وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قالت طالبة الدراسات العليا في السنة الثانية في كلية الصحة العامة في جامعة كولومبيا، دو هي تشوي، عن مشاركتها في الاحتجاجات وقد اختارت عدم استخدام اسمها الحقيقي لحماية نفسها، إذ قامت إدارة الجامعة بقمع المتظاهرين الشباب وفصلهم وإيقافهم تعسفياً، إنّه وخلال الاحتجاجات ضد الحرب الدموية على غزّة، التي يشنها "الجيش" الإسرائيلي، وأودت بحياة أكثر من 34 ألف فلسطيني، اعتقل الطلاب وتم إيقافهم عن الدراسة وتعرّضوا للتهديد بالترحيل، بعد مشاركتهم في الاحتجاجات.
وأضافت أنّ "طلاب الجامعة تلقوا بريداً إلكترونياً من رئيسة الجامعة، نعمت شفيق، قبل يوم تقول فيه إنّ الطلاب الذين احتلوا مبنى هاملتون هول، سيواجهون الطرد".
وأردفت تشوي، قائلةً: "نحن لسنا متأكدين ما إذا كان هذا يعني أنه سيتم طردهم .. ولكن هذا بالتأكيد شيء سيتعامل معه هؤلاء الطلاب عند إطلاق سراحهم من السجن، ونحن نعلم أيضاً أنّ الطلاب الذين يحملون تأشيرات طلابية ويتم اعتقالهم أو تجري معاقبتهم وإيقافهم عن الدراسة سيتعرضون لخطر إنهاء تأشيراتهم على الفور"، مؤكدةً أنّه: "لم أسمع عن أمثلة على ذلك حتى الآن، ولكن لسوء الحظ، نحن قلقون لأنّ هذا تهديدٌ وشيك".
ووفقاً لوسائل إعلام أميركية، كان الاستيلاء على قاعة "هاملتون" نقطة تحول جديدة في التظاهرات، التي استمرت لمدّة أسبوعين في حرم جامعة كولومبيا.
وكان الطلاب المتظاهرون في جامعة كولومبيا، قد اقتحموا مبنى قاعة "هاملتون هول" في الحرم الجامعي، وأعادوا تسميتها باسم قاعة "هند" تكريماً لهند رجب، الفتاة البالغة من العمر ستة أعوام، التي قُتلت في عدوانٍ إسرائيلي على سيارة عائلتها بعد أن توسّلت إلى المسعفين لإنقاذ حياتها، في مكالماتٍ مُروّعة نُشرت في شبكة الإنترنت.
لم يكن اقتحام قاعة "هاملتون" حدثاً جديداً على طلاب جامعة كولومبيا، فقد سار المتظاهرون الشباب على خُطى المتظاهرين المناهضين للفصل العنصري في جنوب أفريقيا، الذين استولوا على القاعة ذاتها في العام 1985، وكذلك أولئك الذين عارضوا حرب فيتنام، في العام 1968.
وأضافت تشوي: "تحفزنا قصة اقتحام القاعة في العام 1985، ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا التي يتحدث عنها الكثير من الطلاب، وتحكي عنها الكثير من وسائل الإعلام، واقتحامها في العام 1968، والتي كانت ضد حرب فيتنام، لقد ألهمتنا هذه القصص حقاً".
فيما أشاد 3 من قادة الطلاب السابقين في جامعة كولومبيا، في الثمانينيات، وهم عمر البرغوثي، وتاناكيل جونز، وباربرا رانسبي، بشجاعة الطلاب الناشطين المتضامنين مع فلسطين، في مقالتهم الافتتاحية، في 3 أيار/مايو الجاري، في صحيفة "الغارديان" البريطانية، إذ تحدثوا دفاعاً عن المتظاهرين في الجامعة، وأكدوا حق مطلبهم في إنهاء العدوان على قطاع غزّة والإبادة الجماعية.
وشدد الخريجون الثلاثة على أنّ "الشباب أصبحوا مرّةً أخرى ضمير الأمة والعالم". ومضت تشوي، في دحض الافتراضات التي عبّرت عنها سلطات مدينة نيويورك، وكذلك الصحافة الأميركية الرئيسية، بأنّ الاحتجاجات قادها بعض "المحرضين الخارجيين".
وشددت على أنّ "الحراك طلابي بحت"، مشيرةً إلى أنّ "الاعتقالات والقمع المستمرين من جانب سلطات الجامعة لا يؤديان إلا إلى تعزيز قوّة التظاهرات".
/انتهى/
تعليقك