١٠‏/٠٦‏/٢٠٢٥، ١٢:١٥ م

ندوة فكرية تحت عنوان "أوروبا والعقوبات والصراعات الجيوسياسية"

ندوة فكرية تحت عنوان "أوروبا والعقوبات والصراعات الجيوسياسية"

انعقد في بيت المفكرين ندوة فكرية تخصصية حول "أوروبا والعقوبات والصراعات الجيوسياسية".

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه عُقد في طهران، ندوة تخصصية بعنوان "أوروبا والعقوبات والصراعات الجيوسياسية"، بمشاركة أساتذة بارزين من جامعة السوربون وأكاديمية باريس للجغرافيا السياسية. وتناولت الندوة، بالتعاون مع الهيئة الاستشارية العلمية الإيرانية في أوروبا وبيت المفكرين، التحديات الجيوسياسية التي تواجهها أوروبا والعقوبات ودورها في الصراعات العالمية.

تحليل المدارس الجيوسياسية ودور أوروبا في النظام الدولي

في الجزء الأول من الجلسة، تناول البروفيسور علي راست بين، رئيس أكاديمية باريس للجغرافيا السياسية، المدارس الفكرية في الجغرافيا السياسية، بما في ذلك المنظورات الألمانية والبريطانية والأمريكية والفرنسية. حلل الاختلافات الجوهرية بين هذه المدارس، مؤكدا أن الجغرافيا السياسية الألمانية تقوم على القوة، بينما يركز النهج الفرنسي بشكل أكبر على التحليل الثقافي والإنساني.

وأشار البروفيسور كريستوف رولارد، الأستاذ في جامعة السوربون، إلى ضعف الاتحاد الأوروبي في الساحة الجيوسياسية، ووصفه بأنه "لاعب تابع لأميركا"، وقال: "إن أوروبا تفتقر إلى الإرادة المستقلة في قضية العقوبات وغيرها من القرارات الاستراتيجية، وتتصرف تبعا لسياسات واشنطن".

إيران وفرنسا: إمكانات تاريخية للتعاون الاستراتيجي

وتابع راست بين في إشارة إلى العلاقات التاريخية بين إيران وفرنسا، قائلاً: "على الرغم من القواسم الحضارية المشتركة والتعاون السابق في مجالات مثل التكنولوجيا النووية، إلا أن هذه العلاقات كانت محدودة تحت تأثير السياسات الأمريكية".

وأكد أن فرنسا غير قادرة على العمل بشكل مستقل بمفردها، داعيا إلى تعزيز الدبلوماسية العلمية والثقافية بين البلدين.

داعش مشروع تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها

كان من أبرز ما ناقشه الاجتماع تحليل دور الدول الغربية في تشكيل الجماعات الإرهابية. وصرح راست بين بصراحة: داعش لم تكن ظاهرة عفوية، بل وُجدت بدعم مباشر من الولايات المتحدة وبعض حلفائها الإقليميين. واعتبر أن مقاومة إيران لهذه التهديدات رمز لاستقلال البلاد وقوتها الاستراتيجية.

الأمم المتحدة: أداة في خدمة السياسات الغربية

في القسم الأخير، انتقد البروفيسوران جيرارد فرانسوا ودومون ورولارد أداء الأمم المتحدة، واصفين إياها بالمؤسسة التابعة للغرب. وفي إشارة إلى العقوبات الأمريكية أحادية الجانب، استخدم راست بين مصطلح "الإرهاب الاقتصادي"، وقال: "إن اعتماد الأمم المتحدة ماليا على الولايات المتحدة حوّل هذه المؤسسة إلى أداة لتمرير السياسات الغربية".

تحذير بشأن مستقبل الجغرافيا السياسية العالمية

حذّر المشاركون في الاجتماع من أن التحليل العميق والاستقلال الفكري ضروريان لمواجهة الجهات المهيمنة في ظل الظروف الراهنة غير المستقرة. وأكدوا على ضرورة تعزيز التعاون الدولي خارج الأطر المفروضة من الغرب، ودعوا إلى دور أكثر فاعلية للنخب والمؤسسات الأكاديمية في مجال الدبلوماسية العامة.

واختتم الاجتماع بتلخيص التحديات التي تواجه النظام الدولي والتأكيد على ضرورة إعادة تعريف علاقات القوة في العصر الجديد.

/انتهى/

رمز الخبر 1959051

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha