١٩‏/١٢‏/٢٠٢٥، ١٢:١١ م

خاص لمهر

تأملات في النقاشات والجدل الدائر حول منتدى الدوحة ٢٠٢٥

تأملات في النقاشات والجدل الدائر حول منتدى الدوحة ٢٠٢٥

عُقد المؤتمر الدولي الثالث والعشرون لمنتدى الدوحة في فندق شيراتون بالدوحة في الفترة من 6 إلى 7 ديسمبر. وشارك أكثر من ٧٠٠٠ مشارك من ١٧٠ دولة في هذه النسخة الأخيرة من المؤتمر العالمي الضخم تحت شعار "العدالة في العمل: من الوعود إلى التقدم".

وكالة مهر للأنباء: عُقد منتدى الدوحة الثالث والعشرون في عاصمة قطر يومي 6 و7 ديسمبر 2025. وجمع هذا المنتدى قادة العالم الحاليين والسابقين، وصناع السياسات، والخبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات الرئيسية التي تواجه المنطقة والعالم، من السلام والأمن إلى الاقتصاد والتكنولوجيا.

أول حوار بعد القصف: علامة الحجر على الزجاج

عُقد المؤتمر الدولي الثالث والعشرون لمنتدى الدوحة في فندق شيراتون بالدوحة في الفترة من ٢٥ إلى ٢٨ ديسمبر. وشارك أكثر من ٧٠٠٠ مشارك من ١٧٠ دولة في هذه النسخة الأخيرة من المؤتمر العالمي الضخم تحت شعار "العدالة في العمل: من الوعد إلى التقدم". إلا أن مؤتمر هذا العام طغى عليه الهجوم الإسرائيلي على قلب الدوحة، وانصبّ تركيز قطر خلال هذه الفترة على الخروج من دوامة انعدام الأمن وحافة الانهيار الأمني.

مأدبة لقضية انفصال أمريكا عن أوروبا؛ تأكيد على عدم صلة أوروبا بالمنطقة وعدم تأثيرها فيها

طغت استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، التي نُشرت قبل ساعات قليلة من بدء القمة، على معظم مناقشات اليوم الأول. وبدا على جميع اللقاءات مع الممثلين الأوروبيين، بدءًا من السيدة كالاس في الاتحاد الأوروبي وصولًا إلى وزراء الخارجية الأوروبيين، على الرغم من حرصهم على الظهور بمظهر دبلوماسي، شعور عميق بالصدمة وخيبة الأمل؛ فمع أنهم رفضوا خطر "تآكل الحضارة"، إلا أنهم لم يعودوا قادرين على إنكار الاختلافات الجوهرية في القيم مع الولايات المتحدة؛ وبدا أنهم وحيدون ويائسون في مواجهة القوة العسكرية الروسية؛ وبشكل عام، بدت أوروبا أكثر "عدم أهمية" للمنطقة وأزماتها من أي وقت مضى.

قطر ومجموعة من العلاقات الأمريكية؛ استعراض قوة جماعات الضغط المؤيدة لترامب في مؤتمر رابطة جماعات الضغط الخليجية الفارسية الكبرى

على الرغم من حضور ممثلين تقليديين من الحزب الديمقراطي والتوجهات العالمية الأمريكية، مثل هيلاري كلينتون، وشخصيات بارزة مثل بيل غيتس، إلا أن الحضور المحوري لتاكر كارلسون، الذي أجرى مقابلة حصرية مع رئيس وزراء قطر، بالإضافة إلى دونالد ترامب الابن واميد مالك، من صميم حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً= Make America Great Again "، والذين يركزون على ثنائية "الابتعاد عن أوروبا"، و"سياسة خارجية براغماتية وغير أيديولوجية"، و"إعطاء الأولوية للسياسة الداخلية الأمريكية مع الحفاظ على مسافة"، و"عدم وجود ضرورة للعداء الدائم مع روسيا والصين وإيران"، إلى جانب عدم دعوة السيناتور ليندسي غراهام، المعروف بنزعته الحربية، إلى هذا المؤتمر سنوياً، فقد أظهر، بالإضافة إلى نأيه الواضح بنفسه عن جماعات الضغط الإماراتية ذات التوجه الصهيوني، بقيادة "العتيبة" في واشنطن لما يقرب من عقدين من الزمن، براعةً في استعراض قوة جماعات الضغط القطرية المختلفة والفعالة في قلب فريق ترامب.

على الرغم من حضور ممثلين تقليديين من الحزب الديمقراطي والتوجهات العالمية الأمريكية، مثل هيلاري كلينتون وبيل غيتس، وبيل غيتس، إلا أن حضور تاكر كارلسون المحوري، الذي أجرى مقابلة حصرية مع رئيس وزراء قطر، ودونالد ترامب الابن وأوميد مالك، كان له دور بارز في حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" ويركز على "الابتعاد عن أوروبا"، و"سياسة خارجية براغماتية وغير أيديولوجية"، و"سياسة خارجية غير أيديولوجية"، و"سياسة خارجية غير أيديولوجية". إنّ هذه القوة الكبيرة في الضغط والتأثير على سياسات واشنطن، والتي خلقت وضعاً مختلفاً تماماً في العلاقات القطرية الأمريكية، أو بالأحرى العلاقات القطرية مع ترامب، خلال العام الماضي، ولا سيما في الأشهر التي أعقبت هجوم النظام على الدوحة، مقارنةً بـ"الحصار الكامل" الذي فُرض على قطر خلال ولاية ترامب الأولى، على الرغم من كل نقاط الضعف وعدم الاستقرار الناجمة عن شخصية ترامب المتقلبة وتدخلات الخصوم الإقليميين واللوبي الصهيوني، تستحق الدراسة والتنسيق والاستفادة منها.

سوريا: استعراض النصر؛ وسط استياء وغموض

بعد مرور عام كامل على نبأ هروب بشار الأسد المفاجئ، صباح اليوم الثاني من منتدى الدوحة 2024، اعتُبر حضور محمد الشرع الجولاني حفل الافتتاح مع أمير قطر يعني أن " استثمارات القطريين في سوريا أتت أكلها على مدى 14 عاماً". ورغم فشل جولاني في ترسيخ سلطته على سلامة العملة الوطنية، وضعفه الشديد في المواجهة أو التوصل إلى اتفاق في ظل هجمات الكيان الصهيوني المتواصلة، وانتهازيته في اللعب المتزامن مع قطر ومنافسيها الإقليميين، والنقص الواضح في تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية، وعدم الوفاء بوعد إعادة بناء البلاد، وغياب رؤية واضحة لمشروع خط أنابيب قطر-أوروبا، اقتصر هذا النجاح على مستويات رمزية وحضور رمزي، ويخفي وراء الكواليس الكثير من الغموض والاستياء والتضارب.

من "التحول الطاقي" إلى "انفجار الطاقة"

بعد عقدين من الترويج لـ"التحول الطاقي" والتحول من الوقود الأحفوري، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتعطيل طرق نقل الغاز الروسية التقليدية، عاد سوق الغاز الطبيعي المسال القطري ليتدفق بقوة، مصحوبًا بتدفق هائل للاستثمارات المرتبطة بمشاريع جديدة تمتد من 25 إلى 30 عامًا. أدى هذا الانفتاح الجيوسياسي، مدعومًا بالتوقعات التكنولوجية لزيادة الطلب بشكل مطرد نتيجة لانتشار الذكاء الاصطناعي، ومع احتمال حدوث طفرة هائلة في الطلب، إلى يقين تام بضمان سوق مستدامة للغاز القطري لعقود قادمة. وقد تجلى هذا التفاؤل والنشوة حتى في اللغة الدبلوماسية الحذرة للمسؤولين القطريين، كاشفًا عن مصطلحات جديدة مثل "الذروة" أو "انفجار الطاقة".

إيران والمنطقة: سردية مزدوجة للضعف والتهديد

على الرغم من أن غياب تمثيل إيران رفيع المستوى - على الأقل على مستوى وزير الخارجية - عن مؤتمر هذا العام أثار استياءً لعدم سماع صوتها في هذا المحفل الدولي الفريد، إلا أن قضية إيران طُرحت في معظم الجلسات الإقليمية والعديد من المناقشات العالمية.

كان الافتراض الأول قد بُني على ضعف ایران الشديد، وانهيار محور المقاومة، وفشل مشروعها الإقليمي. هذا وشكل (هذا الزعم) بأن ايران التهديد المحتمل للسلام والأمن الإقليميين الشق الثاني من هذا السيناريو. استند منطق هذه الحملة التخويفية إلى ذريعة مفادها استمرار دعم إيران لحزب الله وأنصار الله وقوات الحشد الشعبي، وادعاء استمرار التدخلات في سوريا، وضرورة تفاوض إيران مع الإمارات العربية المتحدة بشأن قضية الجزر الثلاث وافتتاح سفارة لها في المنامة، باعتبارها "إجراءات ضرورية لبناء الثقة"!

وشكّل حضور الدكتور ظريف في الجلسة العامة مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليج الفارسي، والعديد من اجتماعات المائدة المستديرة المغلقة حول مواضيع مثل "الأمن في منطقة الخليج الفارسي"، وقضايا لبنان وسوريا بحضور ممثلين عن مراكز أبحاث إيرانية، ساحاتٍ للمواجهة المصطنعة بين "إيران والأمن الإقليمي"، الأمر الذي يستلزم اهتمامًا مستقلًا ومركزًا، إلى جانب صياغة روايات متسقة في هذا الشأن.

العلاقات الثنائية في ظلّ "قاعدة العديد": التعقيد التقني وتشكيل السرد العدواني

فيما يتعلق بهجوم إيران على قاعدة العديد الأمريكية ردًا على الهجوم الأمريكي على منشأتي فوردو ونطنز النوويتين، ألقت سلسلة من الروايات المتضاربة وسوء الفهم المتراكم بظلالها على العلاقات الثنائية الجيدة بين إيران وقطر. فقد امتلأت هذه العلاقات الطيبة، التي أُرسيت بعد سنوات من الحرب بالوكالة في سوريا، والتي تمحورت حول الدعم الإيراني الحاسم لقطر خلال الحصار المفروض عليها من عام 2017 إلى عام 2022، والتي بلغت ذروتها من خلال التقارب في دعم حماس ومشاركة قطر في كأس العالم 2022، بسوء الفهم مع اغتيال الشهيدة هنية في طهران، وسقوط نظام الأسد، ودور قطر في إنشاء مرتفعات الجولان في سوريا.

بقلم: "سيد محمد صادق إماميان"
عضو هيئة التدريس في جامعة أمير كبير
المؤسس المشارك لمعهد الحوكمة الرشيدة
ديسمبر 2025

/انتهى/

رمز الخبر 1966338

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha