٠٦‏/١٢‏/٢٠٢٥، ٥:٣٣ م

الاستعداد لاطلاق عين إيران الحادّة إلى الفضاء القمر الصناعي "طلوع 3"

الاستعداد لاطلاق عين إيران الحادّة إلى الفضاء القمر الصناعي "طلوع 3"

بدأ العدّ التنازلي لإطلاق أحدث المنجزات الفضائية الإيرانية إلى مدار الأرض، وبين قائمة الأقمار الجاهزة للإرسال يبرز اسم القمر الاستشعاري «طلوع 3» – أو «بايا» – باعتباره الأكثر إثارة لاهتمام الخبراء.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، بأنه مع انطلاق العدّ التنازلي لسلسلة الإطلاقات الفضائية المقبلة، تتردد أسماء ثلاثة أقمار هي: ظفر 2، كوثر، وبايا (طلوع 3). وفيما بينها، يُعدّ طلوع 3 الأثقل وزناً والأكثر تطوراً، ليشكل علامة واضحة على نضج تكنولوجيا الفضاء في الصناعات الإلكترونية الإيرانية (صاايران).

لماذا يحظى «طلوع 3» بهذه الأهمية؟

«طلوع 3» هو قمر استشعار عن بعد صُنِع لصالح منظمة الفضاء الإيرانية على يد صاايران، ويُعد قمراً عملياً بالكامل بعد اجتيازه الاختبارات المعملية. ووفق أحدث البيانات، يبلغ وزنه نحو 150 كيلوغراماً، ما يجعله أثقل قمر استشعاري محلي حتى الآن، ومن المقرر وضعه في مدار منخفض LEO على ارتفاع 500 كيلومتر.

أما أبرز مواصفاته، فهي دقة التصوير:

تصوير بانكروماتي (أسود وأبيض): دقة 5 أمتار

تصوير متعدد الأطياف (ملوّن): دقة 10 أمتار

وتمثل هذه الأرقام قفزة كبيرة مقارنة بالأجيال السابقة، وتضع إيران ضمن الدول المالكة لصور فضائية بدقة تجارية.

قدرة المناورة المدارية… القوة الاستراتيجية لـ«بايا»

من مزايا «طلوع 3» الرئيسية اعتماده على منظومات دفع فضائي محلية تتيح له تعديل مداره أو تنفيذ مناورات مخصّصة لالتقاط صور من نقاط محددة. وهذه الميزة تعزز عمره التشغيلي وتضمن دقة توجيه الكاميرات نحو الأرض.

كما جرى توطين أكثر من 80% من مكوّناته، بما يشمل الحساسات وأنظمة الدفع.

استخدامات «طلوع 3»… عين يقِظة تخدم الدولة

سيزوّد القمر البلاد ببيانات حيوية لصنع القرار وإدارة الموارد، وأبرز تطبيقاته:

الزراعة الدقيقة: تقدير المساحات المزروعة بالقمح والأرز ومراقبة صحة المحاصيل.

إدارة الموارد المائية: رصد تغيّر البحيرات والأنهار والتعامل مع الجفاف.

إدارة الأزمات: توفير صور عاجلة لمناطق الفيضانات والزلازل وحرائق الغابات.

المسح ورسم الخرائط: تحديث الخرائط المدنية والطبوغرافية.

حكاية «طلوع»… من حلم الـ25 متراً إلى واقع الـ5 أمتار

لفهم حجم القفزة التي حققها «طلوع 3»، لا بد من العودة إلى مسيرة هذه العائلة:

1. طلوع 1… بداية الحلم (2014–2017)

انطلق المشروع في أوائل العقد الماضي. وفي 2014 أُعلن عن عقد تصنيع «طلوع 1» بهدف الوصول إلى دقة 25 متراً.

وفي أغسطس 2017 أُطلق بواسطة صاروخ «سيمرغ»، لكنه لم يدخل المدار. ورغم ذلك أسفرت التجربة عن خبرات شكلت أساس التطوير اللاحق.

2. طلوع 3… طائر الفينيق يولد من جديد

واصل خبراء صاايران العمل، ومع طفرة تقنية تمكنوا من تحسين الدقة من 25 متراً إلى 5 أمتار. وكُشف عن النسخة الفضائية منه في يوم الفضاء لعام 2022، ثم سُلّمت رسمياً للمنظمة في سبتمبر 2023.

3. طلوع 4… الخطوة المقبلة

أعلن رئيس منظمة الفضاء حسن سالاريه أن العمل جارٍ على الجيل الرابع، والمتوقع أن يمتلك دقة أعلى وقدرات اتصالية وتحكمية متقدمة مقارنة بـ«طلوع 3».

هل تتجه عائلة «طلوع» نحو تقنية الرادار SAR؟

من أبرز النقاشات الدائرة حول أقمار «بايا» إمكانية تزويدها بـرادار الفتحة الاصطناعية SAR. فالكاميرات البصرية تحتاج ضوءاً وصفاءً جوياً، بينما يستطيع SAR التصوير ليلاً ونهاراً وفي مختلف الظروف الجوية.

رغم أن «طلوع 3» مخصص للتصوير البصري، فإن منصته المعيارية تتيح إمكانية دمج حمولات SAR في الأجيال اللاحقة مثل «طلوع 4»، ما سيمنح قدرة مراقبة شاملة في جميع الأوقات.

وتشير معلومات من معهد ميكانيك الفضاء الإيراني إلى نجاح اختبار أول نموذج SAR محمول جواً خلال السنوات الماضية، وقد أصبح الآن عملياً وقادراً على إنتاج صور استشعار عن بعد للمناطق المحددة.

ثلاثية «طلوع 3» و«ظفر 2» و«كوثر»… اكتمال حلقة البيانات المكانية

بوضع هذه الأقمار معاً في المدار، ستكتمل حلقة البيانات الجغرافية الاستراتيجية لإيران. ويمثل إطلاق «طلوع 3» خطوة كبرى نحو تنفيذ خارطة الطريق الفضائية للبلاد والوصول إلى منظومات أقمار صناعية متعددة.

رمز الخبر 1965821

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha