٢٣‏/٠٣‏/٢٠٢٥، ١٠:٠١ ص

خاص لمهر..

المقاومة اليمنية أبهرت العدوان الاسرائيلي

المقاومة اليمنية أبهرت العدوان الاسرائيلي

إن الزيادة الأخيرة في الغارات الجوية الأمريكية على المناطق السكنية والبنية التحتية اليمنية يظهر أن صنعاء أثبتت مرة أخرى أن هذه الهجمات ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة العدوان الذي يستهدف الشعب اليمني. شعب أظهر قدرة نادرة على الصمود خلال سنوات الحرب، وهو مصمم على الدفاع عن مبادئه العادلة.

وكالة مهر للأنباء _ نجاح محمد علي: إن الزيادة الأخيرة في الغارات الجوية الأمريكية على المناطق السكنية والبنية التحتية اليمنية، إلى جانب استمرار واشنطن وحلفائها في دعم الكيان الصهيوني خلال ستة عشر شهراً من الإبادة الجماعية والفصل العنصري في غزة، يظهر أن صنعاء أثبتت مرة أخرى أن هذه الهجمات ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة العدوان الذي يستهدف الشعب اليمني. شعب أظهر قدرة نادرة على الصمود خلال سنوات الحرب، وهو مصمم على الدفاع عن مبادئه العادلة.

إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تدعمان الكيان الصهيوني في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وتحاولان إسكات أي صوت يقف ضد هذه الجرائم. لقد وقف اليمن بقيادة حكومة الإنقاذ الوطني والجيش الوطني بحزم إلى جانب أبناء غزة خلال المجازر التي تعرضوا لها، وأكدت التزامها بالقضايا العربية والإسلامية. ويعبر هذا الموقف عن التضامن ويعكس إرادة الشعب الذي يرفض الاستسلام للضغوط الخارجية ويصر على حماية سيادته واستقلال قراره.

وفي الآونة الأخيرة، تكررت الضربات الجوية الأمريكية على اليمن دعما للتحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن. ورغم حجم ودقة الهجمات الجوية والاستخباراتية السعودية الكبيرة خلال هذه الفترة، إلا أن الجيش الوطني اليمني في صنعاء تمكن من تعزيز قدراته الدفاعية والأمنية بشكل كبير. وأدى هذا التطور إلى انخفاض معدلات استهداف الأفراد والمرافق الحساسة، ما أجبر التحالف الأمريكي على استهداف المرافق العامة كبديل.

أثبت الجيش الوطني اليمني في صنعاء قدرته على مواجهة العدوان وتعزيز قدراته الدفاعية والأمنية. كما شهدت القدرات العسكرية تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، ما جعل من الصعب على التحالف المناهض لليمن تحقيق أهدافه. إن انخفاض وتيرة استهداف الأفراد والمنشآت الحساسة أجبر تحالف العدوان على تغيير استراتيجياته والتركيز على المنشآت العامة.

نعم لقد أثبت الشعب اليمني قدرته على الصمود والانتصار على تحالف الغزاة بقيادة السعودية من خلال مشاركته الفاعلة والمتميزة في معركة نصرة غزة. إن الدفاع عن فلسطين ضد التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ليس تحدياً صعباً بالنسبة لليمن، كما أظهرت الأحداث الأخيرة. وعلاوة على ذلك، كانت رسالة صنعاء واضحة؛ إن السلام في غزة هو مفتاح السلام في البحر الأحمر، وإلا فإن دعم اليمن لفلسطين سيستمر. لقد ثبت مرة أخرى أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني هما السبب الرئيسي لانعدام الأمن في المنطقة والبحر الأحمر.

وفي هذه المرحلة، وبينما تواصل إدارة ترامب عدوانها وتروج لسياسة "الخوف والصدمة" لإخضاع الشعب اليمني، تحاول بعض دول المنطقة تعويض فشلها في دعم التحالف المعادي لليمن في السنوات الأخيرة. إن هذه الحكومات التي لم تنس الهزائم السابقة تحلم بالنصر على الشعب اليمني رغم الدعم المالي واللوجستي من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

إن الغارات الجوية الأمريكية على اليمن، مع إمكانية استمرارها وانضمام الجيش الصهيوني إليها، تسلط الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز الإجراءات الفعالة ضد كل التحركات الإعلامية والعمليات النفسية المضادة التي تلعب دورا كبيرا في محاولة كسر إرادة الشعب اليمني، بهدف فصله عن دعم القضية الفلسطينية وسكان غزة المضطهدين.

حلفاء وأسياد، وليس وكلاء

ويوضح بشكل واضح عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تربط اليمن بالدول العربية والإسلامية ان قرار اليمن بالوقوف إلى جانب فلسطين هو قرار مستقل يعكس إرادة الشعب اليمني ويرفض أي سيطرة أو ضغوط خارجية قد تمس سيادته أو خياراته السياسية. ومن المهم التأكيد على أن إيران لا تملك قوة بالوكالة في اليمن، بل حلفاء يقفون معًا ضد التحديات المشتركة. إن قرار اليمن هو قرار سيادي اتخذته قيادته بمشاركة الشعب وهذا ما يؤكد استقلاليته.

تأثرت العلاقات اليمنية الإيرانية بشكل كبير بالأحداث الجارية، حيث تحاول بعض القوى الإقليمية والدولية تصويرها بما يخدم أجنداتها السياسية. لكن التاريخ يثبت أن اليمن كان دائما هدفا لقوى النفوذ الأجنبية التي تريد فرض إرادتها على الدول المستقلة. ولكن اليمنيين يدركون أن خياراتهم لا تتأثر بالخارج وأنهم قادرون على الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم.

إن موقف اليمن من القضايا الإقليمية يتجاوز مجرد الدعم؛ بل إنها تعبر عن رؤية استراتيجية واضحة في مواجهة التحديات العالمية. اليمن بمقاومته يوجه رسالة قوية للقوى التي تحاول زرع الفتنة في العالم العربي والإسلامي.

لقد برزت مواقف صنعاء في هذه المرحلة كدليل على قوة إرادة وقرار الشعب الذي لن يستسلم لأي ضغط. في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الدولية على الدول الداعمة لحق فلسطين، تواصل اليمن تمسكها بموقفها المبدئي وتجسّد قيم العدالة والحرية.

ومن خلال دعم اليمن لفلسطين يتضح أن هناك محوراً قوياً بين الأطراف الداعمة لقضيتي التحرير والمقاومة. ويعكس هذا المحور الوعي المتزايد بضرورة الوحدة ضد الأعداء المشتركين، ويسلط الضوء على أهمية التنسيق بين هذه الأطراف لتحقيق الأهداف المشتركة. اليمن لم تكن يوما أداة في يد أحد؛ بل هي دولة ذات سيادة مستقلة وإرادة قوية، وكل قرار تتخذه هو جزء من استراتيجيتها الوطنية.

وقد عززت الأحداث الأخيرة والفظائع التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني هذا الوعي وأجبرت العديد من الدول على إعادة النظر في مواقفها. إن الوقوف مع فلسطين ليس خياراً استراتيجياً فحسب، بل هو التزام أخلاقي وإنساني يضع واجبه التاريخي على عاتق الأمم. ومن هنا فإن اليمن تؤكد هذا الالتزام من خلال دعمها المتواصل لفلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة كافة التحديات.

إن الظروف الصعبة التي يواجهها اليمن بسبب العدوان الخارجي لم تمنعه من اتخاذ مواقف شجاعة ناصرة للحق، بل على العكس زادته إصرارا واقداما وثباتا. ولا يمكن تحقيق السلام في المنطقة إلا من خلال احترام حقوق الشعوب ورفض ظلم الضعفاء. ومن الضروري أن يعي العالم أن الشعب اليمني ليس مجرد ضحايا؛ بل إنهم اللاعبون الرئيسيون في بيئتهم الإقليمية، وقراراتهم تتخذ بناء على مصالح بلادهم وشعبهم، وليس بناء على الرغبات الأجنبية.

إن دعم اليمن للقضية الفلسطينية ينبع من إدراك عميق بأن الوحدة والمصير المشترك هما السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف الكبرى. إن استقرار اليمن يعتمد على قدرة شعبه على مواجهة التحديات وتوسيع علاقات التعاون مع الدول التي تشاطره نفس الرؤية وتسعى لتحقيق أهدافها. وقد أظهرت الأحداث أن العلاقات مع إيران، التي تعتبر شريكاً إقليمياً معروفاً، لا تقوم على المصالح فحسب، بل هي تحالف استراتيجي يجسد إرادة مشتركة لمواجهة التهديدات المباشرة.

وإزاء كل هذه القضايا لا بد من التأكيد على أن اليمن يستمد قوته من تاريخه ونضالاته، وقراراته السياسية تعبر عن إرادة مستقلة وحريته الكاملة. ويظل اليمن اليوم رمزاً للصمود والثبات في وجه التحديات، ليصنع مرة أخرى شرفاً جديداً في تاريخ الأمم التي لا تستسلم للظلم. وبفضل الدعم الشعبي المتواصل ومقاومة العدوان فإن اليمن ستواصل حمل لواء النضال المشترك مع شعوب المنطقة من أجل العدالة والحرية.

/انتهى/

رمز الخبر 1955818

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha