٠٧‏/٠١‏/٢٠٢٤، ١١:١١ ص

خاص لمهر؛

الأهمية الاستثنائية لإقامة العلاقات بين إيران ومصر وتاثيرها الكبير على الأوضاع الراهنة في غزة

الأهمية الاستثنائية لإقامة العلاقات بين إيران ومصر وتاثيرها الكبير على الأوضاع الراهنة في غزة

التنبؤات حول اقتراب إستئناف العلاقات بين إيران ومصر، قد استمرت لسنوات، لكنها للأسف لم تتحقق إلى حد الآن، بينما يعتبر انقطاع هذه العلاقات الثنائية أهم انقطاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي برمته.

وكالة مهر للأنباء- القسم الدولي: في الأيام الأخيرة، نُشرت أنباء نقلاً عن مسؤول مصري حول استئناف العلاقات بين طهران والقاهرة، وجاءت هذه التصريحات بعد مرور فترة قصيرة من المكالمة الهاتفية الأولى التي جرت بين رئيس جمهورية بلادنا السيد إبراهيم رئيسي والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث أعرب رئيس الجمهورية الإيرانية خلال هذه المحادثة عن تهانيه بمناسبة انتخاب السيسي رئيسًا لمصر.

التنبؤات حول اقتراب إستئناف العلاقات بين البلدين قد استمرت لسنوات وحتى لعقود، لكنها للأسف لم تتحقق إلى حد الآن، ويعتبر انقطاع العلاقات الثنائية بين مصر وإيران أهم انقطاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي برمته، وهو ما حرم هاتين القوتين المهمتين في المنطقة من التعاون والتنسيق المتبادل فيما بينهما.

بالإضافة إلى المصالح الوطنية للبلدين ومصالح المنطقة، هناك عامل جديد زاد من أهمية وضرورة إقامة هذه العلاقة بين البلدين، وربما لم تكن إقامة هذه العلاقة قط أكثر إلحاحا أو حتى أهمية من الآن، وفي الحقيقة، يعود هذا العامل إلى الظروف الراهنة في قطاع غزة، حيث تشارك الفصائل الفلسطينية في غزة، بما في ذلك حركة حماس والجهاد الإسلامي، في أصعب حرب شهدها التاريخ بين الصهاينة والفلسطينيين. إنّ هذه الحرب هي معركة الوجود أو الموت لكلا الجانبين، وانتصار أيّ طرف في هذه الحرب سيكون له تأثير عميق وواسع على الشرق الأوسط برمته، ولذلك يحاول كل طرف كسر مقاومة الطرف الآخر.

وفي هذا السياق، فإن صمود الجانبين واستقامتهما سيلعب دوراً أساسياً في نتيجة هذه المعركة، ولذلك، سارع مؤيدو إسرائيل والدول الغربية إلى مساعدة إسرائيل. ففي الأسبوع الأول من الحرب، كان جميع رؤساء الدول الغربية، ورؤساء أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، حاضرين في إسرائيل، حيث أعلنوا عن دعمهم لهذا الكيان في حربه ضد حماس. وبعد ذلك أيضا، تواصل الدعم السياسي والعسكري الغربي لإسرائيل رغم أن الإخفاقات غير المتوقعة للجيش الإسرائيلي ورد الفعل السلبي للرأي العام العالمي جعل هذه الدول متشككة في أمرها بخصوص الاستمرار في دعم الهجمات الإسرائيلية.

بلغت حدة العملية العسكرية بين الجانبين حداً دفع إسرائيل إلى استيراد ذخيرة جديدة من أمريكا مرتين، وذلك على الرغم من امتلاكها لترسانة أسلحة ضخمة، ومن ناحية أخرى، حماس تواجه تحدياً كبيراً وصعباً في الوصول إلى الأسلحة والذخيرة التي تحتاج إليها، ويبقى السؤال عن مدى صمود ودوام هذه الكميات الضئيلة من الذخيرة التي تتمتع بها حماس تحت استمرار القصف الإسرائيلي. وفي هذا الوقت بالتحديد، يكون طريق غزة إلى العالم الخارجي مغلقًا تقريبًا، حيث يصعب حتى إدخال الطعام والدواء إلى هذا القطاع بسهولة، لقد حاصرت إسرائيل هذا القطاع من جميع الجهات، وطريق الاتصال الوحيد المتبقي بين غزة والعالم الخارجي هو عبر مصر، فإن انعدام العلاقة بين إيران ومصر جعل التواصل بين إيران والفصائل الفلسطينية صعبا، وقد أدى ذلك إلى تعقيد هذا المسار.

وفي ظل هذه الظروف، إذا تم إقامة العلاقات بين إيران ومصر، سيجد المناضلين الفلسطينيين نفسهم في ظروف نفسية وروحية أفضل بكثير، وعلى الجانب الآخر، سيثير هذا التحول الرعب في صفوف السلطات الإسرائيلية وسيضعف إرادتهم بشكل حاد لمواصلة هجماتهم على غزة. يمكن أن تحدث هذه الخطوة (استئناف العلاقات بين إيران ومصر) في الظروف الحالية تحولا قويا في توازن القوى لصالح المقاومة على حساب إسرائيل، مما من شأنه أن يؤدي إلى تأثيرات جادة على نتائج الحرب.

بناءً على ذلك، يتوقع من صناع السياسات في دول المنطقة، بما فيها إيران ومصر، أن يدركوا أهمية هذه القضية وحساسيتها الزمنية وأن يتخدوا إجراءات تتناسب مع أهميتها وطبيعتها العاجلة. كما يتوقع من الدول الأخرى في المنطقة، مثل عمان وقطر وتركيا والمملكة العربية السعودية، التي تابعت هذا الموضوع وقدمت الدعم له، أن تساهم في تحقيق هذا التطور في أسرع وقت ممكن، وبالتالي أن تؤثر بشكل إيجابي على ظروف المنطقة التي تعاني من التصاعد العدواني لإسرائيل.

إن إقامة العلاقات بين إيران ومصر، من شأنها أن توفر إطاراً للتعاون والتنسيق المتبادل بين البلدين في مجال فلسطين، كما أنّ التشاور وتبادل وجهات النظر الثنائية سوف تخفف من مخاوف الطرفين بشأن تطورات المنطقةـ ولعل السلطات المصرية، وسلطات الدول الأخرى في المنطقة، لديها مخاوف بشأن بعض العواقب التي قد تترتب على انتصار حركة حماس، بما في ذلك وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة، ويمكن مناقشة هذه المخاوف وحلها من خلال الحوار والمصالحة الأخوية بين الأطراف في المنطقة.

أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة طهران

السيد هادي برهاني

رمز الخبر 1940087

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha