١٨‏/٠٤‏/٢٠٢٤، ٩:٤٦ ص

الإعلامية ليلى عماشا في حديث لِمِهر: 

الرد الإيراني أربك الاحتلال...العدو يبحث عن رد يحفظ ماء وجهه ولا يثير غضب إيران 

الرد الإيراني أربك الاحتلال...العدو يبحث عن رد يحفظ ماء وجهه ولا يثير غضب إيران 

أكدت الإعلامية والكاتبة، ليلى عماشا، أن الرد الإيراني أربك حسابات الاحتلال وكان مفاجئ للصديق والعدو، مشيرة إلى أن عنجهية الاحتلال ستدفعه لعملية غادرة تحفظ له ماء وجهه ولكن لن تتخطى الخطوط الحمراء الإيرانية. 

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: شاهد العالم الرد الإيراني ضمن منطق الاحقية والقانون.
ردٌ جاء بعد تحركات ديبلوماسية إيرانية وجولاتها العالمية لتأخذ حقها في مجلس الأمن وغيره، حين اعتدى الكيان المحتل على القنصلية الإيرانية في دمشق، الا انه للاسف لم يأخذوا اي قرار منصف بكافه المحافل الدوليه ولو بإدانة أو تنديد، فمارست إيران حقها الطبيعي الحقوقي والقانوني في الرد المشروع على العدوان.
وتجدر الإشارة إلى أنه في هذا الرد الاستثنائي النوعي التاريخي، تعمدت إيران استهداف قواعد ومنشآت ومطارات عسكرية ولم تتعرض لأحد من المستعمرين، وهذا يعكس حكمة دبلوماسية قل نظيرها.
وحول هذه المحاور، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع الإعلامية والكاتبة، ليلى عماشا، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
لقد تمادى جيش الاحتلال في غطرسته وعدوانه على الخبراء والمستشارين الايرانيين، في سوريا.. فهل يمكن القول ان استراتيجية جديدة وضعت الان قيد التنفيذ لمعاقبة هذا الكيان على كل عدوان يقوم به في سوريا وخارجها ضد المصالح الايرانية ؟
بالفعل، شكّل العدوان على القنصلية في دمشق تماديًا صارخًا بحقّ سيادة الجمهورية الاسلامية، واعتداءا همجيًا جديدًا على كلّ الأحرار في العالم ممثّلين بالخبراء والمستشارين الذين استشهدوا بعد استهدافهم. وإن لم يكن هذا هو العدوان الأول الذي يقوم به الصهاينة بشكل مباشر ضد الجمهورية الإسلامية، إلّا أنّه شكّل سابقة تتخطى كل الخطوط الحمراء، وبالتالي، إن كان الصبر الايراني طوال ما سبق هو صبر استراتيجي، فلا شكّ أن اتخاذ قرار المعاقبة هو قرار استراتيجي أيضًا، يختلف ما قبله عمّا بعده. وفي هذا الإطار، العقل الإيراني عقل متمكن في مجال دراسة كلّ خطوة ومقدارها ومقاديرها، بحيث لا يعمل بناء على ردّ فعل انتقامي وعشوائي يجعل الأمور تتدحرج إلى حيث قد تخرج عن السيطرة والتعقّل، ولا يعمل بشكل استعراضي بشكل يجعله يتورّط في مشهد غير محسوب.
ما رأيناه في الأيام الأخيرة، وما تابعناه في الاعلام المحلي والعالمي يؤكد أن الأميركي والغرب عمومًا فهموا الرسائل من الضربة، وآثروا ابتلاعها كي لا يتورّطو في ما لا يريدونه في هذه المرحلة. وهنا يتجلّى البعد الاستراتيجي للهجوم غير المسبوق الذي لم يكن ليتوقّعه المحبّون ولا الأعداء! والبيان الذي صدر عن الحرس الثوري والذي قال أن الردّ انتهى وأن الأمر الآن متعلّق على ما سيفعله الصهاينة بعده، هو تأكيد واضح على دخول الاستراتيجية الجديدة قيد التنفيذ: نُضرب، سنردّ من الأراضي الإيرانية، وهذا القليل من بأسنا! من يتجرأ على تكرار الاعتداد فليتحمَل نتائجه بناء على هذه القاعدة.

