وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، في فلسطين، وليد القططي، قال في مستهل الكلمة التي ألقاها خلال حفل تأبين سليماني: "نلتقي اليوم في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري للجمهورية الإسلامية في إيران وشهيد القدس القائد الراحل قاسم سليماني وإخوانه المجاهدين الإيرانيين والعراقيين في محور المقاومة"، مبيناً أن الشهيد سليماني هو من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
وأوضح القططي أن الشهيد سليماني ارتقى في معركة ممتدة وصراع طويل بين حق الأمة في الاستقلال والوحدة والتنمية والحرية والكرامة، وباطل المشروع الاستعماري الغربي الذي يريد للأمة التبعية والتجزئة والتخلف والعبودية والمهانة.
وأشار إلى أن الباطل الصهيو-أمريكي أراد أن يغيب سليماني عن دوره في فلسطين، مؤكداً أن الصهاينة والامريكان خابوا وخسروا في حساباتهم وأوهامهم، لأن سليماني نهج حاضر في فلسطين وفي كل مكان تحدث فيه مواجهه بين الثوار وفي كل زمان يحدث فيه صراع بين الحق والباطل.
وشدد عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي أن حضور فلسطين في قلب إيران الثورة والجمهورية هو السبب الحقيقي لاغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني قائد فيلق القدس المكلف بمقاومة الكيان الصهيوني والاستعمار الأمريكي، وبدعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح والخبرات.
وتابع بالقول: إن الشهيد قاسم سليماني كان رمزاً لحضور فلسطين في قلب إيران ورأس حربه في صدر الكيان الصهيوني والاستعمار الأمريكي.
وبين القططي أن قاسم سليماني أكد على ذلك في إحدى رسائله لقادة المقاومة الفلسطينية.
وتلا الدكتور القططي فقرات من رسالة سليماني لقادة المقاومة الفلسطينية التي جاء فيها: "طمئنوا الجميع أن إيران الإسلامية لم تترك فلسطين وحيدة مهما تعاظمت عليها الضغوط واستحكم عليها الحصار، فالدفاع عن فلسطين هو المصداق الحقيقي للدفاع عن الإسلام والقرآن، إن شاء الله سيكون فجر النصر قريب بعونه تعالى و أجراس موت الصهاينة الغزاة ستقرع"
وكشف الدكتور القططي أنه التقى بالقائد سليماني برفقة عدد من المجاهدين، ومن أكثر العبارات التي رددها سليماني في هذا اللقاء: "نحن في خدمتكم، وكل مقدراتنا وامكانياتنا تحت تصرفكم، ونحن جنود في معركة التحرير القدس وفلسطين ونحن مع فلسطين وقضيتها وشعبها ومقاوميها".
وأضح القططي أن موقف سليماني ليس غريباً على رجل نشأ في رحاب ثورة وجمهورية قائدها ومرشدها الأول الإمام الثائر آية الله الخميني- رحمه الله.
واستعرض القططي في كلمته عدداً من مواقف الإمام الخميني تجاه فلسطين، حيث أفتى قبل انتصار الثورة بتحريم التعامل مع الكيان الصهيوني ووجوب دعم المجاهدين الفلسطينيين بالمال والسلاح.
ولفت إلى أن الإمام الخميني اتخذ من علاقة النظام الملكي البائد مع الكيان الصهيوني سبباً لنزع شرعيته، كما دعا لأن تكون فلسطين قضيه المسلمين الأولى.
ومن بين مواقف الإمام الخميني التي اتخذها بعد انتصار الثورة وإقامة الجمهورية الإسلامية أنه رفع شعار "اليوم ايران وغدا فلسطين ونادى بإزالة "إسرائيل" من الوجود كواجب شرعي على كل الأمة.
وأبدع الإمام الخميني يوم القدس العالمي وأدخل فلسطين في صلب مشروعية الثورة والدولة ومحدداً لسياسة إيران الخارجية وأمنها القومي وسار على نفس الدرب قائد الثورة الإمام علي خامنئي – حفظه الله-.
وأكد القططي أن السياسة الثابتة لإيران كانت سبباً أغاظ أمريكا التي سفكت دم الشهيد قاسم سليماني وأصبح دمه فاصلاً بين نهجين نهج مقاوم ونهج مساوم.
وبين أن النهج المقاوم يضبط ساعته بتوقيت القدس فلسطين ويوجه بوصلته نحو القدس وفلسطين، أما النهج المساوم يضبط ساعته بتوقيت "أورشليم واشنطن" ويوجه بوصلته في كل الاتجاهات بعد القدس وفلسطين.
ودعا القططي إلى لترسيخ العلاقة بكل الأمة العربية والإسلامية وتلقي الدعم من كل الأمة مهما كان نوعه وحجمه.
وأكد على أن محدد العلاقة بالأمه هو فلسطين، فبقدر اقتراب مكونات الأمة من فلسطين نقترب منهم وبقدر ابتعادهم عنها نبتعد عنها، وأن محدد العلاقة الأخرى هو الكيان الصهيوني بقدر الاقتراب منه بالاعتراف والتطبيع والتحالف يكون ابتعادنا وبقدر الابتعاد عنه بعدم الاعتراف والمقاطعة والمقاومة يكون اقترابنا.
وشدد على أن العلاقة بالأمة تصب في اتجاه توحيد طاقات الأمة وشعوبها باتجاه مشروع تحرير فلسطين بعيداً عن الصراعات الجانبية التي تزيد من خلافاتها وتفرقها.
وأكد القططي على أن زوال "إسرائيل" حقيقة بموجب وعد الآخرة بالفعل البشري المقاوم بعيداً عن وهم الانتظار على رصيف التاريخ.
وطالب القططي بالعودة إلى هدف التحرير الكامل لأرض فلسطين بعيداً عن وهم الحالمين بالدولة الفلسطينية المستقلة إلى جانب الكيان الصهيوني.
ودعا إلى إنجاز الوحدة الفلسطينية من بوابة مشروع المقاومة والتحرير.
ودعا إلى التركيز على مشروع تحرير فلسطين كهدف وطني بعيداً عن وهم تقديس الأطر والمسميات التي فرغت من مضامينها وأهدافها الوطنية.
/انتهى/
تعليقك