وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال زونغ بيوو، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى إيران، في حفل افتتاح المنتدى الثالث لمراكز الفكر الإيرانية الصينية: "يسعدني جداً حضور الدورة الثالثة من الحوارات الإيرانية الصينية. لقد شاركت في هذه الاجتماعات مرات عديدة، وهذا هو الاجتماع الثالث الذي يُعقد في إطار مراكز الفكر. أشعر بسعادة غامرة في كل مرة أزور فيها مكتب الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية". يتمتع مكتب الدراسات السياسية والدولية بعلاقات وثيقة مع السفارة الصينية في إيران، وقد وفر مركز الدراسات السياسية والدولية منصةً قيّمةً لتقريب وجهات النظر بين شعبي الصين وإيران، بما يُسهم في تعزيز العلاقات بين شعبي البلدين.
وتابع قائلاً: باسم السفارة الصينية في إيران، أتقدم بخالص التهاني بمناسبة انعقاد هذه الدورة من المنتدى، كما أعرب عن تقديري وامتناني لمركز الدراسات السياسية والدولية بصفته الجهة المنظمة لهذا المنتدى، ولجميع الأساتذة والباحثين الذين عملوا لسنوات على تعزيز العلاقات الثنائية بين الصين وإيران.
وأضاف "زونغ بيوو": يأتي انعقاد هذا المنتدى في وقت بالغ الأهمية. فبالنظر إلى الماضي، كان عام 2025 ذا أهمية خاصة لكل من الصين وإيران. وقد عُقدت بنجاح الدورة العامة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، والتي عرضت خارطة طريق لمستقبل الصين على طريق تحقيق تحديثها وتطويرها. عملت الصين وإيران أيضًا على تحسين معيشة الشعبين. وقد التقى رئيسا إيران والصين في بكين وتوصلا إلى تفاهمات هامة رسمت مسار تطوير العلاقات بين البلدين في المستقبل.
وأشار السفير الصيني لدى طهران، بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والصين أن العلاقات الصينية الإيرانية، منذ إقامتها، شهدت تطورات معقدة، لكنها حافظت دائمًا على مسار سليم ومستقر، وهو مسار عاد بفوائد جمة على شعبي البلدين ولعب دورًا هامًا في السلام والاستقرار الإقليميين. وللباحثين من كلا البلدين دورٌ هام في تلبية احتياجاتهما.
وتابع كلمته قائلًا: أود أن أثير بعض النقاط. أولًا، الحفاظ على المسار الصحيح وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة. ففي ظل التغيرات وعدم الاستقرار وتزايد النزعة الأحادية في الوضع الدولي، باتت أهمية تطوير العلاقات الصينية الإيرانية للبلدين والمنطقة والعالم أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. أكد الرئيس شي جين بينغ أن الصين لطالما أولت تطوير العلاقات مع إيران مكانةً بارزةً في دبلوماسيتها في الشرق الأوسط. ونأمل أن يُدرك الأساتذة الموقرون أهمية هذه المرحلة، وأن يُوضحوا أهمية العلاقات الثنائية، بما يُسهم في بناء فهمٍ صحيحٍ وموضوعيٍّ متبادل، ويُعزز دور البلدين في توطيد الصداقة وزيادة الثقة المتبادلة.
وأضاف الدبلوماسي الصيني: ثانيًا، تعميق التعاون بين إيران والصين. ستسعى الصين إلى التوسع والابتكار في مجال التجارة، وتعزيز التعاون، وتطوير آفاق التعاون الثنائي، ودفع مبادرة الحزام والطريق قُدمًا بجودةٍ عالية. وقد أشرتُ مؤخرًا، خلال محادثاتي مع الأصدقاء الإيرانيين، مرارًا وتكرارًا إلى الحافلات الكهربائية التي تجوب شوارع طهران؛ فهي مثالٌ يُحتذى به في التعاون بين البلدين في مجال الصناعات الخضراء. وفي المستقبل، يُمكن للصين وإيران الاستفادة من إمكانيات التعاون في مجالاتٍ أخرى. وأطلب من الأساتذة والباحثين الموقرين المساعدة في تحسين جودة ومستوى التعاون بين الصين وإيران في مختلف المجالات، من خلال تعميق البحث وتوسيع الآفاق باستمرار.
وتابع زونغ بيوو: ثالثًا، تعزيز التعاون متعدد الأطراف ودعم دول الجنوب العالمي. تشمل مبادرة الحزام والطريق الآن ثلاثة أرباع دول العالم، وقد حظيت المبادرات العالمية الأربع التي طرحها الرئيس شي جين بينغ بدعم أكثر من مئة دولة ومنظمة دولية. ويتزايد عدد الدول والمنظمات الدولية المستعدة للعمل معًا لتحقيق مجتمع ذي مصير مشترك. قبل أيام، اقترحت الصين مبادرة إنشاء "مجموعة أصدقاء المبادرات العالمية"، المفتوحة لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وقد شاركت إيران، بوصفها إحدى القوى المهمة في الجنوب العالمي، في هذه المجموعة. وفي إطار التعددية، مثل مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، ينبغي لنا تعزيز التعاون وبناء مستقبل مشرق للجنوب العالمي.
وفي إشارة إلى ضرورة تهيئة بيئة للتبادل الثقافي وتوثيق العلاقات بين البلدين، قال: تُعدّ كل من الصين وإيران من أبرز ممثلي الحضارات العالمية، وتملكان موارد غنية للتبادل الثقافي. وفي السنوات الأخيرة، ازدهر التبادل الثقافي بين البلدين بشكل ملحوظ، كما ازداد التبادل الشعبي بينهما بشكل كبير.
واختتم الدبلوماسي حديثه قائلاً: لقد أسهمت فعالياتٌ مثل معرض "هدايا طريق الحرير" في الارتقاء بالتفاعلات الثقافية بين إيران والصين إلى مستوى جديد؛ وهو معرضٌ عُرضت فيه وثائق تاريخية قيّمة، ويحظى بأهمية بالغة لدينا. ونأمل أن يتطور هذا التعاون أكثر، وأن يُسهم في توسيع نطاق التبادل الثقافي بين البلدين. كما نأمل أن يُسهم الأساتذة والباحثون المرموقون في نقل رسائل الصداقة بين البلدين.
/انتهى/
تعليقك