٣٠‏/١١‏/٢٠٢٤، ٩:٤٢ ص

حرية اسرائيل بالتصرف في لبنان مضمونة بموجب ضمانات أمريكية؟!

حرية اسرائيل بالتصرف في لبنان مضمونة بموجب ضمانات أمريكية؟!

بعد أيام من بدء وقف إطلاق النار في الحرب على لبنان، انتهكت إسرائيل الاتفاق عدة مرات، مما أدى إلى إصابة أشخاص، إضافة إلى خسائر مادية كبيرة وفقًا لتصريحات رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.

وكالة مهر للأنباء- قسم الشؤوون الدولية: استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدات الطيبة، الخيام، ومرجعيون، لكن الأهم من ذلك كان الهجوم الجوي على موقع عسكري تابع لحزب الله. الملفت أن الجيش الإسرائيلي أعلن رسميًا في بيان عن هذا الهجوم، مشيرًا إلى أن الموقع يُستخدم لتخزين صواريخ متوسطة المدى، وأن الهجوم جاء بعد رصد أنشطة لحزب الله في الموقع.

وقد تم هذا الهجوم الجوي بالقرب من صيدا بتنسيق مع الولايات المتحدة، حيث أكد الصحفي الإسرائيلي البارز باراك راويد أن الجيش الإسرائيلي أبلغ واشنطن قبل الهجوم بأن حزب الله يستخدم الموقع لتخزين الصواريخ، وأنه يخطط لتدمير هذا التهديد. هذا التنسيق والموافقة الأمريكية على الهجوم يؤكدان وجود ضمانات أمريكية لإسرائيل بشأن حرية التصرف.

كان أحد الخلافات الكبيرة في مفاوضات وقف إطلاق النار هو إصرار إسرائيل على أن يضمن الاتفاق حرية تصرفها بعد وقف إطلاق النار، بمعنى أن تضرب أي هدف تريده بأي ذريعة. لكن الطرف اللبناني رفض هذا المطلب بشدة، وتم حذف هذه النقطة من مسودة الاتفاق. ورغم ذلك، أشار بعض المصادر الإسرائيلية في حينه إلى أن الولايات المتحدة قدمت ضمانات لإسرائيل عبر اتفاق ثنائي بأن حرية التصرف ستبقى محفوظة.

عمليًا، الهجمات التي شنتها اسرائيل رغم وقف اطلاق النار هي ترجمة واضحة لهذا "حرية التصرف" التي حصلت إسرائيل على ضمان بشأنها من الولايات المتحدة، وعدم ذكرها في نص الاتفاق مع لبنان لم يمنع إسرائيل من تنفيذها.

من جهة أخرى، تنص المادة الرابعة من الاتفاق على أن التزامات الأطراف لا تمنع ممارسة حق الدفاع عن النفس وفق القانون الدولي. لكن المشكلة تكمن في أن إسرائيل تقدم تفسيرًا خاصًا للمصطلحات القانونية. فعلى سبيل المثال، تعريفها لـ "الدفاع عن النفس" لا يقتصر على الرد على هجوم فعلي أو تهديد قائم، بل تعتبر أن من حقها الدفاع ضد التهديدات المحتملة أيضًا.

الهجمات التي وقعت في هذه الايام والبيان الرسمي للجيش الإسرائيلي يشيران إلى أن تعريف إسرائيل لوقف الحرب يشمل الامتناع عن استهداف المدنيين والبنى التحتية، لكنه لا يشمل الأهداف العسكرية التابعة لحزب الله.

الحقيقة هي أنه إذا لم يتم التصدي لهذا الوضع منذ الآن، فقد يتحول لبنان إلى ساحة شبيهة بسوريا، حيث تقوم إسرائيل بتنفيذ هجمات كلما رغبت، تحت أي ذريعة لمواجهة تهديدات محتملة.

يبدو أن الحكومة اللبنانية بدأت تحركات لمحاولة وقف هذه الهجمات الإسرائيلية، لكن من غير المرجح أن تنجح هذه المساعي. والسؤال الآن: كيف سيتعامل حزب الله مع هذا الوضع؟ مواجهة "حرية التصرف" الإسرائيلية قد تؤدي إلى استئناف الحرب، بينما تجاهلها قد يجعل من هذه الهجمات أمرًا روتينيًا.

/انتهى/

رمز الخبر 1951330

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha