وأفادت وكالة مهر للأنباء بأن مسعود بزشكيان، رئيس الجمهورية، أكد خلال لقائه بالناشطين السياسيين والاجتماعيين في محافظة خراسان الجنوبية، على أهمية رأس المال الاجتماعي ومشاركة المواطنين، وقال: إن التغيير والتنمية في البلاد لا يمكن أن يتحققا من دون الحضور الفاعل للشعب والاستفادة من طاقات الجامعات والمؤسسات العلمية. وأضاف: نتبنى في المحافظات نهجاً إدارياً تشاركياً ومحلّياً، بما يضمن أن تكون القرارات قريبة من الناس ومستندة إلى الوقائع المحلية.
وأشار رئيس الجمهورية إلى تفويض الصلاحيات للمحافظات، موضحاً أن الإدارة المركزية المتحكمة من الأعلى قد تم تجاوزها، وأن الصلاحيات أُنيطت بالمديرين في المحافظات. وقال: يشارك المواطنون بشكل فاعل في اتخاذ القرارات وتنفيذ المشاريع، من بناء المدارس وتعزيز العدالة التعليمية، إلى تحسين مستوى الصحة والوقاية من الآفات الاجتماعية.
وفي ما يتعلق بإدارة موارد الطاقة والمياه في البلاد، قال رئيس الجمهورية: على الرغم من العقوبات وشح الموارد المالية، تُدار عملية استهلاك الكهرباء والوقود عبر تخطيط دقيق وبالتعاون مع 80 أستاذاً جامعياً من اختصاصات مختلفة. وتشمل هذه البرامج إدارة عجز الكهرباء، والاحتياطات الوقودية، والتحكم في مشاعل الغاز، ما أسهم في تحقيق وفورات سنوية تُقدّر بمليارات الدولارات.
وفي محور آخر من كلمته، شدد بزشكيان على أهمية التخطيط العلمي القائم على الأدلة، قائلاً: إن تنفيذ البرامج الإصلاحية يحتاج إلى وقت ويتطلب مرافقة المواطنين والخبراء والمؤسسات العلمية. وكل من يدّعي القدرة على حل المشكلات فوراً، يمكنه أن يتقدم بحلول عملية، لكن إدارة البلاد ليست تنظيراً، وكل قرار يحتاج إلى موارد وتخطيط دقيق.
وأشار رئيس الجمهورية إلى إنجازات القطاع الاجتماعي والرفاه الاجتماعي، موضحاً أنه في خراسان الجنوبية وسائر المحافظات أسهمت مشاركة المواطنين في المشاريع المحلّية، والمدرسية، والمسجدية، في الوقاية من الآفات الاجتماعية وتعزيز الثقة والتماسك الاجتماعي. وأضاف: لقد أعددنا وثيقة استراتيجية للتنمية الاجتماعية في المحافظات بالتعاون مع الجامعات والمحافظات، تتضمن خططاً تنفيذية محددة بجداول زمنية واضحة.
وتطرق بزشكيان كذلك إلى أهمية الاستقلال والأمن القومي في السياسة الخارجية، قائلاً: لا نقبل بإيران ضعيفة أو مُجزأة. إن علاقاتنا الخارجية تُدار بهدف صون العزة والقوة الوطنية والحفاظ على الحقوق النووية والدفاعية. كما أن الاتفاقات مع دول المنطقة والعالم تُبرم وفق مقاربة ثنائية ومتوازنة، على أن يصون كل قرار المصالح الوطنية.
وفي ختام كلمته، أكد رئيس الجمهورية ضرورة الوحدة والتعاون بين جميع الفئات والشرائح الاجتماعية، قائلاً: لا توجد أي قيود على أساس الجنس أو الدين أو القومية أو التوجه السياسي للتعاون مع الحكومة. الجميع قادرون، كلٌّ بحسب طاقته، على المساهمة في بناء إيران قوية. إن تضافر جهود الشعب، والاستفادة من القدرات العلمية، واعتماد الإدارة القائمة على الأدلة، هي الطريق الحقيقي الوحيد لمعالجة مشكلات البلاد.
وختم بزشكيان حديثه أمام الناشطين السياسيين والاجتماعيين في خراسان الجنوبية بالتأكيد على أننا حققنا إنجازات ملموسة مقارنة بالماضي، غير أن الطريق لا يزال طويلاً، ويتطلب مرافقة الجميع لبناء مستقبل مستدام وقائم على العدالة.
تعليقك