١٨‏/٠٦‏/٢٠٢٥، ١:٠٣ ص

خبير عسكري: من عمق المدن الصاروخية إلى تل أبيب... إيران تقلب الطاولة

خبير عسكري: من عمق المدن الصاروخية إلى تل أبيب... إيران تقلب الطاولة

العميد علي أبي رعد، يفتح ملفات البرنامج الصاروخي الإيراني، في حوار خاص مع وكالة مهر، يتحدث فيه عن قدرة الرد الاستراتيجي، وعن الصواريخ الذكية التي حوّلت مدن العدو إلى أهداف دقيقة، من منصات خفية تحت الأرض.

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: الدفاعات الجوية الإيرانية والطائرات الإيرانية مرغت أنف الصهاينة وأمريكا ومن يساند هذا الكيان الغاصب في التراب.

تفاجأ العالم بأكمله بحجم القدرات الكبيرة والمزلزلة الموجودة لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ويقول صُنّاع القرار في إيران إن هذه الصواريخ هي نسبة ضئيلة جدًا جدًا مما لديهم من مخزون صاروخي سيفاجئ العالم بأسره.
إيران خرجت من صبرها الاستراتيجي إلى حقها القانوني والأخلاقي والإنساني لتدافع عن شعبها وسيادتها.

حول القدرات الصاروخية لدى الجمهورية الإسلامية في إيران، أجرت مراسلتنا، الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفياً مع الخبير العسكري سيادة العميد، علي أبي رعد، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

ما الذي يميز الترسانة الصاروخية الإيرانية المستخدمة في استهداف الكيان الصهيوني، من حيث الدقة والمدى والقدرة التدميرية مقارنة بأنظمة دفاع العدو؟

أقسم هذا البرنامج إلى قسمين: قسم قبل الحرب العراقية الإيرانية، وقسم بعد هذه الحرب. ما يميز هذه الترسانة الصاروخية هو التنوع سواء بالمديات أو بالحجم: صواريخ قصيرة المدى، متوسطة المدى، وطويلة المدى، إضافة إلى صواريخ كروز وصواريخ بالستية، منها صاروخ hypersonic (الفرط الصوتية).

إيران، ورغم كل الحصار الذي فُرض عليها خلال 46 عامًا، استطاعت أن تحقق الاكتفاء الذاتي. والأهم هو القدرة على تطوير الصواريخ، بالرغم من كل الاغتيالات التي طالت العديد من العلماء العسكريين، وعلى رأسهم الشهيد حسن طهراني مقدم، المعروف بـ"أب الصاروخ الإيراني"، والذي استُشهد معه 16 ضابطًا من الحرس الثوري عام 2011، واتُّهمت فيه بطبيعة الحال "إسرائيل" والولايات المتحدة.

أضافت إيران إلى صواريخها أنظمة توجيه متطورة، تُسمى بالقصور الذاتي أو التوجيه عبر الأقمار الصناعية. القصور الذاتي يعني أن الجهاز مدمج في الصاروخ، وهناك أيضًا أنظمة توجيه بصري باستخدام الكاميرات وأجهزة الاستشعار.

هذا يزيد من دقة الإصابة. هناك أيضًا صاروخ "عماد" القادر على تغيير المسار، وهذه ميزة مهمة لمنع اعتراضه. كما أن بعض الصواريخ الإيرانية في السنة والنصف الأخيرة أصبحت مزوّدة برؤوس حربية تفتح قبل أن تصل إلى الأرض، وتُطلق منها 6 إلى 8 صواريخ فرعية، كل منها يتوجه إلى هدف مستقل، ما يزيد من القدرة التدميرية.

الأهم هو منصات الإطلاق المتنوعة، منها الثابتة في صوامع تحت الأرض، كما شاهدنا في الفيديوهات عن المدن الصاروخية، ومنها المتحركة التي تُحمل وتُنقل، ما يمنح مرونة كبيرة في الاستخدام وفعالية عالية في الحرب.

كيف تفسرون قدرة إيران على مواصلة تطوير برنامجها الصاروخي رغم العقوبات الدولية؟ وما هي أبرز عوامل القوة الذاتية التي تجعل طهران قادرة على الرد الاستراتيجي بهذه الفاعلية؟

بدأ الموضوع عام 1985 حين ذهب رئيس البرلمان الإيراني المرحوم علي أكبر رفسنجاني إلى سوريا، ليبيا، كوريا الشمالية، والصين للحصول على صواريخ، ونجح في ذلك. حصلت إيران على صواريخ سكود بي وسكود سي وقامت بتطويرها من خلال الهندسة العكسية بدعم من كوريا الشمالية.

الصين وافقت على مشاركة تكنولوجية لتطوير الصواريخ الإيرانية. ومن هنا بدأ التطور، رغم مشاكل الوقود والاختبارات والرادار. الوقود الصلب كان التحدي الأكبر، كونه يتطلب سبائك الألمنيوم ومكونات التوجيه.

شركات روسية حكومية ساهمت في ذلك، لكن الولايات المتحدة والأمم المتحدة فرضتا عقوبات على هذه الشركات. ورغم ذلك، في عام 2000، ظهر صاروخ "شهاب"، القادر على حمل أقمار صناعية، وهو تطوير مبني على صاروخ روسي SS-4.

لاحقًا، جاء صاروخ "فاتح 10" بعد زيارة إلى كوريا الشمالية، وهو من الصواريخ المهمة جدًا التي تعمل بالوقود الصلب. رغم قرار مجلس الأمن عام 2006 بمنع التعاون، تمكنت إيران من إنشاء مصنع في منطقة "كيغرام" شمال شرق البلاد، يحتوي على أكبر منسوب من البوكسيت، المادة التي يُستخرج منها الألمنيوم.

هذا التطوير سُرّع بمساعدة روسية، صينية، وكورية، لكن الأساس في التطوير كان بيد العلماء الإيرانيين. رغم الاغتيالات، استمر العمل.

أما عوامل القوة الذاتية: الولاء المطلق لقائد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي، الإيمان والعقيدة الثابتة، التفاف الشعب حول القيادة، رغم المحاولات الأمريكية و"الإسرائيلية" لخلق فوضى داخلية. أهم عامل هو حرية العمل والمناورة، فالمساحة الجغرافية الكبيرة لإيران تعطي مرونة كبيرة للقوة الصاروخية، خصوصًا بوجود آلاف الصواريخ ضمن مدن صاروخية تحت الأرض، ما يصعب استهدافها ويمنحها قدرة حركية عالية.

برأيكم، لماذا يصرّ إعلام الاحتلال على التعتيم الكامل أو التخفيف من حجم الخسائر التي تُمنى بها "إسرائيل" بعد الضربات الإيرانية، خصوصًا في الأماكن الحساسة؟

"إصرار إعلام الاحتلال، وحتى قيادة الاحتلال، على التعتيم أو التخفيف من الخسائر ليس بالأمر الجديد. دائمًا هناك ما يسمى بـ"الرقيب العسكري"، أي الرقابة المشددة على وسائل الإعلام.

هذا التعتيم يتضاعف إذا كانت المواقع المستهدفة حيوية، كما هو الحال اليوم. تم استهداف خوش دان، قلب تل أبيب، والذي يضم وزارة الدفاع ورئاسة مجلس الوزراء.

رغم التعتيم، هناك تسريبات، كما في صور الطائرة المسيّرة التي أظهرت حجم الدمار في ريشون لتسيون، التي بدت كأنها ساحة حرب.

قيادة الجبهة الداخلية منعت تسريب أي فيديو أو صورة، وهددت بالسجن. لكن التقارير الأمريكية أكدت إصابة مبنى وزارة الدفاع (الهكريا) في تل أبيب. وهناك معلومات عن استهداف مطارات ومراكز أمنية، منها معهد وايزمان، الذي يُعتبر مركزًا رئيسيًا لتطوير أنظمة الرصد والأسلحة الذكية، رغم مظهره المدني.

هل هناك مؤشرات موثوقة عن حجم الخسائر البشرية والمادية الحقيقية التي يتكبدها الكيان بعد الضربات الصاروخية؟

المؤشرات غير واضحة علنًا، لكن ردة الفعل تكشف الحقيقة. مشاهد الهلع، حالات الرعب على وسائل التواصل، تعطيل الرحلات الجوية، ومنع السفر – كلها دلائل.

عندما طُرحت مسألة إعادة المسافرين أو مغادرة الموجودين، قيل إن الحكومة الإسرائيلية تعقّد إجراءات السفر خوفًا من هروب المستوطنين.

في مؤشر آخر، فُتح باب التعويضات، وخلال أقل من 24 ساعة تم تقديم 10,000 طلب تعويض عن أضرار في المنازل. هذا العدد وحده يكشف حجم الضرر، والمُرجح أن الأعداد الحقيقية أكبر من ذلك بكثير.

/انتهى/

رمز الخبر 1959500

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha