٣٠‏/٠٦‏/٢٠٠٥، ٧:٥١ م

تحليل سياسي

التغلغل الصهيوني في الاعلام البحريني

التغلغل الصهيوني في الاعلام البحريني

اقدمت صحيفة الايام البحرينية مؤخرا وفي خطوة غير مهنية وبعيدة عن المبادئ الاعلامية على نشر كاريكاتير يسيء الى مقام المرجع الشيعي الكبير قائد الثورة الاسلامية في ايران.

وهذا الرسم الكاريكاتيري بغض النظر من انه يشكل اساءة واضحة الى الشيعة في العالم فانه ايضا يستهزأ بالانتخابات الرئاسية الايرانية التي جرت في اجواء ديمقراطية وحرة.
وبالرغم من الاحتجاجات الواسعة التي قام بها شيعة البحرين المظلومين ضد نشر هذا الكاريكاتير المسيء , الا انه مع المؤسف فان المدير المسؤول لصحيفة الايام "جاسم المنصور" ورئيس تحريرها "عيسى الشايجي دافعا عن ذلك الاقدام المشين ورفضا الاعتذار متجاهلين مشاعر اكثر من خمسه وثمانين بالمائة من سكان البحرين الشيعة.
ان نشر هذا الكاركاتير جاء في وقت يحاول فيه الصهاينة اثارة اضطرابات جديدة في منطقة الخليج الفارسي الحساسة بعد مشاهدتهم للمشاركة المليونية للشعب الايراني في الانتخابات الرئاسية , من خلال تعزيز تغلغلهم في وسائل الاعلام البحرينية المرتزقة.
فالعديد من الزعماء الدينيين والعلماء الواعين في البحرين سعوا بشكل سلمي وديمقراطي بعد  نشر هذا الكاريكاتير الى حمل مسؤولي صحيفة الايام على تقديم الاعتذار ولكن مدير الصحيفة تعنت واصر على موقفه غير المهني.
ان هذا الاجراء الطائش لمسؤولي صحيفة الايام الذي اقدموا عليه بدون الاخذ بنظر الاعتبار عواقب فعلتهم اللامسؤولة يندرج في اطار تحقيق مآرب اللوبي الصهيوني في وسائل الاعلام البحرينية , وهو بالتاكيد سيؤدي الى تداعيات خطيرة غير متوقعة.
ومع ان البحرين دولة صغيرة الا انه بسبب تركيبتها الديموغرافية فانها مهددة بمخاطر كبيرة , ويبدو ان بعض العناصر المشبوهة المرتبطة بالكيان الصهيوني تحاول عن طريق تسللها الى الصحف اثارة التوتر والفوضى من خلال استفزاز المشاعر الدينية لشعب البحرين التي كانت جزءا من ايران.
ومن المؤكد فان نتائج اشعال نار الفتنة الطائفية في منطقة الخليج الفارسي الحساسة سيطال قبل كل شيء الحكام المهزوزين لامارات الخليج الفارسي وبالاخص امارة البحرين لان نسبة الشيعة في المنطقة تعادل ستة اضعاف سكان مشيخات الموجودة في الخليج الفارسي باجمعها.
ومن جهة اخرى فان التوجه السلفي لمسؤولي صحيفة الايام وتاييدهم للوهابية واضح تماما من طبيعة عملها وتصرفاتها المسيئة الى المراجع الشيعية.
ومما لاريب فيه فان على المستثمرين في هذه الصحيفة وهم من اسرة "آل خليفة" الحاكمة والملطخة ايديهم بدماء شباب شيعة البحرين  , ان يتخلوا في العصر الحالي عصر ثورة المعلومات عن اخلاق البدو الصلفة وطبيعة اعراب البادية السابقة , ويعرفوا ان استخدام اساليب تقليدية في مجال الاعلام ليس له مكان في العالم
المعاصر. 
ان استخدام هذا الاسلوب خلال العقود الثلاثة المنصرمة منذ زمن تاسيس امارة البحرين من قبل القوى الاستعمارية , سيؤدي الى نتيجة معكوسة على رؤوس الاسرة الحاكمة لهذه الامارة. 
فاضطهاد خمسه وثمانين  بالمائة من سكان البحرين الاصليين والمتحضرين من قبل اقلية بدوية لا تتعدى نسبتها خمسه عشربالمائة من رعاة البعران والذين استولوا على هذه الجزيرة من خلال العنف وسفك الدماء , لم تؤد الى نتيجة مطلوبة لتثبيت اركان الحكم الهش لاسرة "آل خليفه" ,  وفي الحقيقة فان التزام الزعماء الدينيين بضبط النفس ومرونتهم , حالتا دون اندلاع حرب اهلية في هذا البلد.
فسكان البحرين المسلمون لم ينسوا لحد الآن ارتكاب المرتبطين باسرة آل خليفة المجازر الوحشية ضد شيعة البحرين بمساعدة من قبل ازلام حزب البعث العراقي المقبور طوال الاعوام الثمانية من الحرب التي شنها صدام ضد ايران , ولولا السياسة المتوازنة التي انتهجتها الجمهورية الاسلامية لكانت ازمة ابادة الشيعة تستفحل في ارجاء المنطقة.
وعلى اي حال فان يتعين على مسؤولي صحيفة الايم الماجورة ان يدركوا ان جرح مشاعر الشعوب المسلمة وخاصة شيعة ايران والبحرين اللذين لديهم امتداد عقائدي هي لعبة خطرة ستطالهم عواقبها الوخيمة اولا قبل اي جهة وعليهم تقديم الاعتذار للشعب البحريني على وجه السرعة./انتهى/
    حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
رمز الخبر 201573

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha