وكالة مهر للأنباء- ترجع الخلفية التاريخية للغة الفارسية في المناطق الكردية إلى سنوات عديدة خلت، ووفقا للمصادر التاريخية فإنها تشير إلى أن اللغة الفارسية منذ عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي شهدت ازدهارا متناميا في البيروقراطية والمساجد بالمناطق الكردية، على سبيل المثال، حتى قبل 50 عاما، كانت الفارسية، هي اللغة الرسمية في المراسلات الرسمية بين مجلس النواب بإقليم كردستان العراق .
في الوقت الحاضر تعتبر اللغة الفارسية بإقليم كردستان العراق واحدة من أكثر اللغات المترجمة للقراءة والأدب، حيث تمت ترجمة العديد من الكتب يوميا من الفارسية إلى اللغة الكردية وبطبيعة الحال، الآن أصبح جسر التواصل والتفاعل الترجمي ذو مسارين أيضا إذ تترجم العديد من الكتب الكردية إلى اللغة الفارسية في سوق الكتاب الايراني .
وأفادت وكالة مهر للأنباء أن محمد شيرازي المستشار الثقافي الإيراني في قنصلية أربيل قال أنه بشكل عام فإن اللغة الفارسية في إقليم كردستان العراق استطاعت أن تنتشر أكثر منذ تسفير نظام البعث العراقي للأكراد إذ تعلموها بإجادة وإتقان معتقدا أن هناك أواصر ثقاقية طويلة الأمد وضاربة في أعماق التاريخ تربط بين الفرس والأكراد والوثائق التاريخية هي من تدعم ما يمضي إليه
وأكد شيرازي بالقول لا مشاحة في أنه يتوجب تعزيز الخلفيات الثقافية في أولوية أعمال الدبلوماسية الخارجية الايرانية في العراق مضيفا نحن نبذل قصارى جهودنا لتطوير التعاون الثنائي في جميع المجالات معهم .
وحول القواسم المشتركة بين اللغة الفارسية والكردية قال : كلنا يعلم أن جذور اللغة الفارسية والكردية أصلها واحدة وتتماثل في بعض الأحيان مثل الأرقام وذلك مما يسهل على الأكراد عملية تعلم اللغة الفارسية أكثر .
وأعرب مستشار الملحق الثقافي الإيراني عن أمله في أن يتمكن من تطوير اللغة الفارسية جيدا، حتى لو كان شخص يريد الاستفادة من الموارد العلمية في إيران، خصوصا أن إيران اليوم لديها المعرفة الفنية اللازمة حول العديد من المواضيع وقال إننا لا نتردد في أن نفت في عضد هذا الإقليم ولن نتردد في القيام بأي مساعدة أو تقديم مرافق.
ومع ذلك فإن اللغة الفارسية منذ سنوات وضع لها كرسيا لمرحلة البكالوريوس في جامعة صلاح الدين بأربيل إلا أن غالبية الطلاب في هذا الفرع لايستطيعون أن يكملوا مسارهم الدراسي ذلك لأن الجامعات الإيرانية لا تتقبل الشهادات العراقية لمواصلة الدراسة وتقديم المنح لهم ولا يستطيع أي من البلدان أن يكون مرتكزا أساسيا لتعليم اللغة الفارسية بينما في باقي البلدان فإنها تقدم منح دراسية شفافة وواضحة للطلاب الأجانب لذا تجد الكثير من الأكراد لا يرغب بالمشاركة في مرحلة البكالوريوس .
وتابع إننا مثل ما اشرنا في السابق فإن الهاجس الأكبر لطالب فرع اللغة الفارسية وآدابها في جامعة صلاح الدين بأربيل أنه ما يعمل بعد مرحلة البكالورويوس وكيف يواصل دراسته ؟
وفي السنة الماضية قام نائب وزير العلوم بزيارة إلى اقليم كردستان ولاول مرة عقدت صفقات ومذكرات تفاهم بين إقليم كردستان والجمهورية الإسلامية الإيرانية تشمل قضايا إنشاء فرع اللغة الفارسية وآدابها في جامعة السليمانية وإنشاء فرع اللغة الفارسية وآدابها لمرحلة الماجستير في جامعة صلاح الدين حيث من المقرر أن تسهل عمليات التعلم بمساعدة وزارة العلوم الإيرانية .
وقال محمد شيرازي إننا نوفد أساتذة أخصائيين في اللغة الفارسية لجامعة صلاح الدين بأربيل مضيفا إن فرع اللغة الفارسية وآدابها يتم تدشينه هذا العام رسميا في جامعة السليمانية .
وحول مواصلة الدراسة وتقديم المنح لطلاب إقليم كردستان أوضح "إن أحد أهم القضايا في هذا المجال هو أن وزير التعليم العالي للإقليم يوسف جوران ارسل مكتوبا حول أن من يريد أن يكمل دراسة الماجستير والدكتوراه في إيران يجب أن يقدم تافلا في اللغة الفارسية.
وبالنسبة إلى "طريقة توفير هذه الشهادة الممنوحة ومن أي مكان" لفت إلى أنه عقد اجتماعات عدة مع الوزير دكتور غوران ورؤساء الجامعة وأوكل مهام هذه المسؤولية على عاتق جامعة الفردوسي بمشهد حيث تستقبل سنويا أكثر من 20 ألفا من طلاب الأدب الفارسي غير الناطقين بها واعتبر هذه الخطوات مهمة جدا حيث تزيل الكثير من العقبات .
وفي ختام حديثه قال شيرازي أن هذه الخطوات هي مستهل التعاون من أجل زيادة التقارب بين جامعات إيران وإقليم كردستان العراق معربا عن أمله أن يزيد التعاون أكثر في مجال التعاون والتنمية نظرا للخلفيات التاريخية والقواسم المشتركة بين أكراد المنطقة وإيران ./انتهى/
تعليقك