وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: قال سماحة السيد حسن نصر الله خلال الاحتفال التكريمي بمناسبة استشهاد القائد الجهادي الكبير اللواء محمد رضا زاهدي "الحاج أبو مهدي" وإخوانه الشهداء الأبرار:
"الشهيد الحاج زاهدي منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى كان قلبه وعينه وعقله على غزة واستشهد وقلبه وعقله وعينه على غزة"، وهذا ليس بغريب على دعم ومساندة الجمهورية الاسلامية لفصائل المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني والأمريكي منذ انتصار الثورة الإسلامية المباركة، ومنذ عام 1982 لعب الحرس الثوري دورا رياديا استثنائياً في تدريب وتجهيز المقاومين في لبنان وفي المنطقة...
وتحدث سماحته ايضا عن إسقاط المقاومة الإسلامية لطائرة مسيّرة مسلّحة تابعة لجيش العدو الإسرائيلي من نوع "هرمز 900" فوق الأراضي اللبنانية، وتعتبر هذه الطائرة المسيرة فخر الصناعه للكيان المؤقت، ولكنها أصبحت تحت أقدام رجال الله.
حول هذه النقاط وغيرها، وللتعمق أكثر في خطاب سماحة السيد حسن نصر الله، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع، رئيس المحكمة العسكرية السابق والمنسق العام للحكومة اللبنانية لدى قوات الطوارىء الدولية العميد الركن "منير شحادة"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
سماحة السيد نصرالله شدد على ان البيت الابيض يمكنه ان يوقف الحرب ويضغط على حكومة الاحتلال اذا اراد ذلك.. فما الذي يجعل البيت الابيض يقدم على مثل هذه الخطوة؟ وهل هناك شيء من الجدية في الموقف الاميركي على ضوء التطورات الاخيرة ومنها جريمة استهداف القنصلية الايرانية؟
الجميع يعلم ان أميركا هي الداعم الاكبر للكيان الصهيوني من ناحية الأسلحة، هناك تقارير قمت بوضع دراسة عنها بأن حجم المساعدات العسكرية التي تقدمها أميركا لدول العالم حصة "اسرائيل " منها 56٪ وباقي الدول الصديقة لأميركا تحصل على الباقي.... من هنا نرى حجم المساعدات العسكرية الاميركية ل"اسرائيل".
طوفان الاقصى الذي فاجأ العدو بهذه العملية الجبارة العظيمة والتي جعلت الكيان الصهيوني في خطر وجودي، اضطر امريكا ان تأتي من أعالي البحار بقدها وقديدها، فأرسلت البارجات الضخمة والغواصات لإنقاذ هذا الكيان من السقوط الحتمي... هذا دليل على مدى دعم أميركا ل"اسرائيل" بالسلاح ،وهناك مؤشر ثاني على هذا الدعم انه نحن اصبحنا في الشهر السادس لهذه الحرب وما زالت اسرائيل ترتكب المجازر في غزة، نلاحظ بأن تصريحات البيت الابيض على ألسنة مسؤوليه منهم جون كيربي الذي قال : انه لم يثبت لدينا ان اسرائيل تتقصد او تستهدف المدنيين ... وفي المرة الثانية منذ حوالي الاسبوع قال له احد الصحفيين ان "اسرائيل" ترتكب جرائم ضد الانسانية فأجابه كيربي ان الإدارة الاميركية تراقب عن كثب ما تفعله "اسرائيل" ولم يثبت لدينا ان "اسرائيل" تقوم بخرق القانون الدولي الانساني، بالإضافة الى القرارات الدولية التي كانت تدعو لوقف اطلاق نار فوري واستعمال أميركا حق النقض الفيتو ل 3 مرات، هذا يدل على ان أميركا شريكة في هذه الجريمة، امريكا لو ارادت ان توقف الحرب في غزة لامتنعت عن اعطاء الأسلحة "لاسرائيل"، وإذ نفاجأ رغم ان تصريحات بايدن الأخيرة تلوم نتنياهو على سياسته وانه منزعج بما يحصل من مجاعة بحق الشعب الفلسطيني، لم يتحرك الا عندما قتل سبعة من منظمة المطبخ الدولي، فتحرك ضمير بايدن والدول الأوروبية واصبحت تطالب بتحقيق شفاف، واخذوا يلومون نتنياهو.
ورغم كل هذا سلمت أميركا 25 طائرة F35 "لاسرائيل" وكمية ضخمة من الذخائر. اذا أميركا فعلا لديها ارادة بإيقاف الحرب عندها توقف المساعدات العسكرية... اما بالنسبة للسفارة الإيرانية فما قامت به "اسرائيل" هو خرق خطير للقوانين الدولية، لانه من المعروف ان البعثات الدبلوماسية محمية بقرارات دولية كثيرة، ونحن نعلم ان عدد الدول المنتسبة لمجلس الامن الدولي هم 193 دولة، تكون "اسرائيل" بذلك العمل الذي قامت به قد اعتدت على 193 دولة في العالم، وتبعا للقوانين الدولية مهما كان موجود داخل هذه السفارات والبعثات الدولية لا يحق لأي دولة في العالم ان تقصف سفارة او قنصلية، هذا عمل وخرق خطير من قبل اسرائيل يجب ان تحاسب وان تعاقب عليه، اما اميركا فورا تواصلت مع الجمهورية الاسلامية وقالت بانها هي لم تشترك ولم يكن لديها علم بهذه العملية الا قبل ساعات قليلة من تنفيذ العملية.
سماحة السيد نصر الله، اكد ان كيان الاحتلال وجيشه مقدمان على هزيمة استراتيجية تاريخية امام غزة ومحور المقاومة.. فماذا يعني ذلك بالنسبة لمحور المقاومة؟ وكيف يمكن البناء على هذا الاحتمال للمراحل المقبلة؟
كلنا يعلم ان عملية طوفان الاقصى كسرت هيبة الجيش "الاسرائيلي" الذي كان على اساس انه لا يقهر، تبين انه جيش ضعيف وغير جاهز لأي عمل عسكري، النتائج الباهرة التي حققتها المقاومة الفلسطينية بعملية 7 تشرين جعلت من هذا الكيان غير ثابت، جعلت من شعبه غير آمن، هناك الكثير من "الاسرائيلين" الذين هاجروا وانتشروا في دول العالم، اصبح هناك تشتت معاكس للاسرائيلين فقبل كانوا يسعون للم الشتات ليؤسسوا دولة "اسرائيلية" ، اصبحنا نرى ان المستعمرين الصهاينة يهربون من فلسطين المحتلة.
على الهامش فيما يخص جيش الاحتلال عدا عن انه مدعوم بكافة من انواع الأسلحة ومن كل دول العالم، وحتى أمنيا فكل مخابرات دول العالم تعطيه معلومات، وحتى تزويد الاقمار الصناعية له بكل المعلومات، "اسرائيل" محمية من القرارات الدولية من ناحية انها لا تحاسب، فنحن نرى وعبر التاريخ منذ سنة 48 وحتى اليوم اي جريمة ارتكبتها "اسرائيل" وعوقبت عليها، هذا ما يجعل جيش الاحتلال جزارا لا يحسب حسابا لأي قوانين دولية لانه يعلم بأنه لن يعاقب قانونيا وهو لا يحاكم، وهذه الفكرة موجودة في الذهنية الإسرائيلية بأن جيشنا يرتكب مجازر، يدمر، يفتك، ولا يحاسب، اذن جيشنا قوي ويستطيع ان يحمينا، بعملية طوفان الاقصى اصبحت سمعة هذا الجيش في الحضيض، اصبح هناك مشكلة وجودية على الكيان الصهيوني.
وحدة الساحات التي اثبتتها جبهة لبنان واليمن والعراق اثبتت ان هناك محورا للمقاومة كبير مدعوم من إيران طبعا، وهو بالمرصاد للمشاريع والمخططات الاميركية الصهيونية وقد افشلت الكثير منها.
بالنسبة للمستقبل هذه ضربة قاسية للكيان الصهيوني هناك مشكلة وجودية، هذا يعطينا امل انه في المستقبل القريب بدأت نهاية وجود الكيان الاسرائيلي في المنطقة، اقتربنا من المرحلة التي سوف نصل اليها للقضاء على هذا الكيان بشكل كامل، ولكن خطوة طوفان الاقصى وحتى اليوم ما يحصل هو خطوة مهمة جعلت الكيان وجوديا في خطر، المرحلة المقبلة في حال شنت حرب في اي مكان في المنطقة سوف تكون نتائجه القضاء على الكيان الاسرائيلي نهائيا.
للمرة الثانية تنجح المقاومة في تحدي القدرات العسكرية الاسرائيلية وتسقط افضل مسيرة لدى جيش الاحتلال بوسائلها القتالية.. هل هناك رسائل محددة تعمد حزب الله اطلاقها للمعنيين بهذه الحرب في المنطقة؟ وهل يسقط ذلك اي امل لقيادة جيش الاحتلال في تعديل معادلات القوة في المنطقة ؟
نجحت المقاومة منذ حوالي الشهر تقريبا بإسقاط طائرة هرمز450 تختلف عن هرمز 900 لماذا اختارت المقاومة هذا التوقيت بالذات لاستهداف طائرة هرمز منذ شهر، على اثر تصريحات قيادات "اسرائيلية" وكان هناك جو بأنه قد يكون هناك حل لفتح هدنة في غزة، كثير من المسؤولين، "الاسرائيليين" صرحوا بأنه في حال كان هناك هدنة في غزة فهذا لا ينسحب على الجبهة الشمالية في لبنان بل نحن سنعمق القصف في العمق اللبناني، فقامت المقاومة باستهداف الهرمز 450 اسقطتها منذ شهر، وصرحت فورا "اسرائيل" بأن هذا عمل خطير جدا بالنسبة لها وقالت بأنها قامت بضربة بالعمق اللبناني في بعلبك، وهي التي صرحت بأن استهداف بعلبك هو ردا على استهداف هرمز450، للمفارقة بإن "اسرائيل" ارسلت طائرة تجسسية قاصفة دخلت الاجواء اللبنانية خرقت القرار1701 واسقطت فوق الاراضي اللبنانية وتصرح "اسرائيل" بأنه ردا على اسقاط الطائرة، وبالطبع ليس لها الحق بأن ترد لانها هي المعتدية.
منذ اسبوع قامت المقاومة باستهداف هرمز 900 ، طائرة لها مواصفات تقنية عالية تستطيع ان تحلق على علو 30 الف قدم، ورغم ارتفاعها الشاهق الا انه تم استهدافها، وهذا يدل على ان السلاح المضاد للطائرات الذي استهدفها هو مختلف عن سلاح الطائرات الذي استهدف هرمز 450 ، لان السلاح المضاد للطائرات هنا يحمل على الكتف، بعكس السلاح المستخدم بإستهداف هرمز900 ، هذا سلاح متطور وجديد على اسرائيل ان تعلم ما هو وتقصدت المقاومة بعرض شريط الفيديو كيف استهدفت هرمز900 ولم تدخل في المشهد نوع الصاروخ وكيف اصاب الصاروخ الهدف، في الحالتين المقاومة أظهرت لاسرائيل ان لديها سلاح مضاد للطائرات، وانها استطاعت استهداف طائرة على ارتفاع 9000 متر يعني ان المقاومة لديها مضادات للطائرات تستطيع ان تستهدف الطائرات الحربية كF16 وF35 ، وهذا لا يعني ان المقاومة فقط لديها هذه الأسلحة المضادة للطائرات ، المقاومة لديها مفاجآت وأسلحة اخرى تستطيع ان تخرجها حين تدعو الحاجة.
اذن الخطر بالموضوع على "اسرائيل "ان المقاومة تمتلك أسلحة مضادة للطائرات ونرى ذلك بتصريحات الكثير من المسؤولين بأنهم قلقون من امتلاك المقاومة أسلحة مضادة للطائرات.
سماحة السيد توقف في كلمته الاخيرة بتأبين الشهيد محمد رضا زاهدي عند دعاة الفتنة وافتعال الحرب الاهلية من اللبنانيين.. هل تعتقدون ان الوضع الداخلي اللبناني مهدد بهذا الخطر اليوم؟ وهل الرسالة التي ارسلها الامين العام للمسيحيين ستلقى صدى لوضع حد لهذه الفئة الباغية المحرضة على الفتنة ؟
نحن رأينا ان عملية خطف وقتل المواطن "باسكال سلمان" كانت على يد سوريين والهدف كان السرقة وقد سبقت التحقيقات وتوترت الامور خاصة عند المسيحيين، وجدنا ان الكثير من المسؤولين ممن يعادون المقاومة مستعدون ان يستغلوا الدم لاستثماره في الداخل اللبناني بهدف اشعال فتنة داخلية، وعندما تشتعل الفتنة في لبنان يشغلون المقاومة في الفتنة الداخلية لتنشغل عن حربها مع اسرائيل.
هناك نوعين من المسؤولين اللبنانيين الذين يستثمرون هذه الفتنة:
نوع حاقد ويكره المقاومة، ونوع آخر خطير جدا يتماهى مع المشاريع الاسرائيلية يسعى الى خلق فتنة داخل البلد لاشغال المقاومة بحرب داخلية لترتاح اسرائيل.
الساحة اللبنانية حاليا متوترة جدا وخاصة بعدما وجدوه مقتولا في سوريا، رأينا ردة فعل بعض اللبنانيين كيف انهم اعتدوا على المارة وقاموا بتكسير السيارات، واظهروا ان لا علاقة لهم بالشعار الذي كانوا يرفعونه حب الحياة والسلام، تبين ان هذا الشعار موجه فقط "لاسرائيل"، اما الشريك في الوطن فهم على استعداد ليفتحوا حربا معه.
/انتهى/
تعليقك