وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه بينما كانت ليلة السبت تقترب من ساعاتها الأخيرة، أدى وقوع انفجار مروع في منجم الفحم التابع لشركة التعدين في طبس، إلى كارثة محزنة جدا، حيث وقع الانفجار بينما كان 69 من عمال المنجم يعملون في البلوكين B وC في تلك اللحظات القاتلة، والآن أصبح مصير الكثير منهم في هالة من عدم اليقين بعد الحادث.
ومع بدء عملية الإنقاذ ووصول رجال الإنقاذ، وحتى لحظة كتابة هذا التقرير، تم انتشال جثث 34 عاملا من المنجم، وبحسب رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني، لا يزال 17 شخصا محاصرين تحت الانقاض وعمليات الإنقاذ مستمرة. وبحسب الخبراء فإن انفجار غاز الميثان في البلوك C هو كان سبب الانفجار.
ومساء السبت، دخل عمال منجم الفحم، كعادتهم، إلى المنجم البالغ طوله 700 متر عبر ثلاثة أنفاق، للحصول على لقمة الخبز الحلال لعائلاتهم من الأرض الباردة والمظلمة. دخلوا المنجم بينما لم يكن أحد يعلم أنهم في غضون ساعات قليلة سيتعرضون لواحدة من أخطر حوادث التعدين في إيران مع وفاة بعض أصدقائهم الذين قضوا معهم ساعات طويلة من النهار والليل. وفي الساعة 21:00 ليلاً، سمع فجأة صوت انفجار مروع من مدخل النفق رقم ثلاثة. وكان العمال والمسؤولون الموجودون في المنجم ينظرون بذهول إلى الدخان والغبار الخارج من النفق. وتوجه أهالي المنطقة إلى باب مدخل النفق عندما لاحظوا سقوطه.
وحاول بعض العمال الخروج من مدخل النفق رقم اثنين بمساعدة زملائهم، إلا أن النفق رقم اثنين انهار أيضاً. وكانت الطريقة الوحيدة للوصول إلى العمال المحاصرين هي النفق رقم واحد، حيث دخل العمال، لكن لم يكن بوسعهم فعل أي شيء، وتمكن قوات الانقاذ من إخراج عدد من العمال المصابين فقط من داخل النفق.
وروى أحد قوات السلامة بالمنجم قصة الحادث وقال: "مكان الحادث كان به غاز الميثان وكان علينا إخلاء الغاز أولا لتتم أعمال الإنقاذ ونقل الجثث. أولاً نزلنا إلى افتتاح ورشة التعدين وفحصنا حالة التهوية وكمية الغاز في موقع الحادث. كانت مهمتنا هي جلب التهوية إلى الظروف القياسية وإزالة الغازات السامة والمميتة. تحركت قوات السلامة والإنقاذ أولاً مسافة 500 متر على طول المسار المنحدر ثم 400 متر على طول المسار الأفقي حتى وصلت إلى مدخل موقع التعدين. ودخل أكثر من ثمانية من قوات السلامة إلى داخل الورشة لتفقد الوضع. وإلى حين إطلاق الغازات، لم يكن من الممكن الوصول إلى عمال المنجم المحاصرين، مما تسبب في تأخير تقديم الإغاثة لعدة ساعات.
دخل قوات الأمن الأنفاق بأجهزة التنفس ويجب عليها مغادرة المنجم قبل نفاد الأكسجين. وقاموا بفحص كمية الغاز المتوفرة بالمعدات، ولم يتمكن رجال الإنقاذ من دخول النفق رقم 3 حتى الساعة 11 من صباح يوم الأحد بسبب وجود غاز الميثان.
وأشار عامل منجم آخر إلى أن المنجم الذي تعرض للحادث يضم 13 ورشة ونسمي كل ورشة أفق، وقال: "المنجم نفسه يتكون من القطع A، B و معدنجو، حيث تنشط 13 ورشة. ان فترا العمل هي من 6:30 صباحا إلى 12:30 ظهرا، ومن 12:30 ظهرا إلى 6 مساءا، والفترة المسائية من 6:30 مساء إلى 12 ليلا. وردت أنباء الأسبوع الماضي عن انهيار موقع الحادث وإغلاق الورشة لعدة أيام. وقيل إن سقف المنجم سقط لكن لم يتم تحديد سبب السقوط ولحسن الحظ لم يصب أحد في ذلك الحادث، لكن تم إغلاق عدة مناوبات للورشة التي وقع فيها الحادث أمس. معظم العمال هم من المدن القريبة.
ورغم أن هذه الحادثة المريرة أودت بحياة 52 من عمال المناجم بناء على إحصائيات غير رسمية، إلا أن لها أيضا بطلا كان من الممكن أن يزيد عدد القتلى لو لم يكن حاضرا. وقال هذا المنقذ وهو في المستشفى وهو لا يستطيع التنفس الا بصعوبة، "كنا نعمل ليلة الحادث عندما قال أحدهم اهرب، الورشة مشتعلة ويوجد غاز. هربنا وصعدنا. تناولت لقمة من الخبز والشاي وانتظرت أصدقائي، لكن مهما طال انتظاري، فإنهم لم يأتوا. لم أستطع التحمل وذهبت لرؤية ثلاثة أشخاص ما زالوا على قيد الحياة، لذا أخرجتهم ووضعتهم في العربة. وبعد مرور بعض الوقت، لم أستطع التحمل مرة أخرى، وهذه المرة رأيت شخصًا قد تعرض للعض وكان يشخر. عندما نظفت فمه، شعر بتحسن. صعدت ووجدت بعض أصدقائي، لكن بدأت أشعر بالصداع وآلام الرقبة وثقل الجسم، فنقلني عمال الطوارئ إلى المستشفى، وأنا الآن بخير".
/انتهى/
تعليقك