٠٢‏/٠٨‏/٢٠٢٣، ١٢:٠٥ م

محلل سياسي لـ"مهر":

معركة الدفاع عن القرآن هي معركة الدفاع عن الحق/ الاسلاموفوبيا لها اهداف ذات طابع استعماري وعنصري

معركة الدفاع عن القرآن هي معركة الدفاع عن الحق/ الاسلاموفوبيا لها اهداف ذات طابع استعماري وعنصري

قال المحلل السياسي الدكتور طراد حمادة، ان معركة الدفاع عن القران هي معركة الدفاع عن الحق في وجه الباطل والظلم والضلال في هذا العالم، واكد ان الحرية الانسانية الحقيقية تتجلى في حفظ القران والدفاع عنه...

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: شهد العالم الإسلامي عبر تاريخه الطويل والممتد حروب واسعة.. في مختلف المجالات.. ذهب بعضها واندثر أكثرها.. وبقيت المعركة االقائمة والتي ما تزال آثارها قائما إلى يومنا هذا هي "المعركة الفكرية". كان الغزو الفكري على الثقافة الإسلامية في السابق له شكل محدد ومنهج معين.. ينطلق من دراسة الشرق عموما والإسلام خصوصا...

أما اليوم فنحن نشهد حربا على الإسلام أشد هدما.. وأكثر فتكا.. وأقوى أثرا.. بل إن أثرها أشد عمقا من كل الحروب التي مضت سواء العسكرية أو السياسية.. إنها الحرب على الإسلام والقرآن، كان الغزو الفكري في السابق له منهج محدد يهاجم الإسلام صراحة وعلنا دون استحياء أو وجل...

مرةً أخرى، تعود إلى المشهد من جديد جرائم الاعتداء على القرآن الكريم في دول أوروبية، ومرة أخرى تقفز إلى الساحات الرسمية والشعبية مطالبات واسعة بمنع التعرض للمقدسات الاسلامية وتجريمها... ولا تزال ردود الفعل المستنكرة والغاضبة تتوالى إزاء حرق نسخ من المصحف في السويد، لا سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي...

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الوزير السابق والكاتب والمحلل السياسي الدكتور "طراد حمادة"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:

** يتحدث البعض عن حرب ثقافية يشنها الغرب على شعوب العالم.. لتعزيز هيمنته وامبراطوريته تحت مسمى المجتمع الدولي الذي يتحكم بمؤسساته.. هل ترون ان هذه الحرب حقيقة لها مصاديقها العملية ام انها جزء من نظرية المؤامرة التي يفتعلها المثقفون لتبرير حالة العجز والفشل امام التطور السياسي والعلمي والتقني في الغرب؟

حين كتب الشاعر الالماني "غوته" مسرحيته الرائعة "فاوست" كان يقصد فيها العقل الغربي المسيحي، وجعل الله سبحانه يقبل الرهان في صراع فاوست مع الشيطان الذي عمد الى اغوائه، والى السيطرة عليه رغم احتقاره له وشدة عداوة الشيطان للانسان، وبصرف عن نتيجة الصراع فان الثقافة الغربية تعيش منذ الربع الاخير من القرن العشرين ازمة عميقة في النمو الفاوستي الذي توحي به...

ان الانموذج الفاوستي ولد مما يسمى عصر النهضة الغربية التي لم تكن ظاهرة ثقافية وحسب بل ايضا مولد الراسمالية والاستعمار المواكبين كما يعبر الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي في كتابه "حوار الحضارات" يقول غارودي ان فاوست هو الرمز الماساوي للثقافة الغربية، ومنذ القرن السادس عشر حدد كريستوفر مالرو في التاريخ المفجع للدكتور فاوست شعار الحضارة الجديدة: بدماغك القوي يا فاوست صر الها سيد العناصر كافة وربها...

الثورة الاسلامية المباركة التي قادها الامام الخميني قده منعت قيام نظام احادي في ادارة العالم...

وهذا الشعار قد سبق بنصف قرن وعد الفيلسوف "رينيه ديكارت" بعلم يجعلنا سادة الطبيعة ومالكيها ادت صراعات الراسمالية ورغبتها في الصراع على العالم الى نشوب حربين عالميتين، والى استخدام سلاح القنبلة الذرية، والى اقتسام النفوذ في العالم بين معسكرين ثم حصل انهيار احدهما وحسب الاخر ان العالم اصبح تحت سيطرته وانه وصل الى نهاية التاريخ، والانسان الاخير حسب فوكوياما لكن هذا المسار اصطدم بقيام قوة مناهضة لهذه السيطرة تمثلت في الثورة الاسلامية المباركة التي قادها الامام الخميني قده والتي منعت قيام نظام احادي في ادارة العالم، وسمحت لدول كبرى مثل روسيا والصين في التقاط انفاسها...

وجرت حروب عديدة في مواجهة الجمهورية الاسلامية؛ كل انواع الحروب وابرزها حرب الثقافة والوعي والسيطرة على انماط الحياة والسلوك واخلاق الشخصية الانسانية والاجتماع الانساني ودعى هينغتون صراحة الى صراع الحضارات وقال ان الحرب القادمة ستكون مع الحضارة الاسلامية، فيما كان المسلمون يدعون الى المقاومة والممانعة والى الحوار والتلاقي والتفاهم والتقارب بين الامم والشعوب والى ادارة مشتركة لعالم واحد نعيش فيه جميعا في دورة ادم الراهنة..

المسلمون يدعون الى الحوار والتلاقي والتفاهم والتقارب بين الامم والشعوب والى ادارة مشتركة لعالم واحد...

يبرز الصراع الثقافي من خلال غزو العالم الاسلامي ثقافيا مقدمة للغزو العسكري في الحرب واجتمعت اشكال حروب عدة في ميدان مواجهة واحد؛ من الحرب الساخنة الى الحرب الناعمة، الى الحرب الاقتصادية والسياسية الى الفكرية والثقافية... ونحن نعيش في كل هذه المجالات حربا حقيقيا، و ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ﴾ لكن في هذه الحرب سلاحنا الاسلام والقران والسنة والعترة الطاهرة، والمواجهة والممانعة، والتبليغ والتبيين...

** الحرب الثقافية او الحرب على الوعي هل هما مفهوم واحد؟ ولماذا نجد ان الاسلام كدين وثقافة مستهدف بهذه الحرب اكثر من غيره من الاديان والثقافات العالمية الاخرى في هذه المرحلة.. بدءا من المستوى النظري لبعض المفكرين الاميركيين وانتهاء بالممارسات الشعبوية والاعلامية التي تدعمها الحكومات مثل حرق القرآن او الصور المسيئة؟ كيف يشكل الاسلام خطرا على الغرب؟

يقول الامام الخامنئي (دام ظله) في وصف هذه الحرب يسعى الاعداء في بياناتهم وتصريحاتهم واعلامهم وفي اذاعاتهم الى اظهار ضعف موقف الجمهورية الاسلامية لكن احملوا كل ما تسمعونه من العدو على اساس العداوة... حسنا فالساحة ساحة حرب لم يكن هذا الموقف الصريح الا نتاج تحليل وتدبر لما يحصل في ساحة الحرب الثقافية.. حسنا الساحة ساحة حرب يقول سماحة السيد القائد وكنت منذ اكثر من ثلاث عقود في زيارة الى طهران ويومها كانت حملات الاذاعات تلهب ليل طهران الدامي، نعم كان الاعلام الغربي يقود حربا حقيقة ضد الجمهورية الاسلامية، فيما سمي يومها بالعمل على الغزو الثقافي نحن الان في مواجهة حقيقة بعدما فشل الغزو العسكري وتراجع الغزو الثقافي...

الاعلام الغربي يقود حربا حقيقة ضد الجمهورية الاسلامية...

تاخذ المواجهة في ميدان الثقافة جولات اخرى تتمثل فيما نشهده اليوم من حملات عدائية على الاسلام والنبي (ص) وعلى القران الكريم كتاب الله الذي جعل هدى للناس... وفيه سعادة الانسان من عقيدة وخلق وتشريع وكتاب الوجود فيه تتحصل كل الحقائق وكما جاء فيه ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ اوحاه الله الى رسوله ليخرج الناس من الظلمات الى النور وما ارسلناك الا كافة للناس ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾، صدق الله العظيم...

وكتاب الله كما يقول الرسول في وصاة له رواها الامام علي بن ابي طالب (ع):" عليكم بكتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم من اتبع الهدى في غيره اضله الله ومن دعا اليه هدى الى صراط مستقيم".. هذا القران يتعرض للحرق وللتدنيس في ساحات عواصم بلدان تحت اعين سلطاتها وبعنوان الحريات؛ كيف يكون ذلك؟، وما هدف هذا العدوان؟، وكيف يمكن وصفه ومواجهته الا في القران المحفوظ نفسه وفي دورنا في الدفاع عنه؟... والقران اعظم تجل للاسلام وهو الفرقان بين الحق والباطل، وعليه ان معركة الدفاع عن القران هي معركة الدفاع عن الحق في وجه الباطل والظلم والضلال في هذا العالم، والحرية الانسانية الحقيقية تتجلى في حفظ القران والدفاع عنه...

معركة الدفاع عن القران هي معركة الدفاع عن الحق في وجه الباطل والظلم والضلال في هذا العالم، والحرية الانسانية الحقيقية تتجلى في حفظ القران والدفاع عنه...

يحصل ان حركات يمينية متشددة تصل الى السلطة في بعض البلدان، وتمثل في سلوكها وسياساتها خطر حقيقي على السلام والامن الدوليين، وتكشف عن نفسها في موقفها من القران لانه الفرقان بين الحق والباطل وواجب الانسانية الدفاع عن الوحي اتمام الدين وكمال الوحي الالهي...

ذكرت ان النظام العالمي الراسمالي انتهى الى نشوب الحروب العالمية وعقل فاوست سقط في صراعه مع الشيطان رغم ان الانسان غالب للشيطان، لكن استحوذ عليه فعل السيطرة والهيمنة، وادارة العالم كانت تسير في دورات متصلة من الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الاخلاقية والامنية، عالم يملؤه الظلم والجور؛ ولكن يوجد فيه حراك قوي للقسط والعدل في صراع مستمر بين الانسان والشيطان في دورة ادم منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران اصبح الاسلام مشاركا من موقع القوة في السياسة الدولية، وكان نظام العولمة وحركة الافكار وسرعة انتقالها قد بلغ درجة جعلت من العالم قرية صغيرة كما يقال حركة الافكار والسياسات، حركة سريعة متداولة بين القارات، وقاعدة التعارف والتعاون على البر والتقوي قاعدة اسلامية...

منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران اصبح الاسلام مشاركا من موقع القوة في السياسة الدولية...

نحن مسؤولون في هذا العالم نعيش فيه امام الله في الاخوة كما امام الخلق والناس في الدنيا، حركة انتصار الاسلام قوية في كل القارات، والفكر الاسلامي وعناصر القوة في دار الاسلام عظيمة الشان لذلك نشات حركات مناهضة تعمل على تخويف الناس في بلدانها من الاسلام، وتحاول ان تقلب الحقائق وتضلل الراى العام، وتستخدم كل وسائل الاعلام المعاصرة وسرعة حركة الافكار وهي تملك وسائل كبرى وامكانيات مادية كبيرة ايضا من اجل مواجهة الاسلام الصاعد لاخذ دوره في المشاركة في ادارة العالم...

** لماذا تحولت دعوات مثل حرية المرأة وتفكيك الاسرة وصولا الى التحول الجنسي والشذوذ وهي قيم اخلاقية في طبيعتها الى ادوات في الحرب الثقافية الغربية على الاخر، وعلى المسلمين خصوصا؟ واذا كانت هذه المفاهيم تدمر المجتمع كما يقول البعض، الا يخاف الغرب على مجتمعاته نفسها من النتائج المدمرة لهذه المفاهيم والسياسات؟

استخدمت في جدلية العلاقة بين الاسلام والغرب مصطلح "فَكْرُ الاخر"، وهو يقوم على مركزية الانا مقابل الاخر حيث تقدم الانا الاخر لنفسها كما تشاء وتقدمه لنفسه كما تشاء، وعلاقة الاسلام والغرب تقوم وفق نظرتنا على تلك العلاقة الغريبة بين الحضارة والحرب بين الصدام والحوار بين عقل ارسطو واطماع الاسكندر، وذلك الخيط الرفيع بين الحرية والاستعمار...

يحاول الغرب ان يستعمر العالم ومنه ديار الاسلام باسم الحرية، وهو امر عجيب حقا لانه يفرض الاستبداد والعبوديةً باسم الحرية، واغرب هذا النوع من العبوديات هو ما يظهر من تشريع قانوني للانحراف الجنسي؛ هذا الامر فعل شيطاني يريد نهاية الجنس البشري في الانحراف عن سنة الله في خلقه، وهو من اخطر انواع الجرائم بحق الانسان عبودية الانحراف تسيطر على الشخص الفرد ويريدون ان يعمم الانحراف ليصبح قاعدة عامة باسم حرية اشخاص.. يقول عنهم علماء النفس التحليلي مثل فرويد وسواه انهم مرضى ويجب معالجتهم، افشاء المرض في البشرية تهديد للجنس البشري لان الجنس الطبيعي يحافظ على الجنس البشري، ولذلك لهما جذر لغوي واحد ربما ما يعانيه الانسان في الغرب يشبه انتشار الوباء، من يعمل على نشر الوباء والافساد في الارض...

الطبيعة الانسانية سوف تحافظ عن بقاء جنسها والدين والكتب السماوية، والعقل والخلق الحسن سوف يهزمون جائحة المثلية الجنسية ويدافعون عن الطبيعة الانسانية والحرية والكرامة والاسرة التي فيها يكون السكن والمودة والتراحم، وقيام المجتمعات الاسرة والعائلة من ذكر وانثى اصل قيام المجتمعات الانسانية... راجعوا كل فلاسفة التاريخ والانتروبولوجيةً وعلماء الاحياء، والاجتماع والعمل تصلون الى هذه النتيجة من تكون الاسرة الانسانية من ذكر وانثى كما هو حال ادم وحواء "خلقناكم من زوجين اثنين ذكر وانثى" ما يحصل الان في مجتمعات تنهار حقيقة ولا رجاء لها سوى في اعلاء كلمة الله في الارض والعمل وفق السنن الالهية والوحى المتنزل على قلوب الانبياء والشرائع السماوية وما يقبله العقل ولا ينافي اصول الحياة وسننها العامة.

** هل ترون ان هناك علاقة جدلية بين ثقافة الاسلاموفوبيا التي يعززها الغرب بوسائل مختلفة والصراع مع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة؟ وبالتالي هل يمكن الربط بين ظهور الاسلام السياسي بنسخته الثورية على يد الإمام الخميني قَدّسَ الله سرًة وقيام محور المقاومة من جهة، وشراسة الحملة الغربية على الاسلام والمسلمين؟

تتوسع ظاهرة الاسلاموفوبيا في الغرب الاوروبي والاميركي وهو التخويف الجماعي من الاسلام وفيه عناصر من كراهية الاخر وعدم الاعتراف به ورفض الحوار معه وهي ظاهرة قديمة ولكنها مستجدة بشكل يهدد العلاقات الدولية بين الشعوب والامم لانه لا يكون سلام بين الامم ما لم يكن هناك سلام بين الاديان ولا يكون هناك سلام بين الاديان مالم يكن هناك حوار بين الاديان وقد جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...

الاسلاموفوبيا لها اهداف سياسية والاقتصادية واجتماعية وثقافية ذات طابع استعماري وعنصري...

ولكن الغرب الاوروبي الاميركي يرفع نسبة العداء الى درجة تشبه حالة الحرب كما اوضحنا ذلك في محله ويرى مؤرخون ان كل ما شهدته مراحل العلاقات منذ فتح المسلمون اسبانيا وصقلية والحملات الصليبية على فلسطين والاستيلاء على القدس وانتصار صلاح الدين عليهم ثم سقوط الاندلس وسقوط القسطنطينية، وهجوم الاتراك على منطقة البلقان والوصول الى مداخل اوروبا وحملات بونابرت ثم في احتلال الفرنسيين للجزائر، وما اعتبر عندهم انه نصر على المسلمين، الى احتلال فلسطين والقدس كلها علاقات كانت تقوم على تخويف الشعوب من حركة الاديان من اجل الحروب...

والاسلاموفوبيا لا تخرج عن هذا النطاق بل هي في قلبه هذه الاسلاموفوبيا لها اهداف سياسية والاقتصادية واجتماعية وثقافية ذات طابع استعماري وعنصري، ومرتبط بشكل وثيق بالموقف الاميركي خاصة والغربي عامة من دعم العدو الصهيوني المحتل لفلسطين والقدس...

الموقف من الجمهورية الاسلامية في الغرب له علاقة بالموقف من قضية نصرة فلسطين والمحور الذي تدور عليه رحى الصراع الراهن...

ان قضية فلسطين تقع في قلب هذا الصراع، وقد جعل الغرب من الكيان الصهيوني المؤقت نقطة ارتكاز له في حربه على العرب والمسلمين، وهذه مسالة صريحة الحضور في الواقع السياسي والعلاقات الدولية بين العالم الاسلامي والغرب الاميركي الاوروبي اذن قضية فلسطين القضية المركزية للعرب والمسلمين هي في قلب هذا الصراع ان الموقف من الجمهورية الاسلامية في الغرب له علاقة بالموقف من قضية نصرة فلسطين والقدس المحور الذي تدور عليه رحى الصراع الراهن، والغرب الاميركي الاوروبي في المجال الاعلامي يملك ادوات عديدة، ويستخدمها في الحرب الناعمة والحرب الاعلامية، النفسية، وكي الوعي بكل وسيلة متاحة له دون النظر الى اخلاقياتها ومخاطرها ولا الى صدقها وكذبها ولا تهمه مضارها على العالم وما تجره من ويلات...

وعليه يلزم ان نكون على مستوى التحدي في مقاومة هذه الحرب الواقعية من اجل صلاح البشرية جمعاء...

** الحرب الثقافية لها ادواتها المعروفة! والتي يتفوق فيها الغرب على الاخرين.. من الاقمار الصناعية الى السينما ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة.. تماما كما كان ولا يزال متفوقا في آلة الحرب العسكرية.. فما العمل لمواجهة الغزو الثقافي الغربي؟ وهل علينا تطوير وامتلاك الاليات نفسها لمواجهة العدوان الثقافي ام ايجاد وسائل اخرى تتناسب مع قدراتنا وثقافتنا.. كما كان الحال في معارك المقاومة مع الاحتلال والعدوان العسكري؟

ذكرنا ان وصف ما يحصل من حركات ثقافية وحملات اعلامية وانتشار للافكار بوسائل التواصل المعاصرة يصدق عليه وصف حالة الحرب في هذا الميدان، وان اساليب مواجهتها هي نفسها ما يحصل في الحرب من حركة الدفاع والهجوم ومن وسائل الحماية والردع، في هذا المجال تبرز مصطلحات من نوع المنع والممانعة، وكشف المقاصد واظهار التهافت، وجهاد التبيين وما يلزم لنشر افكار الاسلام مثلما تواجه رياح الخير رياح الشر في عالم تتقابل وتتلاطم فيه الرياح صراع الكلمة الطيبة مع الكلمة الخبيثة...

الغرب نفسه اطلق على هذا الوضع صفة حرب الحضارات وصراع الثقافات، وعنده ان كل ما يخالفه في مناحي الفكر والسلوك هو عدو الاخر هو الجحيم كما عبر عنه الفيلسوف الفرنسي "جان بول سارتر"... ما يتعرض له الرسول خاتم الانبياء محمد بن عبد الله والذي كان موقف الاسلام حاسما في مسالة سلمان رشدي يتكرر الان مع كتاب الله القران الكريم الذي تنزل على قلب الحبيب محمد بن عبد الله (ص).. يوجد في العالم الراسمالي سبق الى ما يرون فيه صورتهم كصورة وحيدة للعالم وهي صورة لا يخالطها نقص وتقديم الاخر في صورة مغايرة تذكر بحكاية الطفل والمرآة حيث صورته هي الاخر، وعندما وجود الاخر خارج صورته يرى فيه الجحيم...

وفق نظرية "سارتر" ان قدرة هذه الصور على اثارة اعنف المشاعر واشدها جموحا فامر مشهود في عصرنا الذي انتشرت فيه اجهزة الرؤية عن بعد في وسائل الاعلام وتكنولوجيا التواصل المعاصرة يمتلك الغرب هذه التكنولوجيا ويعمل على نشر صورته باعتبارها صورة العالم وتستبد به صورته حتى يخلع ظلها على كل مظاهر الكون في كتابي خطاب الاخر كشفت عن هذه الحالة في علاقات الدول والحضارات والثقافات، وكنت قد بدات الكتاب في قصيدة "وردة الكيمياء" والتي تبدأ وحدي كاني لمست حجر الفجر لا احد غير يدي تمسك الان قصبة النور وتنتهي القصيدة ارتب الاجزاء اجادل الحقيقة خارج الذات لا ذات غير الذات من يكون الاول والاخر العاشق والمعشوق العابث الخاسر المنحدر من الطين وماء الخليفة يروي كانه الصانع وردة الكيمياء...

/انتهى/

رمز الخبر 1935480

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha