٠٥‏/٠٩‏/٢٠٢٥، ٧:١٣ ص

برلماني لبناني:

أمام صمود المقاومة تسقط كل الأهداف الأميركية الصهيونية

أمام صمود المقاومة تسقط كل الأهداف الأميركية الصهيونية

أكد  النائب السابق في البرلمان اللبناني الدكتور نزيه منصور، أن التخلي عن المقاومة يفتح الباب أمام الهيمنة الأميركية ـ الصهيونية، داعياً إلى التمسك بمعادلة "جيش وشعب ومقاومة" كضمانة للاستقرار والتحرير.

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: ذكر الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم، بأن السلاح هو روحنا وشرفنا وأرضنا وكرامتنا ومستقبل أطفالنا، ومن يريد نزع سلاحنا كمن ينزع روحنا منا، وعندها سيرون بأسنا.

عدوانٍ مسعورٍ لضربِ كلِّ مقوماتِ الحياةِ في جنوب لبنان. المطلوب من لبنان التخلي عن أوراق قوته مقابل لا شيء. الكيان المؤقت فشل في تحقيق أهدافه فلجأ إلى الحكومة اللبنانية لحصر سلاح المقاومة. الحكومة اللبنانية وضعت نفسها في أزمة، بالمقابل العدو الصهيوني أعطاها مخرجاً، فيومياً يعتدي على لبنان وتُستباح الأرض والأجواء والبحر، ويستهدف الحجر والبشر، ومؤخراً أصبحوا يستهدفون الجرافات والحفارات وكل معدات الإعمار، يريدون من جنوب لبنان أن يكون فارغاً من أهله المتجذرين بهذا التراب... والسؤال الكبير الذي يُطرح: كيف يريدون سحب السلاح وهذا العدو يستبيح يومياً لبنان؟... إشكالية كبرى ومعها الكثير من الأسئلة، أثارتها مراستلنا، الأستاذة وردة سعد، في حوار صحفي مع النائب اللبناني السابق الدكتور نزيه منصور، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

سماحة الشيخ نعيم قاسم قالها بشكل واضح لا يقبل الشك: هذا السلاح يعادل الروح، ونزعه يعني كربلاء جديدة.. ما هي مبررات هذا الموقف من قبل أمين عام حزب الله؟ وكيف يمكن إقناع اللبنانيين بدعم هذا الموقف مقابل التهديدات "الإسرائيلية" والابتزاز الأميركي؟

ما صرح به الأمين العام لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة ما نشهده في فلسطين على مر عقود من الزمن من مجازر إرهابية ارتكبها العدو في لبنان وسوريا حتى بلغ العدوان الجمهورية الإسلامية. وما استشهاد القادة والمجاهدين من المقاومة الإسلامية إلا خير شاهد. وإن التخلي عن عناصر القوة التي حررت الأراضي اللبنانية في 25 مايو عام 2000، حيث حصنت لبنان، وكذلك الأمر في تموز 2006 وعدوان 2023، وما زال رغم وقف إطلاق النار، وعدم وجود قوة بديلة رسمية تملك الإمكانيات العقائدية والعسكرية في مواجهة العدو، يمنح العدو السيطرة والهيمنة وفرض إرادته والانتقام من المقاومة وحاضنتها الشعبية التي هزمته وحالت دون تحقيق أهدافه الاستراتيجية، رغم احتلال العاصمة بيروت. وبالتالي محاولة نزع سلاح المقاومة سوف يؤدي إلى أزمة ومواجهة داخلية كربلائية أسوة بما حصل مع الحسين بن علي وصحبه عليهم السلام في كربلاء، وخُيِّر بين اثنتين: بين السلة والذلة، وكانت الصرخة الكبرى التي ما تزال تدوي: هيهات منا الذلة.

واضح أن وجهتي النظر الأميركية واللبنانية متعارضتان تماماً. فالأميركي يركز على الجوانب الاقتصادية وأحلام الازدهار وإغداق الأموال، لكنه يتجاهل الجوانب الوطنية والأمنية والأخلاقية للصراع في المنطقة، وهو ما تتبناه المقاومة وفريقها. فإلى أين يتجه الصدام بين هاتين الرؤيتين؟ وهل يمكن الوصول إلى نقطة تقاطع وسطية للخروج من المأزق؟

مع الأسف الشديد في لبنان لا يوجد وجهة نظر واحدة، فالرأي العام اللبناني منقسم على ذاته بشكل عامودي وطائفي ومذهبي. ففريق يتبنى وجهة النظر الأميركية من دون أي تحفظ، وسخّر الإعلام ووسائل التواصل لفرض الخيار الأميركي المبالغ والمزايد في بحبوحة اقتصادية وازدهار واستقرار. واللافت أن العدو كان أكثر وقاحة بصراحته بأنه لن يسمح بعودة المهجرين ولا إعادة الإعمار، وهذا يدحض الأكاذيب الأميركية في إقامة منطقة اقتصادية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة. وبالتالي لا يمكن الوثوق بالوعود الأميركية والخضوع للإملاءات الأميركية الصهيونية. وما نشهده اليوم بين الأميركي وأتباعه في لبنان وبين المقاومة من خلاف جوهري بين الحق والباطل، يستحيل الاستسلام من قبل فريق المقاومة. وبالتالي لا بد من العودة إلى حوار لبناني داخلي يضع مصلحة لبنان أولاً، والاستفادة من عناصر القوة التي يملكها، وخاصة القاعدة الذهبية: جيش وشعب ومقاومة. عندئذ تستقيم الأمور في وحدة الشعب اللبناني ورؤيته الاستراتيجية وتحقيق التحرير والازدهار وعودة الأهالي والإعمار في ظل الحصانة الوطنية.

خلاصة الموقف الأميركي بعد الزيارة الواسعة والمتعددة الأطراف إلى لبنان تتلخص بعدم وجود أي ضمانات أميركية! والتطابق مع مواقف بنيامين نتنياهو التي تطلب الاستسلام وليس التفاوض، وهو ذات الموقف الأميركي فيما يتعلق بحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني. هل يمكن ضمان المستقبل من خلال الارتهان للموقف الأميركي كما تفعل بعض الأنظمة بالمنطقة؟ ولماذا يُطلب من لبنان التخلي عن كل أوراق القوة لديه قبل إقدام العدو على تنفيذ التزاماته؟

لم يحضر الموفد الأميركي بصفته وسيطاً نزيهاً أو حيادياً، بل طرفاً صهيونياً. ومن الخطأ الجسيم الثقة به، كون كل من واشنطن وتل أبيب وجهان لعملة واحدة. حيث أن الوفد مشكّل من مؤسسات مختلفة: مجلس الشيوخ والإدارة الأميركية ومن بعثة الولايات المتحدة في منظمة الأمم المتحدة، التي سبق وصرحت من منبر القصر الجمهوري في بعبدا شاكرة العدو على جرائمه وهزيمته حزب الله، ومحرضة على بيئة المقاومة، وكذلك بقية الوفد. وهذا يؤكد أنه لا ثقة في الولايات المتحدة الأميركية. كما أن الوقائع أثبتت حقيقة الأميركي بصفتها الضامنة لوقف إطلاق النار مع فرنسا بتشكيل لجنة لتنفيذ المهمة برئاسة جنرال أميركي، والتي لم تقم بالمهمة الموكولة إليها، فالعدو يواصل اعتداءاته ضد المدنيين والقصف والتدمير من دون أي رادع. وما حرب التجويع والإبادة للشعب الفلسطيني في غزة إلا عينة من الجرائم الإرهابية التي ارتكبها ويرتكبها الصهاينة منذ الحرب العالمية الأولى بدعم غربي تتزعمه الولايات المتحدة. وقد أصيب النظام السوري الجولاني بهزيمة قبل استقراره، حيث راهن على الوعود الأميركية العرقوبية التي منحت العدو بالسرح والمرح وبالتدمير والقصف واللعب على نقاط الضعف وتفكيك الجغرافيا السورية، وما تشهده محافظة السويداء من تدخل علني بذريعة حماية دروز سوريا من الإرهاب التكفيري... أما الطلب من لبنان التخلي عن أوراق القوة فيهدف إلى إضعافه وفرض هيمنة العدو وضمه إلى اتفاقية إبراهام، وفرض 17 أيار بنسخة منقحة تسقط لبنان في الحضن الصهيوني في ظل فريق لبناني يحلم بانتمائه الغربي، رغم تخلي العدو عن العملاء في عام 2000، كما تفعل مع عملائها. وأفغانستان خير شاهد ومثال. أما صمود بيئة المقاومة ومجاهديها فسوف يفشل كل الأهداف الأميركية ـ الصهيونية.

ما لفتنا في تصريحات المسؤولين الأميركيين الذين زاروا لبنان، وخصوصاً عضو الكونغرس ليندسي غراهام، القول المتكرر عن أن المساعدات الخليجية مرهونة بالتزام المشروع الأميركي! هل نحن أمام تحالف خليجي ـ أميركي ـ "إسرائيلي" لتصفية قوى المقاومة في المنطقة؟ وهل يمكن أن تتجاهل دول الخليج مشاريع التوسع الصهيونية والتهديدات المعلنة لكل دول وشعوب المنطقة؟

إن السابع من أكتوبر 2023، أو ما يعرف بطوفان الأقصى، واختراق تحصينات غلاف غزة، أسقط نظرية الأمن الصهيوني وتفوقه، رغم الإمكانيات الهائلة المادية والبشرية والإلكترونية والأمنية أمام إرادة المجاهدين من أبناء حماس والجهاد والقوى الفلسطينية المعارضة لاتفاقية أوسلو. وقد فضح كل الأنظمة العربية والإسلامية إلا ما ندر، وفرزها إلى ثلاث فئات، وهي:

1- فئة تحالفت مع العدو ضمناً وعلناً، وفي مقدمتها أنظمة الخليج، حيث تعرّت حتى من ورقة التوت، وقدمت وسهلت للعدو في البر والبحر والجو مساعدات عسكرية ومادية.
2- فئة محور المقاومة ووحدة الساحات، التي انحصرت في الجمهورية الإسلامية، والشعب اليمني، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وكلفها الأثمان من التضحيات، وخاصة من القادة والمجاهدين، والذين تظاهروا في مختلف عواصم ومدن العالم تضامناً ودعماً للشعب الفلسطيني.
3- فئة تجاهلت العدوان والمجازر والقتل ولم تحرك ساكناً، ولكن بالنتيجة، شاءت أم أبت، تشجع العدوان على قاعدة "الساكت عن الحق شيطان أخرس".

وعليه، إن التصريح الأميركي بأن التمويل خليجي بقرار أميركي جبراً وليس طوعاً، وله ثمن غالٍ جداً. المقاومة بأمها وأبيها وتاريخها وجهادها وشهدائها... وأنظمة الخليج بملوكها وحكامها ومشايخها تتظلل بالمظلة الأميركية، وتغص بقواعدها الضامنة لاستمرارها، وأي تلكؤ تسقط وتستبدل. العلاقة مع واشنطن ليست علاقة بين حليف وحليف، فهم أتباع بكل معنى الكلمة. وأما القول بأن هذه الأنظمة تمتعض من الهيمنة الصهيونية، فقد طبّعت في السياسة والاقتصاد والأمن، حتى بلغت درجة المصاهرة بين اليهود وعرب الخليج. وأمام هذا كله يبقى الرهان، كل الرهان، على محور المقاومة ووحدة الساحات بقيادة طهران. إذا ذهبت إيران وتخلت، عظم الله أجركم. عندئذ حلم إسرائيل الكبرى يتحقق... وهذا من خامس المستحيلات.

ملاحظة: الأفكار الواردة في المقابلة تعود لضيفنا الكريم وليس بالضرورة أن تعبر عن وجهة نظر الوكالة.

/انتهى/

رمز الخبر 1962361

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha