وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: لعب الوزير الشهيد الدكتور حسين امير عبداللهيان دورا رئيسا في تعزيز موقع ومواقف إيران في كل المحافل الدولية والإقليمية، ان كان عبر تعزيز وتوطيد العلاقات مع دول الجوار، او مع الدول الكبرى كروسيا والصين، وتشكيل جبهة قوية على كافة الصعد في وجه القطب الواحد والهيمنة الامريكية.
فضلا عن دوره البارز في رفع الصوت عاليا فيما يخص القضية الفلسطينية.
حول هذه الشخصية الاستثنائية، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حوار صحفيا مع الدبلوماسي الروسي "فيتسلاف ماتوزوف"، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
كما تعلمون وزير الخارجية هو واجهة بلاده في الخارج ومن خلاله يتعرف الرأي العام الاجنبي على هوية البلد وسياساته، فإلى اي حد كان الشهيد الدكتور حسين امير عبد اللهيان هو الشخص المناسب لتقديم الصورة الافضل للجمهورية الاسلامية الإيانية في المحافل الدولية والاعلام الخارجي؟
غياب قيادة سياسية وديبلوماسية في جمهورية إيران الاسلامية لا شك انه حادث مؤسف ومؤلم، لذلك نحن الان نعطي كل تقييمنا للشخصيات البارزة التي كانت على رأس الرئاسة الإيرانية ووزارة الخارجية الإيرانية والتي كانت تتقدم على الساحة الدولية كوجهة واحدة، بلا اي شك ان اي سياسة خارجية لأي دولة بما فيها إيران يعد وجه الدولة امام الرأي العام العالمي امام المجتمع الدولي، وايضا صورة وزير الخارجية لها طابع خاص، لان هذه شخصية اخلاقية سياسية تعكس موقف البلد وطبيعته، شخصية وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان شخصية بارزة والتي كانت محترمة وتفرض الاحترام الكبير لها بكل الاوساط الديبلوماسية في الدول الصديقة وحتى في الدول المعادية، لان مهاراته الديبلوماسية كانت واضحة.
من المعروف ان سياسات الدول، تقّرها مؤسسات عديدة في الدول الديمقراطية، لكن شخصية الوزير تضيف طابع خاصة لهذه السياسات.. فما هي الاضافات التي فرضتها شخصية الوزير الشهيد عبداللهيان على مكانة وسياسات الجمهورية الاسلامية؟ وما هو الاثر الذي تركه هذا الديبلوماسي البارز في الاوساط الدولية؟
كان يمتلك المهارة الديبلوماسية الديناميكية مع اتصالات واسعة على الصعيد الدولي على الصعيد العالمي ومع الدول المجاورة، وطبعا مع روسيا الفيدرالية، ومن موسكو بيّن دوره البناء، الدور المحترم، الدور الذي كان يتابع المصالح القومية للبلد الذي كان يتقدم باسمه ويمثله، وكل هذه الاتصالات كانت لتقوية موقف إيران في العالم وفي منطقة الشرق الاوسط.
اكثر ما كان يميز الوزير الشهيد عبد اللهيان حيويته وحركته الدائمة من بلد الى اخر لتعزيز مكانة بلاده وتحسين علاقاتها مع الدول الاخرى.. فكيف تقيمون هذا الجانب من شخصية الشهيد ؟ والى اي حد نجح في تحقيق الاهداف التي حددتها الدولة لعلاقاتها الخارجية؟
نحن نلاحظ نمو وقوة تلك العلاقات وزيادة الثقة المتبادلة بين إيران وروسيا في امور عديدة وخصوصا في الظروف الراهنة على كافة الصعد، حيث ان روسيا تواجه في ارض أوكرانيا 54 دولة غربية التي تساعد وتشجع السياسة العسكرية والسياسية والديبلوماسية الاوكرانية، روسيا تواجه كل التحديات التي نحن نعيشها، لذلك عندما ننظر الى دور المرحوم وزير الخارجية الايرانية ننظر الى شخصية بارزة استثنائية لعبت دورا حاسما في تطوير وتقوية العلاقات الثنائية بين روسيا وايران، وايضا دليل على مهاراته هو دخول إيران الى عائلة دول البريكس والتي اصبحت في هذا العام لها عضوية كاملة في هذه المنظمة الدولية كبديل للنظام الاحادي الذي هو تحت رئاسة الولايات المتحده الاميركية والذي يحاول ان يفرض على العالم بما فيه روسيا والصين الشعبية وإيران وغيرها السيطرة والهيمنة لكي يبنوا عالم ذو قطب واحد بقيادة المنظومة الاميركية، إيران وروسيا في خندق واحد يواجهان هذه الخطورة العالمية بحق الانسانية.
الشهيد عبداللهيان تولى مهام وزارته في ظروف استثنائية، سواء على مستوى الاوضاع الايرانية او المتغيرات الاقليمية.. فهل نجح برأيكم في الدفاع عن مصالح بلده من خلال مشاركاته في اللقاءات والمناسبات الثنائية والعامة؟
دور وزير الخارجية الايرانية المرحوم عبداللهيان كان دورا مثيرا للاهتمام ولا يمكن ان نفيه حقه لانه دورا اكبر من الالتزامات الرسمية والشكلية، هو الوزير المناضل والمقاوم، وكان لديه أولويات واضحة وأهمها تقوية موقع إيران في منطقة الشرق الاوسط، خلال وجوده كوزير الخارجية واجه كل التحديات التي كانت تواجه إيران من جانب الولايات المتحده الاميركية والدول الغربية الذين حاولوا ان يعزلوا إيران كما روسيا عن المجتمع الدولي اقتصاديا وسياسيا، ولا شك ان دخول إيران في البريكس هو انجاز ضخم وكبير ومهم لمستقبل إيران فقد وضع عبداللهيان الأسس الاولى لبناء النظام العالمي الجديد.
رجل بمكانة وصفات الوزير الشهيد عبداللهيان لاشك ان غيابه سيترك فراغا كبيرا فهل تعتقدون ان السياسات الايرانية الخارجية يمكن ان تتغير في غيابه؟ وهل لدى النظام الايراني القدرة للتعويض عن هؤلاء الرجال الاستثنائيين في الحكم والادارة؟
الشعب الايراني سوف يجد البديل، والانتخابات القادمة في إيران ستكون جوابا بناءً لكل التحديات التي تواجه دول الشرق الاوسط وروسيا والصين ودول افريقيا وآسيا والدول العربية المجاورة لايران والتي كان للوزير المرحوم الدور في اعادة بناء علاقات بناءة وعلاقات تعاون مع دول الخليج، ونتمنى للشعب الايراني افضل الامنيات في المرحلة القادمة مرحلة الانتخابات، المرحلة الجديدة من الصراع من اجل اهداف نبيلة وهي اهداف للتخلص من الهيمنة والسيطرة الاميركية الغربية.
/انتهى/
تعليقك