١٤‏/١١‏/٢٠١٥، ٩:٥٦ ص

في تصريح لوكالة مهر للأنباء

ابراهيم الأمين: الصحافة الحرة مفقودة والضرائب تلاحق الاقلام

ابراهيم الأمين: الصحافة الحرة مفقودة والضرائب تلاحق الاقلام

صرح رئيس تحرير جريدة "الأخبار" اللبنانية ابراهيم الأمين في لقاء له مع وكالة مهر للانباء ضمن فعالیات معرض الصحف ووكالات الأنباء إن الخط السياسي الذي تختاره الجريدة يحملها ضرائب لابد منها، فالانتماء إلى خط المقاومة يعني الوقوف في وجه الظلم دائماً.

وصرح ابراهيم الأمين في تصريح لمراسل وكالة مهر للأنباء إن السعودية تحارب القلم المقاوم وتبذل كل مافي وسعها لمنع الناس من قراءة ما يكتب، فهي تحارب جريدة "الأخبار" التي تسعى الى كسر الصمت العربي المحيط بالمجازر السعودية في اليمن. 

وأضاف ابراهيم الأمين إنّ السفارة السعودية في بيروت رفعت دعوى قضائية ضد جريدة "الأخبار" كما عمم السفير السعودي على القيادات السياسية عدم التواصل مع الأخبار، ومن جهتها حاولت المملكة السعودية استصدار قرار لدول مجلس تعاون الخليج (الفارسي) يقضي بحجب موقع الأخبار فيها ومنع أي شخص يعمل بها ويتعامل بها من دخول الأراضي.

كما أشار رئيس تحرير جريدة "الأخبار" إلى ماكشفته وثائق وكيلكس قائلاً: السعودية تتجسس على كل شيء وتلاحق كل شيء، صحيح إنها غير احترافية لكنها لديها احترافية أخرى في شراء الأشخاص الذين يساعدونها. وأضاف: مانعتقده نحن إزاء قضية "الأخبار" والسعوديين إن هذه المعركة جزء من الحرب التي نخوضها وبالتالي ليس لدينا إي تحفظ على إي شي، نحن ندفع ضرائب خطنا السياسي المقاوم. 

وأكد الأمين لمراسل وكالة مهر للأنباء إن من يتكلم عن الانجازات السعودية في عدوانها على اليمن يغرد خارج السرب، قائلاً: حقيقة الأمر هو أنهم يحاولون منذ بدء العدوان عن اليمن التحدث عن انجازات وفعلا الانجاز الوحيد هو تدمير اليمن حتى عندما افترضوا أنهم حرروا الجنوب فقد سلموه للقاعدة  واليوم ليس هناك أي نوع من الانجازات والسياسية الإعلامية التي اعتمدها آل سعود و أمثالهم نجحت في أمر وحيد هي تصغير الشعب اليمني وتصويره على أنّه شعب جبان شحاد متخاذل علماً إن اليوم في اليمن هناك من يقاتل ويستشهد من أجل أول استقلال حقيقي في اليمن وعلى مايبدو إن بعض الدول العربية أصبحت محطة على الصعيد الإعلامي والسياسي لتبرير و شرح السياسيات السعودية. 

وأوضح رئيس تحرير الأخبار لوكالة مهر للأنباء حول استبعاد بعض الصحف عن مجريات المحكمة الدولية قائلاً: قصة المحكمة الدولية هي استمرار لشيء بدء منذ بداية التحقيق في قضية رفيق الحريري وهم يريدون اليوم أن يضغطوا ليجعلوا التغطية الاعلامية محصورة في اتجاه واحد هم يرفضون محاولات النقد أو الاستثمار السياسي لهذا العمل. والاخبار كانت على الدوام نقدية تقوم بدور الرقابة على ما تقوم به هذه الهيئات وصولاً لنشر وثائق تخص هذه المحكمة. المحكمة تذرعت بأننا نشرنا الوثائق بالرغم من أنه ليس لديهم دليل إنّنا نحن من قمنا بنشر هذه الوثائق .

ولفت الى "انهم تذرعوا بهذه المسألة لمنع أي نقاش أو استمرار أيّ بحث حول العلاقات والتواصل في قضايا التحليل الدولي حيث يمارسون نوع من الضغوط المباشرة وغير المباشرة ويقصدون بذلك أن تتوقف "الأخبار" عن متابعة وتغطية هذه القضية الأمر الذي لن يحصل،  ولأن إجراءاتهم ليست موثوقة أو محترمة كان لابد من تجاهلها قدر الامكان وعندما وصلنا إلى لحظة لم يعد هناك شي يستدعي البقاء غادرنا القاعة ولم نتابع بعدها ما حصل.

كما أشار الأمين إلى وضع الصحافة في لبنان التي كانت تتميز بحريات خاصة موضحاً إن الأنظمة المستبدة والحكومات القاهرة إلى جانب المال نجحوا في إفساد الصحافة اللبنانية وتعطيل جزء كبير من دورها يعني كل الأنظمة  التي تمارس القمع لعبت دوراً وكل الدول التي تنفق أموالاً لعبت دوراً في تراجع الصحافة في لبنان وفي الحقيقة الصحافة اللبنانية اليوم ليست في حالة جيدة ولا يمكن اعتبارها متقدمة أو نموذج فهي تعاني أزمات ولديها مشاكل كثيرة  على الصعيد المهني، النقابي، الاحترافي علاقتها بالدولة، علاقة المحررين بادارتها، مشكلة العائدات وكل ذلك.

ورأى إن وضع الصحافة اللبنانية ليست بخير وغير متوقع تغيرات في الأفق مضيفا ان الصحفيين اليوم يسعون للبقاء على قيد الحياة، يعقدون تسويات مع أصحاب النفوذ لأجل تحصيل عائدات مالية تتيح لهم البقاء، وجزء آخر من الصحافيين يعقد صفقات سياسية مع الحكومات ليتجنب التعرض لضغوطات،

وصرح الأمين إن الصحافة في لبنان ليست حرة بمعنى الحرة  أوبمعنى التقليدي الجدي وهي تواجه أزمة اندحار وتراجع كبير وهذا أمر يؤثر بمجمله على سمعة الصحافة في لبنان مما يسبب في تراجع كبير في عدد قرّاء الصحف في لبنان ليس بسبب وسائل الإعلام المسموعة والمرئية أو الالكترونية بل لأن الناس لاتشعر إنها تجد ماتريده في الصحف في لبنان. فالصحافة في بيروت لم تعد جريئة في مواجهة الظلم والفاسدين، تتكلم فقط كلام عام لجمهور فقد ثقته فيها ولذلك تراجع إلى حد كبير حجم توزيع وانتشار النسخة الورقية. 

كما أوضح رئيس تحرير جريدة "الأخبار" لوكالة مهر للأنباء إن امتيازات الصحف في لبنان محدودة فلا يحق لك أن تصدر جريدة متى تشاء، وجريدة الأخبار في الأصل هي جريدة شيوعية أصدرها الحزب الشيوعي منذ سنوات كثيرة، ثم أعيدت نشرها مع نهاية حرب تموز عام 2006 و تتابع جريدة الأخبار كل القضايا ليس هناك قضية لا تتابعها، عندما صدرت الأخبار كان العالم الرقمي أي الصحافة الرقمية ينتشر سريعاً بين الناس  فساعدها ذلك على الانتشار خارج النطاق اللبناني. 

ونوه الامين إن انتماء الجريدة لمحور المقاومة فرض عليها تبعات كثيرة فهذا التقسيم الذي يعاني منه لبنان أدى إلى شللية في الوسط الصحفي، فمن النادر أن تجد صحيفة يسارية لا تهمش الطرف الآخر أو تهاجم التيارات الاسلامية، حيث يرى الأمين إن جريدة الأخبار بالرغم من يسارتها إلا أنها تعمل على حفظ التنوع على مختلف الأصعدة موضحاً: قد تكون جريدة الأخبار هي آخر كتلة يسارية تحترم قناعات الآخرين وليس لديها مشكلة مع قوى سياسية ما بسبب عقائدها، يعني نحن على صلة قوية بتيارات من الاسلام السياسي وليس لدينا مشكلة مع العقيدة لكن ربما نختلف بالسياسات، يعني هناك تيار اسلامي لا نوافق على سياساته لكن الأمر غير مرتبط بالعقائد، أقصد ليس هناك يساريين في جريدتنا لديهم موقف حاد من الاسلاميين./انتهى/. 

اجرى الحوار: محمد مظهري- حسين شعيتو

رمز الخبر 1858668

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha