وكالة مهر للأنباء: يبدو أن حماس وجدت ضالتها مع ترامب، ففي بداية ردها، خاطبت روح ترامب وأشادت بجهوده لوقف الحرب، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات فورًا، ومقاومة احتلال قطاع غزة، وتشريد الشعب الفلسطيني.
نشرت حماس ردها على خطة دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة الليلة، وأعاد الرئيس الأمريكي نشره كاملًا على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي في خطوة مدروسة وتعبيرًا عن الرضا. ثم، وبينما التزمت إسرائيل ونتنياهو الصمت المطبق، دعا ترامب في "Truth Social" إلى وقف فوري لقصف قطاع غزة لتمكين إطلاق سراح الرهائن بأمان وسرعة، قائلاً: "أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم" مضيفا أن التفاصيل قيد الدراسة، وأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها بعد.
بعد ترحيب ترامب، رحبت مصر وقطر ودول أخرى برد حماس. يبدو أن حماس وجدت ضالتها مع ترامب، ففي بداية ردها، خاطبت روح ترامب وأشادت بجهوده لوقف الحرب، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات فورًا، ومقاومة احتلال قطاع غزة، وتشريد الشعب الفلسطيني. ولعل هذا ما أسعد ترامب، وهو أحد أسباب إعادة نشر هذا البيان على حسابه ورضاه.
وهكذا، يبدو أن رد حماس كُتب بعناية وحساب دقيق؛ فقد رحّب بجزء من خطة ترامب لإطلاق سراح الرهائن، ووقف الحرب، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، ودعت إلى تعديلات وتوضيحات حول جزء آخر منها، واشترطت التوافق الوطني الفلسطيني. كما جددت حماس في هذا البيان موافقتها السابقة على تشكيل لجنة من شخصيات فلسطينية مستقلة لإدارة قطاع غزة.
في الواقع، يعكس المحتوى الرئيسي لبيان حماس الليلة مطالب الحركة المعتادة بوقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة مقابل الإفراج الكامل عن الرهائن، ولكنه قُدّم بلغة مختلفة، ولمداعبة نفسية ترامب النرجسية. في الوقت نفسه، تعتبر حماس القضايا الخلافية، كمستقبل قطاع غزة ونزع السلاح، خاضعة لموقف وطني شامل قائم على القوانين والقرارات الدولية، وقد أكدت أن هذه القضايا ستُناقش وتُدرس في إطار وطني فلسطيني موحد.
مع ذلك، فإن ترحيب ترامب ببيان حماس بهذا الوصف يضع نتنياهو وشركاءه في مأزق حقيقي.
مع ذلك، لا ينبغي أن نفترض أن كل شيء قد انتهى وأن الاتفاق النهائي بات في متناول اليد. علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كان هذا النوع من رد الفعل والترحيب السريع من ترامب مجرد "خدعة" لإطلاق سراح الرهائن، ليتبع نتنياهو شروطًا كنزع السلاح، وما إلى ذلك، أو ما إذا كان الوسطاء سيحصلون في المفاوضات المقبلة على الضمانات اللازمة لمنع استئناف الحرب في أي حال. أم أن ما قاله ترامب في المؤتمر الصحفي مع نتنياهو، واقتراحه شروطًا كضرورة نزع سلاح غزة، وما إلى ذلك، كان مجرد حيلة لكسب موافقته الفورية على خطته، وفي الواقع، هل قبل الرئيس الأمريكي مخاوف القادة العرب والمسلمين بشأن خطته؟ من الواضح أن ترامب، في ظلّ الجمود الراهن في ملفاته الخارجية الثلاث الصعبة - الحرب في أوكرانيا، والقضية الإيرانية، والحرب في غزة - يسعى جاهدًا لتحقيق إنجاز كبير وذريعة للفوز بجائزة نوبل للسلام، ولعلّه اعتبر ردّ حماس مدخلًا مهمًا لتحقيقه في الشرق الأوسط.
الآن، علينا أولًا ننتظر ردّ إسرائيل، وثانيًا، كيف تسير المفاوضات حول تفاصيل تبادل الأسرى وغيرها من القضايا.
تجدر الإشارة إلى أن أردوغان وترامب تحدثا اليوم، وقبل يومين، دارت محادثة بين أمير قطر والرئيس الأمريكي. ولعلّ هذه المناقشات أثّرت على طبيعة ردّ حماس وموقف ترامب.
/انتهى/
تعليقك