وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: للأربعين من عمر حزب الله في لبنان احتفالية يُراد منها توثيق التاريخ المضيء والذاكرة الحيّة عبر استعادة المحطات البارزة في عمر المسيرة الثورية المستمرّة والتي تنمو في تراب العزّ المشبع بالدماء، فـ{مَا كَانَ لله يَنْمُو}.
تحت عنوان "الأربعون ربيعاً"، يتشارك أهل المقاومة مشاعرهم، وحكاياتهم، وشهاداتهم، وقد صار كلّ منهم شاهداً وشريكاً في زمن الإنتصارات التي تحقّقت، وتلك التي في طور التحقّق، ولأن المقاومة فعل مقترن بالوفاء... لا يمكن لأهلها إلّا أن يحدقوا بقلوبهم ناحية الجمهورية الإسلامية في إيران في كل مرة يمرّ في خاطرهم أو في كلامهم ذكر المآثر والظروف والمحطات التي مرّت بها المسيرة المنتصرة والتي بلغت الآن أربعينها.
وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب "ابراهيم الموسوي"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** لم يقتصر الاحتفاء بمناسبة "الاربعون ربيعا" على المقاومة بل احتفت بهذه المناسبة قلوب ملايين المحبين، وملايين المؤمنين بالمقاومة... ولكن بالنسبة لكم لماذا الاربعون؟ وما هي اهم العبر التي يمكن الوقوف عندها امام هذه الذكرى في ضوء تراكم التجربة وحجم الانجازات؟
المقاومة هي لغة الفطرة، هي لغة الطبيعة، هي رد الفعل الطبيعي والفطري الذي وضعه الله في كل الكائنات عندما تتعرض لأي خطر، وبالتالي المقاومة بهذا المعني هي دليل حياة ودليل بقاء ونماء، ودليل قوة وتمسك بالحق في وجه الظلم والطغيان...
لماذا الاربعون؟... الاربعون هو رقم له قداسته، له فرادته، له تميزه، له استثنائه، عندما بعث اعظم خلق الله اجمعين في الاولين والآخرين محمد (ص) كان عمره اربعين عاما، في القرآن الكريم نقرأ ﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ اي عندما بلغ اربعين عاماً قال: ﴿رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾، صدق الله العظيم...
الأربعون، الإمام الخميني (قده) ألف كتابا "الأربعون حديثا" يقال ان هناك حديثا يقول ان من صام أربعين يوماً، أو من صمت أربعين يوماً أخرى الله الحكمة على لسانه، وفجر ينابيع الحكمة في قلبه واجراها على لسانه.
موسى (ع) وعد ربه أربعين يوماً ايضا، اذن الاربعون هي محطة أساسية وفاصلة في اعمار الناس والامم، من هنا لها قدسيتها الحقيقية التي يجب ان نلتفت اليها... حزب الله بلغ الأربعين عاما وهو في أوج شبابه قابلا للتجدد، بسبب انه اضحى تيارا واسعا نهرا دافقا جارفا، ينبض بالحياة وبالوجدان، وبمحبة الناس...
من هنا استطيع ان اقول ان هناك عبر عديدة يمكن ان استخلصها:
- العبرة الاولى؛ تتعلق بالارادة وبالعزم.
- العبرة الثانية؛ تتعلق بالتوكل على الله، والايمان والثقة بالشعب.
- العبرة الثالثة؛ تتعلق بالولاء والوفاء للقيادة الحكيمة والمسددة.
- العبرة الرابعة؛ انه عندما يكون هناك تصميم لدى الانسان يستطيع ان يصل الى كل ما يريد ان يصل اليه على المستوى الفردي، فكيف على مستوى الامة عندما تغدو على قلب رجل واحد..
اهمية هذا الاحتفال في الاربعين، واهمية انه لم يقتصر على المقاومة كتنظيم، وانما على محبي واهل وعشاق المقاومة من المسلمين والعرب، والمسيحيين، وكل الشرفاء والاحرار في كل انحاء العالم، لان هذه المقاومة استطاعت ان تقدم مثالا حيا، تجسيدا عمليا، نموذجا نابضا بالحياة ومشرقا بالأمل وبالنصر دائما.
** من تنظيم عسكري مقاوم صغير الى تيار جارف اثبت حضوره لبنانيا واقليميا بل ودوليا... ما هي الافاق التي فتحتها هذه التجربة المميزة في المقاومة على صعيد ازمات المنطقة وامال الشعوب في استعادة حقوقها السليبة في فلسطين وفي ما يخص التحرر والسيادة الحقيقية؟
تحضرني الاية الكريمة كجواب على هذا السؤال: ﴿مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾، حزب الله هو فكرة الهية، هو بذرة الهية، وقد تجسدت بالامام الخميني(قده) هذا العبد الصالح الذي كان له الاثر الكبير في ولادة حزب الله والى ما وصل اليه.
تحوله الى تيار جارف هذا دليل حقيقي وبرهان ساطع على احقية وحقانية هذه القضية، هذا دليل وبرهان ساطع على اهمية الفكر، وعلى اهمية الالتزام والايمان بالله سبحانه وتعالى والتوكل عليه.
اليوم حزب الله من خلال تراكم كل هذه الخبرة السياسية والعسكرية، من خلال كل هذا الاتساع وتحوله الى تيار جارف، والى تيار سياسي وعسكري له حضوره بكل الميادين، تحول الى فكرة عابرة للحدود وللاماكن، وتحول الى انموذج يحتذى، وقدوة لكل الثوار، لدى كل الاحرار والشرفاء مسلمين وغير مسلمين، بالاخص العرب والمسلمين حقيقة...
هذا التحول ليكون نموذجا عالميا يحتذى دليل على ان هناك رجال حقيقيون، رجال يقفون خلف الحزب، يوصلون ليلهم بنهارهم، قد اعاروا جماجمهم لله، قد وتدوا اقدامهم في الارض، وقد رموا انظارهم في اقصى القوم، هذا دليل حقيقي على الالتزام، دليل حقيقي على الحق والعدل، من هنا عندما نتكلم عن مقاومة الظلم والمنكر واحقاق الحق وازهاق الباطل، نحن نتحدث عن فكرة الهية، عن تجسيد حقيقي لفكرة الهية هذا هو حزب الله.
من هنا ارغب بالقول سيبقى حزب الله هو الامثولة وهو المنارة وهو النبراس، وهو الفكرة، وهو الشعلة التي ستتداولها وستراكم عليها الاجيال تجاربها لتتحول الى تيار جارف اكبر واكبر على المستوى العالمي، الى نموذج وفكرة تحتذى في كل زمان ومكان، الى بناء المعادلات الاستراتيجية الكبرى.
اذا ثورة الامام الحسين (ع) اثبتت معادلة خارج كل منطق بشري، خارج كل منطق مادي، وفي داخل وجوهر كل منطق الهي متعالي سامي، اثبتت انتصار الدم على السيف... مقاومتنا اثبتت انتصار العين على المخرز وعلى مخارز كثيرة: مخرز الاسرائيليين والتكفيريين، ومخرز الاميركيين، والحصار والتجويع،.. فهذه من بركات الثورة الحسينية، فكل ما لدينا هو من بركات عاشوراء وكربلاء كما يقول الامام الخميني(قده)...
حزب الله المقاومة الاسلامية بما هو فرع من هذه الشجرة المباركة الممتدة منذ زمن رسول الله (ص) تؤتي اكلها في كل زمن ان شاء الله، وهي تثبت وتجسد بالملموس انها غدت فكرة لا تقاوم، غدت فكرة عابرة للحدود والمناطق، وغزت كل القلوب والارواح...
بالتالي عندما يتحول هذا النموذج الى تجسيد عملي لكل هذه القيم والمثل يصبح امثولة ويصبح قدوة، سوف بتم الالتزام بها والتمسك بها في كل الاقطار وفي كل الازمنة، وهي بالتأكيد سوف تفتح المجال لتحرير فلسطين وللمزيد من العزة والكرامة للامة العربية والاسلامية، ولمساندة كل قوى التحرر وكل الشرفاء والاحرار في كل انحاء العالم.
** المقاومة الاسلامية تخوض اليوم نيابة عن الامة كلها، ومعها احرار الامة ومناضلوها، معركة الغزو الثقافي وحرب التيئيس وتشويه العقيدة ومقدسات الامة... ما هي برامج المقاومة لخوض المعركة الثقافية مع الغرب المتصهين؟ وكيف تنظرون اليها؟
المقاومة تخوض بالنيابة عن الامة كلها مواجهة الغزو الثقافي وحرب التيأيس وتوهين المقدس... المقاومة لديها برامج متنوعة، وامكانيات متنوعة، ومؤسسات متنوعة مع الغرب المتصهين، ومع الغطرسة الامبريالية الاستعمارية العالمية، هذه المعركة هي معركة مقدسة وعظيمة ومهمة، والاهم فبها انه يستطيع ان ينخرط بها الجميع، وهنا نتحدث عن امر بالغ الاهمية اشار اليه السيد القائد الخامنائي وهو جهاد التبيين.
جهاد التبيين يمكن كل انسان بحسب امكاناته وفي موقعه اينما كان، سواء اكان الموضوع يتعلق بالاسرة وبربة العائلة، رب الاسرة، كل ما نستطيع ان نصل اليه ونتحدث معه، ونثبت إيمانه وعقيدته، او نبين له حجم المكائد والدسائس وحجم التضليل والبروباغندا السوداء التي يقوم بها الغرب من اجل ان يوهن الدين والمقدس، من اجل ان يسلخ هذه الامة عن كل مقوماتها الثقافية، عن حضارتها، عن نهجها الاسلامي المحمدي الاصيل، كل من يستطيع ان يقوم بهذا عليه ان يقوم به بكل ساح وفي كل مكان وفي كل وقت...
لذلك المقاومة قد لا تمتلك وسائل اعلام ضخمة وميزانيات ضخمة..
** لعلها لم تكن صدفة ان يتزامن اختتام احتفالات "الاربعون ربيعاً" مع حدثين اسسا لتغيرات جذرية في مشهد الصراع في المنطقة؛ وهما "انتصار تموز" و"تحرير القصير" ومن ثم القضاء على الارهاب على الحدود اللبنانية السورية... ما هي النتائج الاستراتيجية لهذه الانتصارات؟
لقد تزامن حدث الاربعون ربيعا مع ذكرى انتصار تموز الالهي 2006، والنصر على التكفيريين في الجرود بعام 2017، هذا التزامن من قبيل الصدفة المحببة والتقاطع العظيم ما بين احداث كبيرة خاضها حزب الله وخاضتها المقاومة الاسلامية ضد العدو التكفيري، وضد العدو الصهيوني اللذان يشكلان وجهان لعملة واحدة.
وبالتالي نحن امام احداث جسيمة ومهولة استطاعت المقاومة الاسلامية بفضل تضحياتها الجسيمة، بفضل شجاعتها وبسالة مقاتليها، بفضل وفائهم وولائهم، بفضل البيئة الحاضنة، بفضل وجود معادلة الجيش والشعب والمقاومة، بفضل القيادة المسددة والبصيرة الثاقبة، وبصبر اهلنا استطعنا ان نجتاز كل هذه العقبات، وكل هذه الازمات العظيمة الجسيمة، وكل هذه الحروب الضخمة التي كان ينتظر العدو من خلالها ان ينهي المقاومة، وان ينهي شعب المقاومة سواء في تموز 2006، او من خلال التكفيريين...
امام جسامة وعظمة واهمية هذه الانتصارات الاستثنائية، الانتصارات الالهية التي تتمتع بفرادة عظيمة... امام كل هذا لا نستطيع الا ان نقف ونقول ان حزب الله قد قدم خلال الاربعين عاما هذا النموذج الهائل في التضحية، هذا النموذج الهائل في البسالة والشجاعة النادرة، في الوفاء لشعبه ووطنه وأهله، في الحماية وفي الردع، وفي القدرة على اجتراح النصر بشكل فريد وعظيم واستثنائي، بسبب ولاء هذه البيئة الحاضنة، بسبب التفاف الشعب من حوله، وبالتالي نحن امام معادلة عظيمة جدا ومتحددة وولادة، دائما تستطيع المقاومة من خلالها ان تقدم الانتصارات والانجازات التي هي صنو المعجزات.
** ليس خافيا ان الوضع على الحدود اللبنانية مع الكيان المؤقت يمر بمرحلة دقيقة وحساسة... والجميع يتساءلون: هل نحن امام حرب جديدة؟ فما هي الاحتمالات على صعيد ترسيم الحدود البحرية واجبار العدو على التسليم بحقوق لبنان في ثروته البحرية؟
على المستوى الشخصي لا اعتقد اننا امام حرب جديدة وان تكن المقاومة على اتم الجهوزية والاستعداد والحضور في الميدان، والتخطيط والاسناد ومراقبة العدو واعداد العدة والعدد، من اجل ضمان الانتصار على اي عملية قد يقوم بها العدو، ما استطيع ان اقوله ان القرار هو عند العدو الإسرائيلي اذا كان سيسلم بحقوق لبنان، واعتقد بأنه سيسلم صاغرا ومذعنا لان المعادلة اصبحت اكبر منه بكثير.
هذه المقاومة تستطيع ان تكلف العدو اكلافا باهظة، والخسارة التي ستترتب على اي حماقة اسرائيلية ضد لبنان، وعدم التسليم بحقه في التنقيب عن ثرواته النفطية والغازية
هذه المقاومة تستطيع ان تكلف العدو اكلافا باهظة، والخسارة التي ستترتب على اي حماقة اسرائيلية ضد لبنان، وعدم التسليم بحقه في التنقيب عن ثرواته النفطية والغازية، اي اكلاف سيكون هناك اختلال في ميزان المخاطر بين لبنان واسرائيل، طبعا لمصلحة لبنان، لان اي خسارة اي حرب ستكون قاسية وستكون قوية، ولكن كلفتها على العدو الاسرائيلي وبكل المستويات ستكون اضعاف مضاعفة.
نحن ليس لدينا الكثير لنخسره، والعدو يضعنا امام معادلة التجويع والحصار والخنق والتضييق، ومنعنا من استخراج ثرواتنا، كما كانت المقاومة على اجتراح معادلة الحماية، معادلة الردع، معادلة توازن الرعب، معادلة النصر، فهي الان ايضا تتجه بقوة وبحسم وبحزم، وبعزيمة وبإرادة وببصيرة وقوة مطلقة على ان تحقق معادلة جديدة بالحفاظ على ثروات لبنان وتمكينه من استخراجها من اجل انقاذ الشعب اللبناني من الازمة الكارثية التي وصل اليها بسبب الفساد الذي يرعاه الاميركيون بدرجة من الدرجات، وهناك من يمثل هؤلاء في اكثر من مكان، وايضا بسبب الحصار والخنق والتضييق، ومنع الاصدقاء من مد يد المساعدة للبنان سواء اكانوا في ايران او في سوريا او في روسيا، الصين او في اي مكان آخر...
كان سبق لسماحة الامين العام حفظه الله ورعاه واعزه ونصره انه قال قد تكون الحرب مع العدو الاسرائيلي هذه المرة اسهل، والحرب ضد الفساد قد تكون اصعب بألفي مرة من الحرب ضد العدو الاسرائيلي، حزب الله يذهب مباشرة لمواجهة اي خطر يحدق بلبنان، الساحة اللبنانية الداخلية السياسية ساحة معقدة ومتشابكة طائفية مذهبية منقسمة على ذاتها عاموديا، واي محاولة للمس برموز الفساد في لبنان تستنفر الطوائف والمذاهب وتضعنا امام اختلال بالسلم الاهلي والامن الاجتماعي وما الى ذلك...
حزب الله قدم ملفات ضخمة وكبيرة ودامغة للقضاء ليتحرك، وأنشأ ملفا لمكافحة الفساد، حزب الله لا يريد ان يحل محل الدولة، ولم يقدم نفسه يوما لا في مناطقه ولا في احيائه ولا في اي مكان كبديل للدولة، ولكن كمساند وكمساعد
بالتالي حزب الله قدم ملفات ضخمة وكبيرة ودامغة للقضاء ليتحرك، وأنشأ ملفا لمكافحة الفساد، حزب الله لا يريد ان يحل محل الدولة، ولم يقدم نفسه يوما لا في مناطقه ولا في احيائه ولا في اي مكان كبديل للدولة، ولكن كمساند وكمساعد، وهو يريد الدولة القوية والعادلة بين كل ابنائه...
من هنا عندما يذهب حزب الله للمواجهة المباشرة لانه يعلم ان اصل الشر في لبنان، اصل كل هذه المفاسد، واصل كل هذه الازمات، هو الدعم الاميركي المطلق للعدو الاسرائيلي، هذا العدو الذي حاول سلب وطننا ككل في اجتياح 1982، الذي حاول سلب تربتنا ثرواتنا المائية، ويريد ان يمنعنا من استخراج نفطنا وغازنا...
نعم ان مبادرة حزب الله لوضع المعادلة الجديدة هي الاطار الصحيح، وهي البوصلة الحقيقية التي سنهتدي في سبيلها لانقاذ لبنان من ازماته الاقتصادية والمعيشية والنقدية، اعتقد اننا بكل صراحة امام تسجيل نصر كبير وعظيم اقتصادي واجتماعي ومالي في الايام المقبلة بفضل المقاومة، وبفضل المعادلات التي صنعتها المقاومة...
** لماذا ذهب حزب الله الى المواجهة المباشرة مع كيان الاحتلال والوسيط الاميركي؟ وهل يمكن ان توضحوا لنا الصلة بين تحرير الموارد والثروات اللبنانية والازمة الداخلية التي يعاني منها اللبنانيون؟ وهل تحرير ثروات لبنان سيترافق مع خطتكم لمحاربة الفساد واعادة بناء الدولة اللبنانية؟
طبعا محاربة الفساد يجب ان تقوم به الدولة ومرافقها ككل والقضاء، وان يلتفت حولها السواد الاعظم اللبناني، لكن الانقسامات المذهبية والطائفية والتبعية السياسية، ومحاولات الاستكبار الغربي والاميركي لخنق وتضييق الحصار على لبنان يساعد على تقوية الفاسدين الذين يستندون الى هذا الدعم الاميركي...
لبنان تكلف كثيرا بسبب وجود الاخوة اللاجئين الفلسطينين على ارضه، تكلف كثيرا كثيرا بوجود النازحين السوريين على أرضه، الذي يمنع هؤلاء هو الولايات المتحدة الاميركية التي تدعم اسرائيل، الولايات المتحدة الاميركية والغرب الذي يحاول بمؤامرة ودسائس ومكائد وخنق، يحاول ادماج النازحين السوريين في الداخل اللبناني، ومحاولات تجنيسهم، هذا سلوك اعداء، نحن لا نعتبرهم كذلك، ولكن هذا سلوك له شروط معادية لمصلحة اللبنانيين، ونحن ننتظر منهم ان يعوضوا على لبنان نتيجة ما تكلفه من اكلاف باهظة نتيجة استضافة اهلنا من النازحين السوريين...
بالتالي هذا السلوك ليس سلوكا مقبولا، واذا كانوا بهذا الكرم وبهذه الانسانية فليستقبلوا النازحين على ارضهم، او على الاقل ليأخذوا عددا منهم، لم يعان بلد كما عانى لبنان بالتناسب مع عدد شعبه وعدد النازحين واللاجئين على ارضه، وهذا قد سرع من تعميق وتفاقم الازمة الداخلية، محاربة الفساد، تحرير الثروات النفطية والغازية، واستثمارها واستخراجها والتنقيب عنها وبيعها، هو السبيل الوحيد الان لانقاذ لبنان من ازمته الكارثية...
وبالطبع يجب على الدولة وعلى الشعب وعلى الاحزاب وكل القوى، والطوائف والمذاهب وعلى كل القيادات، وكل الشرفاء ان يدعموا حزب الله الذي يقدم مرة جديدة نموذجا للخلاص والانقاذ للبنان ككل ولشعب لبنان ككل...
/انتهى/
تعليقك