاجه من تحاليل موضوعية لنظريات الاقتصاد الاسلامي والعمل المصرفي الاسلامي، بل ايضاً نستطيع أن نساير التطورات والمتغيرات واحتياجات الأُمة في هذا المجال في العقود المقبلة بإذن الله.
/انتهی/
المصدر: مرکز الابحاث والدراسات التخصصیة للشهید الصدر
تعليقك