١٨‏/٠٣‏/٢٠٢٥، ٨:٣١ ص

حكم الإرهابيين التكفيريين في سوريا لن يدوم طويلاً

حكم الإرهابيين التكفيريين في سوريا لن يدوم طويلاً

توقع حسين شريعتمداري في مقال نشره في صحيفة كيهان أن حكم الإرهابيين التكفيريين في سوريا لن يدوم طويلاً، مشيرًا إلى أنه لم يكن من المفترض أن يكون لهم حكم في البلاد. وأكد أن الحكومة التي ترغب فيها الولايات المتحدة في سوريا هي حكومة عميلة، مثل بعض الدول العربية في المنطقة.

أفادت وكالة مهر للأنباء، أنه توقع حسين شريعتمداري في مقال نشره في صحيفة كيهان أن حكم الإرهابيين التكفيريين في سوريا لن يدوم طويلاً، مشيرًا إلى أنه لم يكن من المفترض أن يكون لهم حكم في البلاد. وأكد أن الحكومة التي ترغب فيها الولايات المتحدة في سوريا هي حكومة عميلة، مثل بعض الدول العربية في المنطقة. وأضاف مدير تحرير صحيفة كيهان ان حكم الإرهابيين التكفيريين في سوريا لن يدوم طويلاً قائلا:

  1. "معسكر بوكا" - Bucca Camp - الذي كان أحد المراكز العسكرية للجيش الأمريكي، والذي تم إنشاؤه بعد احتلال العراق في عام 2003 في ميناء أم القصر العراقي بالقرب من الحدود مع الكويت. ورغم أن الجيش الأمريكي كان يستخدم هذا المعسكر ظاهريًا كمركز احتجاز، إلا أنه سرعان ما تبين أن مهمته الأساسية كانت إنتاج الإرهابيين التكفيريين.

وقد تم تدريب العديد من قادة تنظيم داعش وجبهة تحرير الشام في هذا المعسكر، بما في ذلك أبو بكر البغدادي (زعيم داعش)، وأبو محمد الجولاني (زعيم جبهة تحرير الشام)، وسمير الخليفاوي المعروف بحاجي بكر (ضابط استخبارات الجيش العراقي الذي اشتهر بارتكاب المجازر)، وأبو أحمد (أحد قادة داعش ونائب أبو بكر البغدادي).

وأوضح شريعتمداري أن الأمريكيين سلموا معسكر بوكا للحكومة العراقية الجديدة في عام 2009، لكن الشخصيات الرئيسية مثل المذكورين لم يكونوا في المعسكر! وعندما سأل قائد الجيش العراقي عن السبب، أجاب الضابط المسؤول عن المعسكر بأنه لم يكن لديهم دليل ضدهم، لذا أطلقوا سراحهم!

  1. نشرت صحيفة "الحياة" من لندن في عددها الصادر بتاريخ 23 نوفمبر 2015 جزءًا من مقابلة أجراها مارتين غلف، مراسل صحيفة "الغارديان"، مع "أبو أحمد"، أحد قادة تنظيم داعش. في هذه المقابلة، طرح غلف أسئلة حول تاريخ تأسيس "داعش" وشخصية أبو بكر البغدادي.

لكن النقطة التي جعلت هذه المقابلة تحظى باهتمام كبير من وسائل الإعلام والأوساط السياسية كانت المعلومات التي قدمها هذا القائد الداعشي بشكل غير مقصود عن سجن "بوكا" الأمريكي في البصرة. حيث كشف أبو أحمد في تصريحاته عن القصة المروعة التي توضح كيف تحول هذا السجن إلى مدرسة لتدريب أكثر الجماعات التكفيرية وحشية، وعلى رأسها تنظيم داعش.

  1. بعد تدريب الإرهابيين التكفيريين من تنظيم داعش وجبهة تحرير الشام، قامت الولايات المتحدة بإرسالهم إلى أفغانستان. وكان أبو مصعب الزرقاوي، أحد أكثر الإرهابيين التكفيريين وحشية، موجودًا أيضًا في أفغانستان. وقد أبدى الإرهابيون التكفيريون بقيادة أبو مصعب (واسمه أحمد فاضل نزار خلايلة) رغبة كبيرة في القيادة، لكن الأمريكيين رأوا أن أبو بكر البغدادي، الذي كان من صنعهم ويعتبر أكثر طاعة، هو الأنسب لقيادة داعش.

قبل أن يعلن أبو بكر البغدادي (واسمه إبراهيم عواد إبراهيم بدري القرشي) عن "الخلافة" (حسب زعمه)، تم قتل أبو مصعب. وبعد فترة قصيرة من مقتله، أعلن البغدادي نفسه كزعيم لتنظيم داعش. ويبدو أن قتل أبو مصعب كان مدفوعًا بالرغبة في تمهيد الطريق لقيادة أبو بكر البغدادي.

  1. ذكرت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية في إدارة أوباما، في كتاب مذكراتها بعنوان "الاختيارات الصعبة" (Hard Choices) بشكل غير مباشر أن تنظيم داعش تم إنشاؤه وتأسيسه بواسطة الولايات المتحدة. وفي مناظرة انتخابية مع هيلاري كلينتون، التي كانت آنذاك مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، أكد دونالد ترامب عدة مرات أن إرهابيي داعش هم من صنع الولايات المتحدة، ولم يكن لدى كلينتون أي رد على هذا الاتهام من ترامب!
  2. أبو محمد الجولاني، زعيم الجماعة الإرهابية المعروفة باسم "تحرير الشام"، كان من بين الإرهابيين الذين حضروا في معسكر بوكا وتلقى تدريبًا تحت إشراف مباشر من عملاء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) والموساد الإسرائيلي. وقد اعترف الجولاني بقطع رأس 24 شخصًا خلال الفوضى التي أحدثها تنظيم داعش.

دخلت جماعة "تحرير الشام" بقيادة أبو محمد الجولاني (واسمه أحمد حسين الشرع) إلى سوريا بعد ساعة واحدة فقط من إعلان وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحزب الله اللبناني، وذلك من شمال سوريا (على الحدود التركية) وبمساندة مباشرة من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وتركيا.

  1. لم يدم قناع الكرافات والبدلة الذي ارتداه أبو محمد الجولاني طويلاً، حيث سرعان ما كشفت الجماعات التكفيرية من تنظيم داعش، التي تم إدخالها إلى الساحة تحت اسم "تحرير الشام" بدعم من مثلث الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا، عن طبيعتها الشريرة.

فقد ارتكبت هذه الجماعات مجازر وحشية ضد العلويين في سوريا، حيث قامت خلال يومين فقط بقتل أكثر من 1600 من الرجال والنساء والأطفال العلويين، فقط بسبب اتباعهم للإمام علي عليه السلام، وبأسلوب فظيع. كانت المجازر بشعة لدرجة أن حتى الدول الداعمة لهم اضطرت، من أجل الحفاظ على صورتها (وهو ما يُؤكد أنه فقط للحفاظ على المظهر)، إلى اتخاذ مواقف ضدهم.

وفي الوقت الذي دخل فيه الإرهابيون إلى سوريا، بدأ الكيان الصهيوني بقصف وتدمير جميع البنى التحتية العسكرية والعلمية والمدنية في البلاد. وفي مؤتمر صحفي، صرح الجولاني بوضوح أنه لن يسمح لأي قوة باستخدام الأراضي السورية للهجوم على إسرائيل.

ومن الجدير بالذكر أنه خلال أزمة داعش، تم نقل عدد من الجرحى من عناصر داعش في حالة حرجة إلى مستشفيات في حيفا وتل أبيب، حيث نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية صورًا لرئيس الوزراء نتنياهو وهو يزور جرحى داعش.

  1. انظروا إلى هذه الاقتباسات التي تمثل فقط جزءًا صغيرًا من العديد من الشهادات، حيث تم نشر الأفلام والصور من قبل الإرهابيين أنفسهم:

في أحد الأفلام، يظهر أحد الإرهابيين بعد أن قتل والدي عائلة علوية، وهو يتحدث إلى ثلاثة أطفال صغار يرتجفون من الخوف ويتوسلون، قائلاً: "قولوا لي، أي رأس منكم أقطع أولاً؟"

وفي فيلم آخر، يقول أحد قادة الإرهابيين لأفراد مجموعته: "قتل العلويين عبادة! افعلوا ما تريدون، لا توجد أي قيود عليكم!"

كما يظهر فيلم آخر أحد الداعشيين من أصل ألماني وهو يخبر الصحفيين: "الشيعة ليس لديهم خياران، إما أن ينضموا إلينا أو يُقتَلوا. لا يوجد خيار ثالث!"

وفي فيلم آخر، يتحدث عدد من إرهابيي "تحرير الشام"، حيث يقول قائدهم: "هنا مدينة بانياس السورية. حتى الآن، كان سكان هذه المدينة مقسمين إلى قسمين: سنة وعلويون. والآن لا يزال هناك قسمان: السنة الذين لا يزالون على قيد الحياة، والعلويون الذين قُتلوا!"

  1. قبل يومين (15 مارس 2025)، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير موثق أن الولايات المتحدة هي المتحكم الرئيسي في تنظيم "تحرير الشام" و"أبو محمد الجولاني" في سوريا المحتلة، وأظهرت أن الاعتراف بالدولة الإرهابية التي يقودها الجولاني من قبل بعض الدول العربية تم بناءً على توصية أمريكية. وهذه حقيقة واضحة، حيث إن العديد من دول المنطقة لا تتخذ أي خطوة دون إذن من الولايات المتحدة.
  2. إن حكم الإرهابيين التكفيريين في سوريا لن يدوم طويلاً، ولم يكن من المفترض أن يكون لهم حكم في البلاد. الحكومة التي ترغب فيها الولايات المتحدة في سوريا هي حكومة عميلة، مثل بعض الدول العربية في المنطقة. إن مهمة الإرهابيين التكفيريين هي خلق الرعب والذعر، وارتكاب المجازر ضد القوى الثورية المسلمة، وتسهيل الطريق لحكم القوى العميلة. وقد نفذ التكفيريون هذه المهمة تقريبًا كما تم توجيههم، لذا يمكن القول إن مهمتهم في سوريا تقترب من نهايتها، مما يعني نهاية عمرهم المفيد! أما "أبو محمد الجولاني"، فهو مرتبط بالولايات المتحدة، ومن المحتمل جدًا أن ينتظر مصيرًا مشابهًا لمصير أسامة بن لادن وأبو بكر البغدادي. لماذا؟
  3. إن نظرة سريعة على نهاية عملاء مثل بن لادن وأبو بكر البغدادي توضح أن الإرهابيين التكفيريين، رغم أنهم من صنع الولايات المتحدة، إلا أن أمريكا لا ترغب في تحمل مسؤولية الجرائم الوحشية التي ارتكبها هؤلاء في سجلها. ولهذا السبب، تقوم الولايات المتحدة بإزالة قادتهم جسديًا بعد انتهاء عمرهم المفيد.

من الجدير بالذكر أن التفاهمات تتم مع القادة، وبالتالي فإن بقاءهم قد يشكل خطرًا على فضح وجود الولايات المتحدة خلف الكواليس في الجرائم الوحشية التي ارتكبوها. كان بن لادن على وشك الاعتقال لكنه قُتل، وتم إلقاء جثته في البحر. كما تم محاصرة أبو بكر البغدادي، وكان ينتظر اعتقالًا صوريًا (وليس حقيقيًا) لكنه قُتل. ومن المحتمل جدًا أن يواجه أبو محمد الجولاني مصيرًا مشابهًا. تذكروا هذه الاحتمالية وخذوا هذه التوقعات على محمل الجد.

/انتهى/

رمز الخبر 1955639

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha