وكالة مهر لأنباء_ ديانا محمود؛ تلقى الشارع الايراني نبأ منع الحجاج الايرانيين من ممارسة شعائر الحج بصدمة وخيبة أمل لحقها استنكار واستغراب من ردود الشارع الاسلامي والعربي خاصة من رفع اللوم عن الذين يمسون الشعائر الاسلامية والكيل بمكيال من أوقع مئات المسلمين ضحية سوء التنسيق والتنظيم في موسم الحج الأخير.
ليست المرة الأولى التي تغلق فيها أبواب الحج في وجه ايران، ففي عام 1987 وعقب قتل الحجاج الايرانيين في مكة قطعت العلاقات الايرانية السعودية ومنع المسلمين الايرانيين من الوصول إلى مكة لثلاث سنوات متتالية، لتعود سياسات الحكومة السعودية المتعنتة بفرض قيودها على الحجاج المسلمين بحجج واهية تزيفها بإعلام يهلل لآل سعود دون التفكير ولو لمرة بتحكيم العقل وتشريع الحق في هذه المسألة.
لايمكن لحكومة تتبع سياساتها الخاصة إيّاً كانت أن تسيطر على قبلة المسلمين فهي من جهة تسمح لمن يروق لها ببناء استثمارات تحف بالكعبة الشريفة وتهدد جغرافية المكان، وتمنع من جهة أخرى عباد الله من اداء مناسك الحج.
تعنت السعودية بقولها إن الوفد الايراني يخالف قوانين المملكة، توهم القارئ بأن قوافل الحج الايرانية مفخخة كالتي ترسلها السعودية إلى الجوار، فمالقوانين التي كانت تخضع لها مواسم الحج منذ عدة عقود ولاتتوفر في الوفد الايراني هذا العام؟
تساؤلات عديدة تتبادر لذهن المسلمين خاصة والعالم بشكل عام "مالذي يمنع المسلمين من فصل موسم الحج عن السياسة؟ ماذا تفعل كل هذه المنظمات الاسلامية بعيدة عن المؤتمرات؟ لماذا بقي مجلس التعاون الاسلامي بدون اي تعليق على هذا الاحتكار العلني؟ لوماذا لاتخرج علاقة المسلمين بالحج عن الأطر السياسية.
سبق للسعودية منع مسلمين من دول مختلفة من الحج وفقاً لأهواءها السياسية، فهذا العام الخامس الذي يمنع فيه السوريين من الحج، دون أن يحرك العالم الاسلامي ساكناً، ومالذي يجعل العالم العربي والاسلامي يقبل بهذا الاحتكار حيث تسود حالة من التمييز العنصري والطائفي على مناسك الحج؟
عشرة حوادث دموية شهدها الحج مؤخراً الى جانب تغيير في معالم مكة التاريخية ورخص تجارية لدول غربية تشمل المطاعم في موسم الحج، وماتزال مواسم الحج والعمرة مستمرة، إلا إن التفاوض الأخير بين السعودية وايران عكس حقيقة ماوصلت اليه السياسات السعودية من احتكار لموسم الحج وتسييس له.
هناك سؤالان مختلفان يطرحهما المتابعون "إلى متى سيتحمل المسلمون تركة التصفيات السياسية التي تمارسها السعودية وحلفائها على موسم الحج، وما موقف الشعوب الاسلامية وحكوماتها قاطبة من هذا الاحتكار، وهل يمكن أن تتحرك المنظمات الاسلامية قريباً لخدمة المسلمين؟"
أصداء عريضة حملتها مواقع التواصل الاجتماعي تنبئ بالمخاطر القادمة التي يغطيها إعلام البترول مع غياب الوعي بين المسلمين وانتشار تطرف طائفي أضاع البوصلة وتحريف وجه الاسلام المحمدي. /انتهى/.
تعليقك