وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه كان «داعش» الذي شنّ عمليات عدة في موسم قطاف الكمأة في مثلث محافظات الرقة ودير الزور وحماة وصولاً إلى حمص، في شهرَي آذار ونيسان، انخفضت وتيرة هجماته، إثر شنّ الجيش السوري حملات تمشيط واسعة في المنطقة، مكّنته من القضاء على عدد من خلال التنظيم، وتدمير آليات ومصادرة أسلحة.
إلا أنه بعد حوالى أربعة أشهر من الهدوء النسبي في البادية، استعاد «داعش» زمام المبادرة الهجومية، من خلال شنّ هجوم على حاجز للجيش السوري في بلدة معدان عتيق على الحدود الإدارية بين محافظتَي الرقة ودير الزور، تزامناً مع مرور باص مبيت للقوات الرديفة، ما أدى إلى استشهاد عنصرين، وإصابة آخرين. وتعمّد «المرصد السوري» المعارض، كعادته، تضخيم الهجوم، من خلال ادّعاء استشهاد 10 عناصر وسيطرة التنظيم على البلدة لساعات، مع تدمير عدد من الأبنية. لكنّ الادّعاءات هذه، سارعت مصادر أهلية وميدانية متقاطعة إلى نفيها، في حديث إلى «الأخبار»، مؤكدةً أن «الوضع عاد إلى طبيعته سريعاً، مع استشهاد عنصر من الجيش وآخر من القوات الرديفة، وبعض الخسائر المادية». وفي اليوم التالي لهجوم الرقة، شنّ «داعش» هجوماً مشابهاً على باص مبيت تابع للجيش السوري، بالقرب من المحطة الثانية المعروفة باسم «T2»، جنوب شرق بادية الميادين في ريف دير الزور الشرقي، ما أدّى إلى سقوط 25 شهيداً، وإصابة 7 آخرين.
وتأتي هذه الهجمات بالتوازي مع إعلان التنظيم تعيين الزعيم الخامس له، «أبو الحفص الهاشمي»، كخلفٍ للرابع «أبو الحسين القرشي»، الذي قُتل في عملية عسكرية تركية في بلدة جنديرس في ريف حلب الشمالي. ومن هنا، يبدو أن التنظيم يريد التأكيد أن قدراته العسكرية الهجومية لا تزال قائمة، وذلك من خلال تنفيذ عمليتَين ناجحتَين بالاعتماد على أسلوب «الذئاب المنفردة»، الذي كان بدأ اتّباعه كتكتيك عسكري منذ القضاء على آخر معاقله في العراق وسوريا في عام 2019. كما أن التصعيد الأحدث يجيء بعدما نفّذت الاستخبارات الأميركية والبريطانية عمليات عدّة نقل لسجناء «داعش» في سجون «قوات سوريا الديموقراطية - قسد»، مطلع الصيف الحالي، ما يعزّز احتمالية قيامها بتهريب أعداد إضافية منهم في اتجاه البادية الخاضعة لسيطرة الجيش السوري. أيضاً، تبرز هذه التطورات في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تنفيذ مخطّط جديد لها، من خلال العمل على نقل عدد من عناصر الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا إلى منطقة التنف وتدريبهم هناك، في ظلّ فشل «جيش سوريا الحرة» في زيادة عديد قواته، والذي لا يتجاوز الـ300 عنصر فقط.
وفي السياق، تلفُت مصادر ميدانية، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «التصعيد الروسي - الأميركي الأخير في سوريا، تَركّز في معظمه في منطقة التنف ومحيطها، نتيجة تأكيدات روسية عن وجود دعم أميركي جديد لعناصر تنظيم داعش في منطقة الـ55 كم وحثّهم على شنّ هجمات على الجيش السوري، انطلاقاً من هذه المنطقة»، معتبرةً أن «المعلومات الروسية أثبتت صحّتها اليوم من خلال التصاعد الملحوظ في هجمات التنظيم في مناطق سيطرة الجيش السوري، مع اختفائها بشكل شبه تام في المناطق الخاضعة للنفوذ الأميركي». وتتوقّع المصادر أن «تلجأ واشنطن إلى زيادة الدعم غير المباشر لهذه الخلايا، لتنفيذ مخطّط الضغط على الجيش السوري والروس والإيرانيين في البادية التي تربط سوريا والعراق، إلى حين تجهيز القوات التي تعمل على إنشائها في المنطقة»، مؤكدةً أن «الجيش السوري وحلفاءه سيقطعون الطريق حتماً على هذه المشاريع، من خلال البدء بعمليات تمشيط تهدف إلى القضاء على أيّ تواجد لخلايا داعش في المنطقة».
المصدر: الاخبار
تعليقك