وأفادت وكالة مهر للأنباء، فقد كشف الموقع الأمريكي "أكسيوس" نقلاً عن عدة مسؤولين كبار في الولايات المتحدة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب الشهر الماضي خلال اتصال هاتفي سري مع الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية، بدء خطوات عملية لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب بعد توقف حرب غزة. جرى هذا الاتصال بعد عقد "قمة سلام غزة" في مصر ولم يُكشف عنه من قبل.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي مطلع على تفاصيل المحادثة قوله إن ترامب أكد خلالها: "لقد أنهيت حرب غزة، والآن أريد منكم بدء عملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل".
ووفقًا للمصدر، فإن ولي العهد السعودي أعرب عن استعداده للتعاون في هذا المسار مع إدارة ترامب.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن رسالة واشنطن إلى الرياض واضحة وتؤكد على أن الولايات المتحدة تابعت جميع المطالب الرئيسية للسعودية، وحان الآن دور الرياض لاتخاذ خطوة تلبية لرغبة الرئيس الأمريكي، وتحديدا تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ومع ذلك، لا يزال الفارق بين مواقف السعودية وإسرائيل "ملحوظًا".
ووفقًا لمصادر أميركية، فإن بعض المطالب الأساسية للسعودية إما أنجزت أو هي قيد التنفيذ. فقد طالبت الرياض باتفاقية دفاع رسمية مع واشنطن، ومن المتوقع أن يقدم ترامب خلال زيارة بن سلمان المقبلة إلى واشنطن "التزامًا أمنيًا" يمكن أن يكون تمهيدًا لاتفاقية كاملة.
وبحسب التقرير، فإن قضية إقامة دولة فلسطينية هي من الشروط الأخرى التي لا يمكن للسعودية التغاضي عنها. وتعتقد إدارة ترامب أن النسخة النهائية من "خطة سلام غزة" التي أعدها البيت الأبيض تضع قضية إقامة الدولة الفلسطينية على جدول الأعمال بشكل ضمني. لكن الدبلوماسيين العرب وبعض المسؤولين الأمريكيين السابقين شككوا في قدرة هذا النص على تلبية معايير الرياض؛ معايير تتضمن "مسارًا ذا مصداقية ولا رجعة عنه ومحددًا زمنيًا" نحو دولة فلسطينية مستقلة.
ويُعد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي، والمعارض بشدة لحل الدولتين، العقبة الأكبر في طريق دفع الخطة قدمًا. وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن نتنياهو اتخذ مواقف "غير مساعدة" فيما يتعلق بتنفيذ خطة ترامب، مما زاد من تعقيد المفاوضات.
ومع ذلك، فقد أوكل نتنياهو ملف تطبيع العلاقات مع السعودية إلى مستشاره المقرب، رونين درمر. وأعلن درمر خلال محادثاته مع مسؤولين مثل نائب الرئيس جي.دي. فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو أنه سيستمر في العمل على الاتفاقيات المحتملة.
ويقول المحللون إن محمد بن سلمان يحتاج إلى التزامات أكثر متانة وتنازلات ملموسة من إسرائيل لدفع عجلة التطبيع، حتى يتمكن من التأثير على الرأي العام السعودي الذي أصبح أكثر تشككًا اكثر من اي وقت مضى حيال إسرائيل بعد حرب غزة.
وعلى الرغم من استمرار المفاوضات، فإن المسؤولين الأميركيين غير واثقين من إمكانية تحقيق "تقدم حاسم" على طريق التطبيع خلال زيارة ولي العهد السعودي المقبلة إلى واشنطن.
وفي مايو الماضي تم التوصل إلى مجموعة من الاتفاقيات بين الولايات المتحدة والسعودية خلال زيارة ترامب إلى الرياض، لكن العديد منها لم ينفذ بعد. وقد أعرب السعوديون عن استيائهم من بقاء تلك الاتفاقيات "حبرًا على ورق".
ويمكن لإقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل بعد عقود من العداء أن تُحدث تحولًا في المعادلات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط وتعزز نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.
وعبّر ترامب الشهر الماضي عن أمله في أن تنضم السعودية "قريبًا" إلى اتفاقيات إبراهيم التي وُقعت عام 2020 مع الإمارات والبحرين والمغرب.
كشف تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب خلال اتصال هاتفي سري من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، بدء عملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد انتهاء حرب غزة.
رمز الخبر 1964934
تعليقك