٢- لماذا برأيكم بدا جيش الاحتلال الصهيوني في هذه الحالة من العجز والفشل في مواجهة ايران؟ وهل تتوقعون ضربات انتقامية من قبل العدو الصهيوني في الداخل الايراني ؟
الارباك الذي شعر به العدو كان العامل الأول في ظهوره على هذا القدر من العجز والفشل، هذا الارباك نفسه انعكس على التباين في آراء ومواقف المتحدثين لديه، كما انعكس على الشارع الاستيطاني الذي يواجه منذ السابع من اوكتوبر صدمة وجودية، ولا يُتاح له وقت التعافي منها أو استيعابها..
ثانيًا، فشل القبّة الحديدية مرارًا وتكرارًا منذ ٧ اوكتوبر زاد من القلق الصهيوني وعجزه عن توقّع ما الذي سيحدث في توقيت وصول المسيرات والصواريخ إلى أهدافها. هل ستصل؟ أين تقع هذه الأهداف؟ ما القدرة التدميرية التي تمتلكها؟ هل ستستهدف مقار عسكرية أو مدنية؟ مئات الأسئلة شلّت تفكيره وكبّلت يديه طيلة ليلة الرد.
ثالثًا، لم يتوقع الصهاينة أن الردّ قد يستهدف الأراضي المحتلّة وانطلاقًا من الأراضي الايرانية تحديدًا، وكانت كلّ توقعاته تدور حول مقاره الدبلوماسية حول العالم. وهنا عنصر الصدمة مع عنصر الخوف شكّلا معًا هذا المشهد الذي بدا فيه العدو محبطًا وعاجزًا تتدخل الدول عسكريًا لحمايته عبر اعتراض المسيرات والصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها وبالتالي هو يقرّ أنّه عاجز عم حماية نفسه.
سينتقم؟ طبعًا. وإن كان لم يتجرّأ بعد على التصريح بذلك، ويلجأ إلى المراوغة بين تسخيف الضربة نوعًا وكمًّا وبين استعراضات كلامية وتهديدات واهية، فلا شك أن عنجهيته قد تدفعه إلى سلوك غادر، ولكن على الارجح لن يتخطى الخطوط الحمراء "الايرانية" التي كرستها الضربة. هو يحتاج الان لآلية ردّ يضمن عدم اثارة غضب إيران وردّ عنيف منها، أعنف من سابقه، وبنفس الوقت يحفظ فيه ماء وجهه الذي أصبح محل سخرية واستخفاف العالم بأسره.

٣- كيف ستنعكس هذه المواجهة مع جيش الاحتلال داخل الكيان، على الصعيد الاقليمي؟ وكيف يمكن قراءة المشهد السياسي والعسكري في مستقبل المنطقة؟

زادت هذه المواجهة من احباط جيش الاحتلال، المحبط أصلًا. وهي أثلجت قلوب الفلسطينيين ولا سيما في غزّة، ما سيزيد من غرق العدو في رمال الميدان، احباط متزايد من جهته، واعتزاز متزايد من جهة المقاومة في غزّة وفلسطين. ما يمكن أن يسرّع في وقف العدوان ورضوخ الصهاينة لحقيقة أنّهم هُزموا في غزّة ولا سبيل لهم سوى وقف اطلاق النار.
اقليميًا، التأثير كبير ومهم ويؤسس لمرحلة مختلفة من الصراع، لقد زادت مواجهة ليلة الرد الوضوح والنقاء على طرفيّ الجبهة، فقد خرج الحق كلّه ضدّ الباطل كلّه. وذلك له انعكاسات عديدة في المنطقة، سياسًيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا. كلّ الذين لطالما حسبوا أن الجمهورية الإسلامية غير مستعدة للقتال من على أراضيها وجدوا أنفسهم اليوم مجبرين على إعادة حساباتهم بل ومفرداتهم حتى.
كلّ الذين كان لم يزل فيهم ولو ذرّة من وهم "التفوّق الاسرائيلي" يواجهون اليوم صعوبة في فهم المشهد الذي حطّم في رؤوسهم كل أسس بنيانهم السياسي والفكري. ولهذا كله انعكاساته، فهؤلاء، لطالما اعتمدوا على أوهامهم هذه في التسويق للتطبيع وإقناع شعوبهم به. هم اليوم في مأزق حقيقي سيجبرهم على البحث طويلًا عن استراتيجيات سياسية وعسكرية وحتى خطابية جديدة ومختلفة، تضع في عين الاعتبار المتغيّرات الواضحة في الاستراتيجية الايرانية حول الصراع. وبالتالي، المشهد المستقبلي مفعم بالوضوح والتفاؤل، المقاومة تواصل دربها إلى النصر، المطبّعون يلملمون خيبتهم ويحاولون عبثًا تجميل أو إخفاء العجز الصهيوني، والصهاينة ومن خلفهم ومن معهم يدرك أكثر من أي وقت مضى أن وجودهم صار أقرب إلى الزوال منه في أي وقت مضى.

٤- الاهتمام الإيراني الأول هو بما يجري في غزة ومضاعفات حرب الابادة التي يشنها الجيش الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني.. هل تتوقعون ان تنعكس الضربة العسكرية الايرانية الحاسمة على تطورات الوضع في غزة واجبار "إسرائيل" على قبول المطالب الفلسطينية؟
منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الهمجي والإبادة الإرهابية في غزّة، وضعت الجمهورية على رأس قائمة أولوياتها وقف هذا العدوان. وإن كانت ضربة الأمس هي رد مباشر على الاعتداء على القنصلية في دمشق، فهي لا تخرج برهة عن سياق الأحداث وعن المسار الايراني الداعم للمقاومة وللصمود والمساند بكلّ ما أوتي لفصائل المقاومة، وبالتالي ضمنيًا الضربة تحمل رسالة إلى الصهاينة مفادها أن عليكم وقف هذا العدوان قبل أن تخرج إليكم إيران بنفسها وبكلّ قوتّها، والتي رأيتم منها في ليل ١٣-١٤ نيسان القليل القليل فقط.
سيؤثر هذا على مسار المفاوضات؟ بتقديري نعم، لا سيّما مع ارتفاع وتيرة المساعي الغربية لعدم توسيع رقعة القتال، لأسباب متعدّدة، سياسية واقتصادية بالدرجة الأولى، ومع تزايد أصوات الرعب داخل الكيان والتي يحاول اعلامه اخفاؤها بحرص يشبه حرصه على اخفاء حجم الخسائر التي تكبدها في هذه الضربة التي فضحت عجزه كلّه.
/انتهى/

رمز الخبر 1943384

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha