وأفادت وكالة مهر للأنباء ، وفقًا لما أعلنته إدارة العلاقات العامة في جامعة الإمام الحسين (عليه السلام)، فقد تمكنت الجامعة ولأول مرة، بالاعتماد على أحدث تقنيات هندسة الأسطح في العالم، من تصميم وتشغيل أكبر وأكثر خط لطلاء الذهب متعدد الطبقات تقدمًا على مستوى العالم، وذلك من أجل ترميم وإحياء الآثار التاريخية التابعة للعتبة العلوية المقدسة. ويعد هذا المشروع مثالًا فريدًا للربط بين العلم والروحانية والتقنية الوطنية في خدمة التراث الإسلامي.
إحياء أحد أثمن آثار التاريخ الشيعي
إن تاج ضريح أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب المطهر (عليه السلام) لا يعتبر مجرد تحفة فنية، بل هو جزء من الهوية التاريخية والعاطفية للعالم الشيعي. فقد تعرض هذا الأثر على مر القرون للتآكل والتآكل الكيميائي (الخردقة) وتقشر الطبقات، إضافة إلى تلف الهياكل الأساسية الفضية التي تحته. واعتمادًا على كفاءتها العلمية الذاتية، قام متخصصو جامعة الإمام الحسين (عليه السلام) ولأول مرة بمستوى معايير عالمية، بتصميم عملية طلاء بالذهب ذات عمر افتراضي مستهدف يتجاوز المئة عام. وهي عملية دقيقة ومتعددة الطبقات، تهدف للحفاظ طويل الأمد على هذا الأثر التاريخي من الرطوبة وزفير الزائرين والملوثات الحمضية والضغوط البيئية.
خط الإنتاج الجديد وأهم مكوناته
يتألف خط الإنتاج الجديد من 30 حوضًا صناعيًا كبيرًا بأبعاد (4 أمتار طولًا، 1 متر عرضًا، 1 متر عمقًا)، مما يجعله أكبر خط طلاء ذهبي نشط في العالم. وتشمل مراحل هذا الخط المركب:
- أنظمة إزالة الشحوم بالطرق الباردة والساخنة وبالموجات فوق الصوتية.
- التفعيل على مرحلتين باستخدام الأحماض وحمض الأوكساليك.
- الطلاء بالنحاس بالطريقتين السيانيدية والحمضية.
- الطلاء بالنيكل شبه اللامع واللامع.
- ثلاث مراحل دقيقة لطلاء الذهب: الذهب الوميضي – الذهب السيانيدي – الذهب الصلب المدعوم بالكوبالت.
- نظام خاص للمعالجة السلبية (باسيفيكيشن) بكرومات الذهب.
- خط إنتاج مستقل لإنتاج أملاح الذهب عيار 24 الخاصة بإعادة شحن الأحواض.
وظيفة كل طبقة في المشروع
في هذا المشروع، تؤدي كل طبقة وظيفة حيوية ومستقلة:
- النحاس السيانيدي والحمضي: يضمن التصاقًا تامًا بالفضة القديمة ويملأ الفراغات الناتجة عن قدم القطع.
- النيكل شبه اللامع واللامع: يشكل طبقة واقية من التآكل ويهيئ سطحًا أملس ومتساويًا للطبقة الذهبية النهائية.
- الذهب الوميضي: يثبت السطح ويمنع الأكسدة في اللحظات الأولى من التماس.
- الذهب السيانيدي النقي: يشكل الطبقة الرئيسية من الذهب بسمك عالٍ والتصاق مستقر.
- الذهب المدعم بالكوبالت: يزيد مقاومة السحج (الاحتكاك) وصلابة السطح ويمنع بهتانه على المدى الطويل.
- المعالجة السلبية (باسيفيكيشن) بكرومات الذهب: تقنية نادرة ترفع بشكل ملحوظ من الاستقرار الكيميائي للسطح.
آفاق التطبيق الدولي
نظرًا لجودة الطبقات المستخدمة والسمك غير المسبوق والمعايير الصنعية المتبعة، أصبح هذا الخط الآن نموذجًا يحتذى به لبقية الأماكن المقدسة، بما فيها أضرحة كربلاء والكاظمين وسامراء ومشهد، بل وحتى المراكز الثقافية في دول إسلامية مثل السعودية والكويت وسلطنة عمان.
الإشادة العلمية
من الجدير بالذكر أن النتائج العلمية والبحثية لهذا المشروع قدمت في ورقة بحثية متخصصة، وعرضت في المؤتمر الدولي «العتبات المقدسة عبر التاريخ»، حيث تولت جامعة أصفهان عملية التحكيم. وقد تم اختيار هذا البحث كدراسة متميزة في القسم الفارسي، مما يبرز المكانة الرائدة لجامعة الإمام الحسين (عليه السلام) في ميدان البحث والابتكار.
/انتهى/

تعليقك