وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: عملت الدعاية الغربية "الإسرائيلية" على توهين قدرات القوات المسلحة اليمنية في انتاج وتطوير الأسلحة، حتى فاجأهم اليمنيون بعملية مسيّرة يافا التي وصلت إلى تل أبيب دون أن يتم اعتراضها، و لا يزال اليمن العزيز يفاجىء العالم اجمع بترسانته العسكرية المتطورة وبعملياته النوعية التي استطاعت ان تشل البحر الاحمر منعا من ايصال السلع للكيان المحتل وأخيراً وليس آخراً بصاروخه الفرط صوتي الذي ضرب عمق الكيان وحطّم أسطورته الدفاعية الوهمية.
عناوين متنوعة، ناقشتها مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، في حوار مع، الصحفية اللبنانية والباحثة السياسية الاستاذة مريم السبلاني، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
دعينا نبدأ من الفوضى، الهلع، مليوني مُحتَل إلى الملاجئ، حرائق مشتعلة، كله بسبب صاروخ يمني واحد، رسالة يمنية باسم المحور، وكأنّ الصاروخ اليمني الفرط الصوتي، هو بروفه للرد الإيراني الموعود. ما هو تعليقُكِ على ذلك؟
في العملية التي أعلنت عنها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت هدفاً عسكرياً اسرائيلياً، يكون اليمن الدولة الثانية التي يستخدم هذا النوع من الصواريخ بعد موسكو التي أعلنت عن استخدامها له في حربها ضد الغرب في أوكرانيا.
من ناحية أخرى فإن وصول الصاروخ إلى هدفه، الذي يبعد عن مطار بن غوريون أقل من 6 كلم في ضواحي تل ابيب، يشير إلى عدد من الاخفاقات. اذ ان مدة تجهيز الصاروخ لإطلاقه، الذي يتطلب بالضرورة وجوده في أراضٍ مفتوحة، يجعله مرئيّاً للأقمار الاصطناعية الاستطلاعية الاسرائيلية والأميركية التي من المفترض أنها تراقب مواقع الاطلاق المحتملة. إضافة لإخفاقات أخرى، كقدرته على تجاوز عدد كبير من الأنظمة الدفاعية الأميركية الإسرائيلية المنتشرة في المنطقة. وهذا المشهد يضع على طاولة التقييم الأمني العسكري الإسرائيلي عدداً من التحديات: اذا كانت الإصابة التي حققها صاروخ فرط صوتي واحد من مسافة تبعد حوالي 2040 كم تسببت بكل هذه الخسائر (بما يتعلق بتضرر صورة الردع الإسرائيلي أيضاً)، فإن الضرر سيكون مضاعفاً في حال استخدام ايران -التي تبعد نصف هذه المسافة- لمثل هذه الصواريخ، وبتقنية اكثر تطوراً.
بالأمس القريب أعلن عن مواصفات الصاروخ "فلسطين2" بالإضافة الى مداه الذي يصل الى 2150 كيلومتر فإنه يتميز بتقنية التخفي وهو يمتلك قدرة عالية على المناورة التي تتجاوز أحدث وأقوى منظومات الدفاع الجوي في العالم بما فيها القبة الحديدية، هل هذا يعني قلب المعادلة العسكرية في منطقة غرب آسيا وان اليمن استطاع رغم كل الحصار والعقوبات ان ينشئ ترسانته العسكرية الخاصة ؟
ينقسم تحليل العملية التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية إلى قسمين. الأول أن هناك من يمتلك صواريخ فرط صوتية، لم يكن كيان الاحتلال أو الاستخبارات الغربية بأجمعها على علم بذلك. وكانت تعتقد أنها محصورة بالولايات المتحدة وروسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران. والثاني، هوية الجهة التي تمتلكها وهي صنعاء، بما تمثل من عقيدة وخيار سياسي إلى جانب محور المقاومة من ناحية، وموقع جغرافي استراتيجي من ناحية أخرى.
عملت الدعاية الغربية الإسرائيلية على توهين قدرات القوات المسلحة اليمنية في انتاج وتطوير الأسلحة، حتى فاجأهم اليمنيون بعملية مسيّرة يافا التي وصلت إلى تل أبيب دون أن يتم اعتراضها، وأصابت مبنى القنصلية الأميركية أيضاً. ثم العملية الأخيرة التي وصلت إلى تل أبيب بصاروخ "فلسطين 2". في حين، أن الدعاية الإعلامية لن تغير من الواقع شيئاً، في الوقت الذي تأخذ فيه أجهزة الاستخبارات ما جرى عل محمل جد، وتضعه على الطاولة لمناقشة تداعياته ونتائجه.
من ناحية أخرى، فإن عملية "طوفان الأقصى" تركت أثرها البالغ على وجه المنطقة والعالم، وليس فقط منطقة غرب آسيا. اذ أنها كشفت عن لاعب إقليمي جديد وجدي في توجهه لنصرة القضية الفلسطينية عسكرياً أي اليمن، وجهوزية حزب الله التي لم يكن يتوقعها الاحتلال، كشبكة الأنفاق ومسيرات الهدهد، إضافة لجرأة إيران وتصميمها على الرد على استهداف القنصلية إضافة لاغتيال رئيس حركة حماس الشهيد إسماعيل هنية على أراضيها، والدعم المستمر لفصائل المقاومة في المنطقة.
وماذا عن اسقاط الطائرة MQ9 الاميركية بصاروخ أرض جو بمحافظة ذمار وهي الطائرة العاشرة التي تم اسقاطها برأيكم هذا الدفاع البطولي من اهل اليمن ألا تدفع بالأميركي والصهيوني لإعادة حساباتهم مع اليمن ام تعتبرون بأنهم قد يسيرون خلف الكيان المحتل بخطوة مجنونة تشعل المنطقة ؟
تعلم الولايات المتحدة والدول المشاركة في التحالف البحري "حارس الازدهار" أن الخيارات لمواجهة اليمن وردعه عن الاستمرار في اغلاق الممرات المائية في وجه السفن المتجهة إلى إسرائيل، محدودة. ولو أنها أثبتت نجاحاً، لكانت العمليات العسكرية قد توقفت من الأسبوع الأول، لكنها مستمرة وتأخذ منحى تصاعدياً من حيث نوعية الأهداف والأسلحة. في حين أن إصرار الأميركي على الاستمرار بعملياته، هو في جانب من جوانبه، محاولة للتخفيف عن كيان الاحتلال الغارق في مستنقع قطاع غزة والجبهة الشمالية، ومحاولة لمنع تدهور الأمور لحرب أوسع، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.
كيف استطاعت مسألة إقفال البحر الأحمر أمام السفن المتجهة الى الكيان المحتل، ان تشكل جبهة واسناد قوي لغزة في ظل تعويض بعض الدول العربية لما ينقص العدو من احتياجات على كافة الصعد؟
على الرغم من مساعي بعض الدول لتعويض البضائع والأساسيات التي يحتاجها كيان الاحتلال، إلا أن الضرر الحاصل من اغلاق الممرات المائية بهذا الشكل، يترتب عليه تداعيات أكثر تعقيداً. وهو الأمر نفسه الذي تسببت به الضربة على تل أبيب للمرة الثانية، وهو فقد ثقة المستثمرين الدوليين بالولايات المتحدة أولاً التي عجزت عن تأمين سفنهم، ومن كيان الاحتلال الذي لم يعد مكاناً آمناً للاستثمار بعد اقتراب الحرب من بلوغ عامها الأول، دون حل قريب يلوح في الأفق، وفي الوقت الذي تتضاعف بها الخسائر على مختلف المستويات. وبالتالي، فإن الاقتصاد وعالم الاستثمار هو كيان سريع العطب، ويتأثر بشدة بالمتغيرات السياسية والأمنية المحيطة، وهذا ما يجعل الضغوط تتزايد على الكيان لانهاء الحرب، لأنها لم تعد محصورة ببقعة جغرافية محددة، بل ان تأثيراتها آخذة بالنمو نحو وضع أكثر سوءاً.
/انتهى/
تعليقك