٢٩‏/٠١‏/٢٠٢٥، ٥:٣٤ م

القائد العام للحرس الثوري يعلن عن استخدام الذكاء الاصطناعي فی الدفاع الجوی والقوات البحریة

القائد العام للحرس الثوري يعلن عن استخدام الذكاء الاصطناعي فی الدفاع الجوی والقوات البحریة

أعلن القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الدفاع الجوي لاختيار الأهداف، وفي القوات البحرية لاكتشاف السفن.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال القائد العام للحرس الثوري خلال كلمة له في ملتقى "الذكاء الاصطناعي والحضارة المستقبلية": "في كل مرحلة من التاريخ، وخاصة في التاريخ المعاصر والعقود الأخيرة، كان هناك موضوع يُشكل الساحة الرئيسية للتنافس بين القوى العالمية. فمن عام 1940 إلى 1950، ظهرت تقنية جديدة مستمدة من معادلة النسبية لأينشتاين، وهي التكنولوجيا النووية، مما أدى إلى تنافس مدمر للغاية حول الأسلحة النووية وأسفر عن نتائج مؤلمة لهذا التطور الجديد."

وتابع: "بعد ذلك، أصبحت المنافسة في الفضاء والتقنيات الفضائية محور توازن القوى في العالم، حيث اتجهت نحو مفهوم "حرب النجوم" بهدف إنشاء منصات قادرة على تدمير أجزاء من العالم، وما زالت هذه القضايا تُتابع حتى اليوم. ما أتحدث عنه هو الحافة المؤلمة للتقنيات الناشئة، التي يمكن أن تُستخدم لإنقاذ البشرية من الفقر، كما يمكن استخدامها لتدمير ومحو الطموحات العظيمة للإنسان."

وأضاف اللواء سلامي: "يمكن للتكنولوجيا أن تساهم في صحة الإنسان، كما يمكنها نشر فيروسات مدمرة على نطاق واسع، مثل فيروس كورونا، الذي لا يزال من غير الواضح ما إذا كان من صنع البشر أم لا. كذلك، فإن تقنيات المعلومات والاتصالات يمكن أن تُستخدم لنقل المعرفة ورفع مستوى الوعي، لكنها في الوقت نفسه قد تؤدي إلى طمس الإبداع البشري. نحن نسعى للاستفادة من الجوانب الإيجابية لهذه التطورات."

وصرح قائد الحرس الثوري: "لن يتحقق العدل في العالم ما لم يتم تحقيق توازن القوى. للأسف، اليوم يسود في العالم، وخاصة في دول مثل أمريكا، قانون الغاب."

وأضاف: "غالبًا ما يتم التركيز بشكل مفرط على العواقب السلبية للتكنولوجيا. الذكاء الاصطناعي هو أحد العلوم الناشئة التي تحاول بعض القوى احتكاره، وهذا الاحتكار يؤدي إلى خلل في توازن القوى عالميًا. في عالم اليوم، لا مكان للضعفاء في الجغرافيا السياسية، كما أن درجة حرية الشعوب تتحدد بناءً على قوتها. إذا بقينا ضعفاء، سنُمحى من الوجود. لذا، يجب أن نكون أقوياء من أجل البقاء، لأن الاستقلال والحرية هما مفهومان ثمينان وأهداف سامية لكل المجتمعات البشرية، ويحظيان باحترام الجميع، حيث تُقاس مكانة الشعوب بمدى القوة التي تمتلكها."

وتابع اللواء سلامي: "إن التنمية الروحية والنمو المادي والجسدي للمجتمع يجب أن يسيرا معًا، تمامًا كما يُعرف الإنسان من خلال تكامل الروح والجسد. إذا أردنا بلوغ قمم في الروحانية والأخلاق، فعلينا أيضًا تحقيق تقدم علمي وتقني كبير."

وأضاف: "نؤكد على ضرورة امتلاك المعرفة والتكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، الذي أصبح اليوم عنصرًا أساسيًا في موازين القوى العالمية. ومن الأسئلة المهمة ما إذا كان بالإمكان التحكم في الذكاء الاصطناعي أم أنه سيتجاوز إرادة الإنسان. فالعالم الحقيقي ليس سوى انعكاس لما يدور في الأذهان، وما نطوره فكريًا سيأخذ شكله في الواقع. لا يزال من غير الواضح ما إذا كان مستقبل العالم سيتحدد بفضل الذكاء البشري أم أن الذكاء الاصطناعي سيفرض سيطرته."

وأكد اللواء سلامي: "يبقى السؤال حول مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على الالتزام بالمبادئ الأخلاقية دون إجابة واضحة. في الوقت الحاضر، يُعتبر الذكاء الاصطناعي بمثابة "العقل المنفصل" للإنسان، والعالم المستقبلي سيخضع لتأثيره بشكل كبير. هناك تساؤلات حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيتسبب في اضطرابات أخلاقية أو يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، لكن مع ذلك، ينبغي ألا نبقى بعيدين عن تطوير هذه التكنولوجيا."

وأشار إلى أنه "في المجال العسكري، سنحقق فوائد كبيرة من الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على الأخلاقيات. في بعض الأحيان، نضطر إلى خوض مواجهات بحرية بين السفن، حيث تقوم بعض السفن بإطفاء أنظمة تحديد مواقعها أو تغيير مسارها على بعد عدة أميال، وهذا أمر بالغ الأهمية. كذلك، فإن اختيار نقطة الاستهداف على السفينة أمر مهم للغاية، وهنا يساعدنا الذكاء الاصطناعي في تحديد السفينة المستهدفة بدقة. لكننا نسعى لتجنب إلحاق الأذى بطاقمها، لأن بعض سفن الإمداد اللوجستي التي يستخدمها أعداؤنا قد تكون مأهولة بأفراد لا ذنب لهم. نحن كمسلمين نؤمن بأن الغاية لا تبرر الوسيلة، لذا يجب أن تكون وسائلنا بنفس قيمة أهدافنا، فلا يمكن تحقيق هدف مقدس بأساليب غير مقدسة."

وأضاف القائد العام للحرس الثوري: "السفن الكبيرة لا تتضرر بضربة واحدة من طائرة مسيّرة، إلا إذا استهدفت نقطة ارتكازها، وهو أمر يمكن تحقيقه بفضل الذكاء الاصطناعي. وفي مجال الدفاع الجوي، عندما تشن عدة طائرات هجومًا في آنٍ واحد، فإن ترك مهمة اختيار الهدف للبشر يستغرق وقتًا طويلًا، بينما يتم تنفيذ هذه العملية بسرعة ودقة عند استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يكون عامل الوقت حاسمًا، سواء في عمليات المراقبة، أو المساعدات الصحية، أو سلامة الطيران وغيرها. الذكاء الاصطناعي يختصر هذا الوقت ويزيد من الكفاءة. يجب أن تستفيد بلادنا من هذه التكنولوجيا في جميع المجالات، مثل النقل، وإدارة الحركة الجوية والبحرية والبرية، والقطاع الصحي. ينبغي إنشاء هيكل علمي مركزي يعزز هذا الوعي لدى المسؤولين، لأنه بدون هذا الإدراك، لن نحقق تقدمًا ملموسًا."

وفي ختام حديثه، قال: "يمكن لهذا الملتقى أن يكون خطوة أولى نحو إنشاء حوار وطني حول الذكاء الاصطناعي. نحن عازمون على المضي قدمًا في هذا المجال، وسنخطو خطواتنا الأولى بقوة، مستعينين بعون إمام الزمان."

وفي نهاية الملتقى، تم الكشف عن "الخريطة الشاملة للذكاء الاصطناعي" للحرس الثوري، بحضور اللواء حسين سلامي.

/انتهى/

رمز الخبر 1953673

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha