وكالة مهر للأنباء: عُقد "منتدى معهد أوربيلي الأرميني" في العاصمة الأرمينية يومي 4 و5 نوفمبر، بمشاركة أكثر من 350 باحثًا من 16 دولة، لمناقشة موضوع السلام والتعاون متعدد الأطراف في منطقة جنوب القوقاز. وفي كلمة ألقاها في منتدى المعهد البحثي، قال وزير خارجية أرمينيا، أرارات ميرزويان: "علاقات أرمينيا مع إيران ذات أهمية استراتيجية".
وأضاف ميرزويان: "صداقتنا مع إيران بالغة الأهمية. لا شيء سيُضعف هذه الصداقة. لا أستطيع أن أتخيل أي حكومة أرمينية لا تُواصل علاقاتها مع إيران بنفس روح الأخوة وحسن الجوار". وبالطبع، في الوقت نفسه، هناك عقوبات دولية لم ولن نتجاوزها أبدًا. آمل أن تُرفع هذه العقوبات، وأن يُمكّننا ذلك من تحقيق كامل إمكانات علاقاتنا مع إيران. وبعيدًا عن هذه القيود، تربطنا علاقات اقتصادية نشطة للغاية مع إيران، وستستمر هذه العلاقات.
يُعد مركز أوربيلي للأبحاث والتحليل، الذي تأسس عام ٢٠١٩، إحدى المبادرات الفكرية التابعة لمركز العلاقات العامة والإعلام التابع لمكتب رئيس وزراء جمهورية أرمينيا. ويعمل أوربيلي في مجالات مُختلفة، بما في ذلك دراسة السياسة الخارجية والداخلية لأرمينيا، وتحليل الاتجاهات الاقتصادية للبلاد، ودراسة التطورات في الدول المجاورة، ورصد وتحليل الوضع في الشرق الأوسط. ويشمل جزء من تركيز المركز البحثي تطورات السياسة الداخلية والخارجية لجمهورية إيران الإسلامية، والتي تعكس بدورها أهمية إيران في المعادلات الإقليمية ورؤية يريفان الاستراتيجية لطهران.
يتعاون المركز مع عدد من مراكز الفكر الدولية المرموقة، ولكنه أقام علاقات بحثية وثيقة مع مراكز الأبحاث الإيرانية. يُظهر توقيع ست مذكرات تفاهم مع أبرز المؤسسات البحثية الإيرانية في السنوات الأخيرة عزم المركز على تعميق التعاون وتعزيز التفاهم مع الجانب الإيراني. ويُنظم مركز أوربيلي سنويًا مؤتمرات علمية وتخصصية يشارك فيها خبراء ومحللون إيرانيون بفعالية.
في العام الماضي، عقد المركز مؤتمرًا في يريفان وكابان (مركز محافظة سيونيك) ركز على العلاقات الإيرانية الأرمينية. حضر المؤتمر 12 خبيرًا وصحفيًا إيرانيًا، واجتمعوا مع مسؤولين أرمن رفيعي المستوى، وناقشوا التطورات السياسية والدبلوماسية الراهنة، وزيارات لمشاريع البنية التحتية الأرمينية. وهكذا، أصبح أوربيلي منصة فعّالة لتعزيز التواصل بين الخبراء، وتبادل المعلومات، وتعزيز التفاهم المتبادل بين الخبراء والنخب الإيرانية والأرمنية.
من وجهة نظر أرمينيا، تُعدّ إيران جارًا مهمًا وشريكًا استراتيجيًا. لطالما كان تطوير العلاقات مع طهران أحد المحاور الرئيسية لسياسة يريفان الخارجية. في السنوات الأخيرة، اتسمت العلاقات الثنائية بالديناميكية والتوسع، مع تقدم واضح في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والطاقة والبنية التحتية والثقافة. يقترب حجم التبادل التجاري بين البلدين تدريجيًا من مليار دولار، وتشارك الشركات الإيرانية بنشاط في مشاريع البنية التحتية المهمة، مثل بناء قسم كاجاران-أغاراك من الطريق السريع شمال-جنوب. كما تم تمديد عقد "الغاز مقابل الكهرباء" المهم، وتُعد الاجتماعات السياسية رفيعة المستوى، وخاصة زيارة الرئيس الإيراني إلى أرمينيا في أغسطس من هذا العام، دليلًا على الإرادة السياسية المتبادلة لتوسيع العلاقات.
كما عزز إجراء مناورات حدودية مشتركة البعد الأمني لهذا التعاون. كما ازداد التفاعل بين البلدين في المجال الثقافي، مما يُسهم في تعزيز الاعتراف المتبادل. كل هذا يُشير إلى عزم يريفان على تعميق العلاقات متعددة الأطراف مع طهران. تتطور العلاقات بين أرمينيا وإيران في جميع المجالات، وتؤكد يريفان على استمرار هذه العملية. بالإضافة إلى ذلك، يعمل الجانبان على إعداد وثيقة تعاون استراتيجي تُوثق التقدم المُحرز في العلاقات الثنائية وتُحدد آفاقًا جديدة للتعاون المستقبلي. ووفقًا لكبار المسؤولين الأرمن، لا تزال المحادثات حول تفاصيل الاتفاقية جارية، ولكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد.
/انتهى/
تعليقك